❖ عبد المجيد آيت الكزار
من البديهي أن تشرع أنديتنا بعدما أسدل الستار على الموسم الكروي (2024-2025) على منافساته، والتي كان آخرها كأس الأمير 2025 التي توج الغرافة بلقبها عقب فوزه على الريان (2-1) في المباراة النهائية، في فتح ملف المحترفين الأجانب في صفوفها لكي تلائم أوضاعها مع التعديلات الجديدة التي أقرها الاتحاد القطري لكرة القدم على لوائح المسابقات الخاصة به، وكذلك لوائح المسابقات بمؤسسة دوري نجوم قطر، ليتم العمل بها اعتباراً من بداية الموسم الرياضي الجديد (2025-2026)..وكان القرار الأهم الذي تضمنته تلك التعديلات هو اعتماد تسجيل عدد (10) لاعبين أجانب ضمن قائمة الـ 28 لاعبا لفئة الفريق الأول لأندية الدرجة الأولى من أجل الرفع من مستوى الدوري وباقي البطولات المحلية وتقوية صفوف الأندية التي ستدافع عن اسم الكرة القطرية في البطولات الخارجية على أن تعود كل هذه التعديلات والإجراءات الجديدة في النهاية بالفائدة على منتخبنا الوطني.
– الجودة عنصر أساسي
وتلزم الزيادة الجديدة في عدد المحترفين الأجانب أنديتنا بضرورة الحرص على أن تكون الصفقات التي تستهدف عقدها وإنهاءها خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية ذات جودة عالية حتى تقدم لها الإضافة المرجوة وتقوي شوكتها في مراكز اللعب التي تحتاجها فيها خصوصا بالنسبة للأندية التي ستمثل أنديتنا في البطولات الخارجية لموسم (2025-2026) والتي يأني في مقدمتها بكل تأكيد دوري أبطال آسيا للنخبة، البطولة الأقوى والأهم ضمن بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ثم دوري أبطال آسيا 2. فمن المرتقب أن يمثل السد، بطل دوري نجوم أريد لموسم (2024-2025)، ووصيفه الدحيل، والغرافة بطل كأس الأمير 2025، كرتنا في دوري أبطال آسيا للنخبة فيما يشارك الأهلي الذي حل خلفهم في المركز الرابع في دوري أبطال آسيا 2، بالإضافة إلى المشاركة أندية أخرى في بطولات إقليمية على الصعيد الخليجي.
– التأني وعدم التسرع
تحقيق عنصر الجودة في الصفقات الجديدة المرتقبة يلزم أنديتنا بالتأني في تحديد الأسماء المرشحة التي ترغب في ضمها وعدم التسرع في عقدها إذ يجب تقييم المحترف الأجنبي المراد التعاقد معه تقييما دقيقا ودراسة ما إذا كان سيكون ملائما من الناحية الفنية لها… فقد أثبتت التجارب السابقة أن العديد من المحترفين الأجانب أصحاب الأسماء الكبيرة والتجارب المهمة لم ينجحوا في أنديتنا ولم يقدموا لها الإضافات المرجوة منهم ولم يحققوا الآمال لها التي كانت معقودة عليهم بعد التعاقد معهم، بل كانوا في الواقع عبئا ثقيلا عليها وأرهقوا ميزانياتها.. ولحسن الاختيار وسلامته وحتى يكون ناجحا ويخدم النادي بما يتلاءم ويتوافق مع احتياجاته في المراكز المطلوبة ولتقوية صفوفه في مختلف المسابقات والبطولات التي سيخوضها خارجية ومحلية، فمن المنطقي أن تمنح إدارة النادي الجهاز الفني صلاحية كبيرة في الاختيار لأن كل مدرب هو أكثر الناس معرفة بنوعية العناصر التي يكون في حاجة إليها، والتي يعول عليها في تحقيق الأهداف والغايات المحددة.
– التنوع في الاختيارات
يعد دوري أبطال آسيا للنخبة للموسم الجديد (2025-2026) أكبر التحديات التي ستخوضها كرة القدم القطرية على مستوى الأندية، والتي تمني النفس فيها بالمنافسة الحقيقية على لقب المسابقة والعودة مجددا إلى منصة التتويج التي اعتلتها للمرة الأخيرة عام 2011 عن طريق السد عندما توج بلقبه الثاني في البطولة بعد لقبه الأول الذي حققه في نسخة 1989.. من أجل الاستعداد بأفضل شكل للنسخة الجديدة من المسابقة القارية يتوجب على أنديتنا التي ستدخل غمارها استقطاب محترفين في مختلف الخطوط من العيار الثقيل والمناسبين فنيا لها لكي تكون قادرة على مقارعة ومنافسة أقوياء القارة خصوصا الأندية السعودية التي فرضت سيطرتها على النسخة الأخيرة بفضل قوة أنديتها والتي استمدتها من نجومها المحترفين الأجانب الذين كانت قد تعاقدت معهم قبل بداية الموسم، فنجحت في الظفر باللقب عن طريق الأهلي المدجج بنجوم عالميين أمثال رياض محرز وفريمينيو وفرانك كيسي بعد فوزه في المباراة النهائية على فرونتال كاواساكي الياباني بهدفين دون رد
– الحذر من السماسرة
لا شك أن عقد صفقات مميزة في ملف المحترفين الأجانب ليس موضوعا سهلا وإنما يتطلب توفير شروط معينة، أبرزها توفير السيولة المالية اللازمة لمفاوضة المحترف المميز والاستجابة لطلباته المالية، بالإضافة إلى المشروع الكروي المراد إنجازه من أجل إقناعه بموافقته على التعاقد مع النادي الراغب في خدماته.. كما أن أنديتنا يجب أن تكون حريصة للغاية على أن تتولى بنفسها عبر التنسيق الكامل بين جهازها الفني والإداري عملية تحديد المحترف الأجنبي الذي تراه مناسبا لها من خلال المعاينة والرصد والمتابعة، وألا تكتفي فقط بما سوف يعرضه عليها وكلاء اللاعبين والوسطاء، وبالاطلاع على السير الذاتية وتسجيلات الفيديو لبعض مباريات هؤلاء المحترفين الأجانب الذين يتم ترشيحهم لها للتعاقد معهم.
– متابعة المنافسات الخارجية
تبدو البطولات الكروية التي تقام قبل بداية الموسم، والتي يتزامن سير منافساتها مع الفترة المفتوحة للانتقالات الصيفية أفضل منصة ومحطة بالنسبة لأنديتنا للبحث والتنقيب عن الأسماء القوية المتاحة التي من الممكن أن تستقطبها على الرغم من أن المهمة لا تبدو ولا تعد سهلة.. ويشهد الشهر الحالي انطلاق كأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 14 يونيو الحالي إلى 13 يوليو المقبل بمشاركة 32 ناديا من مختلف القارات..ومن المؤكد أن هذه البطولة ستكشف عن نجوم جدد غير المعروفين في الأندية الكبيرة من الممكن لأنديتنا السعي وراء التعاقد معهم وضمهم إلى صفوفها لخوض استحقاقاتها المقبلة المحلية والخارجية بداية من الموسم الكروي المقبل.