سلطت حلقة (2023/5/25) من برنامج “سيناريوهات” الضوء على الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو، وكان آخرها عقد جلسة لها داخل نفق أسفل الناحية الغربية من المسجد الأقصى، وذلك إحياء للذكرى الـ56 لاحتلال القدس، بالإضافة إلى اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى للمرة الثانية منذ توليه المنصب.
وحذر ضيوف الحلقة من أن الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تهدف إلى تكريس مشروع التهويد وإفراغ مدينة القدس من سكانها الأصليين.
وأكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أن الخطوات التصعيدية التي تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى محاولة حسم الصراع مع الفلسطينيين معتقدة أنها قادرة على ذلك الآن.
وقال الهدمي إن حكومة نتنياهو -وهي الأكثر تطرفا وإجراما بحق الفلسطينيين- تريد إنهاء الصراع باستهداف المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس.
ويرى الاحتلال أنه لا معنى لوجوده في فلسطين -كما يقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد- دون سيطرته الكاملة على القدس، ويؤرقه الميزان الديمغرافي فيها، مؤكدا أن كل إغراءاته لجلب مزيد من المستوطنين إليها لتغيير الوضع الديمغرافي لم تنجح، لأنها المدينة الأفقر من مدن الاحتلال.
ورأى أسامة السعدي المحامي والنائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي أن الصهيونية والمؤسسة الحاكمة في إسرائيل تعتقد أن القدس هي عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل ويجب عدم تقسيمها، مؤكدا أن المشروع الصهيوني يهدف إلى تهويد المدينة ومحاولة تفريغها من سكانها الأصليين، ولذلك تتخذ حكومة الاحتلال إجراءات بحق الفلسطينيين مثل سحب الهويات.
وأضاف السعدي أن الاحتلال يحاول تهويد مدينة القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، ولذلك يسمح للمستوطنين بالاقتحامات، ولكن رغم مرور 56 عاما على احتلالها فإن القدس لا تزال مدينة فلسطينية عربية إسلامية ومسيحية.
وعن سبل مواجهة الإجراءات الإسرائيلية، أكد الهدمي أنه لا يجب التعويل على الأمم المتحدة لأن قراراتها السابقة بحق الشعب الفلسطيني لم تنفذ، بل يجب التعويل على ثبات ووحدة الشعب الفلسطيني وحده.
وتأسّف الهدمي للحال الذي وصل إليه الموقف الرسمي العربي، حيث يكتفي باجتماعات ولقاءات لا تخرج عن الشجب والتنديد دون إجراءات عملية.
وطالب بموقف عربي وإسلامي ودولي داعم لأهالي القدس وللفلسطينيين، وممارسة الضغوط على الاحتلال ليغير سياساته.
تحذير من هدم الأقصى
أما الدكتور محمد الحلايقة نائب رئيس الوزراء الأردني السابق فأكد أن المشروع الإسرائيلي لتهويد القدس واضح المعالم، وقد أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القول من خلال الاجتماع مع أعضاء حكومته في نفق تحت المسجد الأقصى المبارك إن الأرض لهم وتحت الأرض لهم، في إشارة إلى هيكلهم المزعوم.
وأضاف أن الأردن قلق جدا من هذا الوضع، وهو يستثمر كل الأدوات المتاحة لديه للتصدي له، مشيرا إلى أن الأدوات التي تملكها بلاده غير كافية لإيقاف المشروع الصهيوني ولا بد من جهد عربي وإسلامي في هذا الصدد.
وحذر الحلايقة من أن إسرائيل لن تتوانى في التقسيم الزماني والمكاني للأقصى والتضييق على سكان القدس وعرقلة وصولهم إلى المسجد الأقصى، مؤكدا أن المرحلة الأخيرة ستكون هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم.
يذكر أنه منذ أن قامت إسرائيل باحتلال مدينة القدس عام 1967 وهي تعمل جاهدة للسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها من خلال العديد من الانتهاكات والتعديات، في محاولة لإيجاد رواية تؤيد وجود تاريخ لليهود في المدينة المقدسة وإنهاء الوجود العربي فيها.