سلّطت الصحف والمواقع العالمية الضوء على المأساة الإنسانية في قطاع غزة على ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية، ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إيقافها، رغم الضغوط الدولية التي تُمارس عليه.
ونشرت صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية تحقيقا عن الجوع الذي يستبد بأطفال غزة، ومعه ألم الآباء والأمهات من عجزهم عن توفير الحد الأدنى لفلْذات أكبادهم. وعادت الصحيفة إلى الطفلة شام التي تابعت الأيام الأولى من ولادتها قبل 5 أشهر، فوجدتها في حالة يُرثى لها، حيث تبكي باستمرار ليس فقط من الجوع بل من الألم والحياة القاسية التي تعيشها مع عائلتها.
وتنقل الصحيفة عن شيماء، والدة شام قولها: “الأطفال هنا عبارة عن جلد وعظم، وأخشى أن تصبح ابنتي كذلك”.
وجاء في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الدعوات الدولية لإسرائيل تتصاعد، حتى من أقرب حلفائها لإنهاء الحرب على غزة، وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى دعوتي وزيري خارجية إيطاليا وألمانيا لوقف الحرب.
وتتقاطع المواقف الأوروبية -تضيف الصحيفة- مع تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تفاقم الجوع في غزة، ومع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإنهاء معاناة الفلسطينيين، وتحذيره من أن الحصار والتجويع يمثلان انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وتطرقت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إلى حالة الاستياء في الجيش الإسرائيلي، خصوصا بين جنود الاحتياط، من اعتزام الحكومة شن هجوم واسع تزعم أنه سيكون حاسما، وتقول الصحيفة إن الجنود أصبحوا فريسة للشك والغضب، وتنقل عن أحدهم قوله “كيف سنبرر لأطفالنا ما نفعلُه في غزة؟”.
وتضيف الصحيفة أن قطاع الصحة في إسرائيل يدق ناقوس الخطر، مما وصلت إليه الحالة النفسية للجنود العائدين من غزة، وتنقل عن عاملين في القطاع أن حالات الانتحار بين الجنود في تزايد، وهي مرشحة للارتفاع بعد الحرب.
إنهاك وغضب
وفي السياق نفسه، جاء في تحليل نشره موقع “ميديابارت” الفرنسي أن “الحملة العسكرية التي يريدها نتنياهو وحلفاؤُه هي الأعنف، وحاسمة في غزة، وتتزامن مع حالة من الإنهاك الشديد والغضب بين الجنود الإسرائيليين وقوات الاحتياط من استمرار الحرب على غزة”.
ويقول الموقع -في التحليل الذي حمل عنوان “الجيش الإسرائيلي يَغلي غضبا من الحرب”- إن الجيش الإسرائيلي متعود على الحروب، لكن الحرب الحالية أنهكته وتحوّلت إلى مرض وطني، وَفق تعبيره.
ومن جهة أخرى، كتبت” لوتون” السويسرية أن سويسرا تسوّق نفسها ضامنة للقانون الإنساني الدولي، لكنها في الوقت نفسه تحرص على تفادي إزعاج إسرائيل.
وأضافت أن مواقف سويسرا من التجاوزات الإسرائيلية ظلت ثابتة وصارمة، لكنها تغيّرت مع تسلم إغنازيو كاسيس وزارة الخارجية، لافتة إلى أن كاسيس كان على رأس “لجنة الصداقة السويسرية الإسرائيلية”، وأثار ضجة فور تعيينه وزيرا عندما تساءل: هل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جزء من المشكلة أم من الحل؟