|

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، ذات التوجهات المحافظة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشن ما سمته “حربا قانونية” على عدد من المنابر الإعلامية البارزة على رأسها محطة “سي إن إن”.

وترى الصحيفة أن الرئيس ترامب الذي طالما سخر من وسائل الإعلام أصبح يستعمل أدوات حكومية لترهيب وسائل الإعلام التي تنشر أخبارا وقصصا لا تروقه، ووصفت تلك الخطوة بأنها “دنيئة في بلد حر يتمتع بحرية الصحافة”.

وتعتزم إدارة ترامب مقاضاة قناة “سي إن إن” لنشرها تقريرا عن تطبيق رقمي يُسمى “آيسبلوك” يتيح للمستخدمين تحديد المواقع التي رصدوا فيها تحركات وكلاء إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك.

وعلقت الصحيفة بالقول إن سلوك الحكومة في هذه الحالة غير قانوني، لأن شبكة سي “سي إن إن” لا تدير تطبيق “آيسبلوك”، ونشرت فقط تقريرا عن وجوده واستعماله في أوساط المهاجرين غير النظاميين لتجنب وكلاء إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك.

كما لوّحت إدارة ترامب بمقاضاة صحفيي “سي إن إن” على خلفية تغطية الضربات الجوية الأميركية لمنشآت نووية في إيران، وقال ترامب إنهم “قد يُحاكمون أيضا لتقديمهم تقارير كاذبة عن الهجوم في إيران” وأصرّ مجددا على أن تلك المنشآت “دُمّرت”.

شعار ضخم لـ”سي إن إن” بأتلانتا (شترستوك)

وكانت “سي إن إن” قد أوردت رواية مخالفة، مستشهدة بتحليل أجرته وكالة الاستخبارات الدفاعية، وهي ذراع الاستخبارات لوزارة الدفاع (البنتاغون).

وترى الصحيفة أن نقل محتويات الوثائق الحكومية بدقة ليس أمرًا غير قانوني، بل هو عمل صحفي يحميه التعديل الأول من الدستور.

وفي حالة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن شركة “باراماونت” الإعلامية وافقت على دفع 16 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية رفعها الرئيس ترامب ضد شبكة “سي بي إس” التلفزية بتهمة تحريف مقابلة انتخابية مع غريمته الديمقراطية كامالا هاريس. لكن التسجيل الكامل للمقابلة أثبت أنها لم تحرف كلام هاريس، ومع ذلك، أصرّ ترامب على مقاضاتها.

وعن خلفية هذه التسوية المالية، تقول وول ستريت جورنال إن ترامب يمتلك ورقة ضغط على “باراماونت” لأنها تحتاج موافقة فدرالية لإكمال اندماجها مع “سكاي دانس ميديا” في صفقة ​​بقيمة 8 مليارات دولار، وبالتالي فإن مسؤولي الشركة فضلوا دفع ذلك المبلغ للرئيس ترامب على المخاطرة بالصفقة برمتها.

وتعهدت باراماونت على أن تنشر القناة نصوص المقابلات المستقبلية مع المرشحين الرئاسيين، وهو ما اعتبرته وول ستريت جورنال “إجراء صحفيا جيدا”، لكنها أكدت أنه ليس من حق الرئيس أن يُملي على “سي بي إس” سياساتها التحريرية.

وحسب الصحيفة فإن الديمقراطيين يريدون التحقيق في الموضوع، لأن شركة باراماونت في نظرهم قدمت لترامب رشوة مقابل موافقته على اندماجها مع “سكاي دانس ميديا”.

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الوقائع تعتبر سابقة مقلقة تؤشر لانحدار الثقافة السياسية أكثر فأكثر نحو حرب قانونية.

شاركها.
Exit mobile version