طالب حاخام إسرائيلي بوقف حرب غزة، مشددا على استحالة تحقيق هدفي هذه الحرب المعلنين، فلا حماس يمكن القضاء عليها، ولا الأسرى تمكن إعادتهم أحياء إلى إسرائيل، بل إن الأخبار المتداولة تقول إن ما بين ربعهم وثلثهم لم يعودوا على قيد الحياة، حسب قوله.
وأوضح مايكل بودن، وهو رئيس سابق للمجلس الإسرائيلي لحاخامات الإصلاح، أن إسرائيل كانت محقة في شنها الحرب، ولكن بعد مرور 5 أشهر، حان وقت المحاسبة وإعادة تقييم ما حصل لتحديد ما هو ممكن فعليا.
وحذّر بودن -في مقال كتبه في مدونة بصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”- من أن الأزمة الإنسانية في غزة لا يمكن إلا أن تتفاقم أكثر وأن العالم يحمّل إسرائيل المسؤولية، بما في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي دعم إسرائيل منذ البداية، بل وسافر إليها لإظهار تضامنه معها في بداية الحرب، مبرزا أن بايدن لم يعد يوافق على الطريقة التي تدار بها الأمور.
واعترف بودن، وهو حاخام بمدينة هود هشارون بإسرائيل، بأن دوافع بايدن قد تكون داخلية تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل تستطيع أن تتجاهل مخاوفه، على حد تعبيره.
لكن الأهم من ذلك، حسب بودن، هو أن إسرائيل نفسها تحتاج إلى وقف الحرب “فنحن أمة تحت الحصار.. ولا تزال معظم شركات الطيران الأجنبية تبتعد عنا، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو حقيقة أن شمال وجنوب بلادنا أصبحا غير صالحين للسكن.. ولم يضطر مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الفرار من منازلهم فحسب، بل حُرموا أيضا من سبل عيشهم. فإلى متى يمكن لدولة أن تعيش هكذا؟”، يتساءل الحاخام.
وهنا أوضح أنه يتفهم سبب استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحرب، “لأنها عندما تنتهي، سيكون عليه أن يجيب على لجنة تحقيق ستتناول دوره في الأحداث التي أدت إلى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسيتعين عليه أيضا التعامل مع المحاكمات الجارية التي يتهم فيها بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة”.
لكنّ الكاتب أبرز في مقاله أن دوافع نتنياهو ينبغي ألا تكون سببا لاستمرار بيني غانتس وغادي آيزنكوت في دعم حكومته الائتلافية.
واختتم الكاتب مقاله بحث غانتس وآيزنكوت على الاستقالة قائلا: “حان الوقت بالنسبة لهما للاستقالة من الحكومة وفرض إجراء انتخابات، وقد يتساءل البعض كيف يمكن لإسرائيل أن تذهب إلى صناديق الاقتراع في زمن الحرب، لكننا أجرينا للتو انتخابات بلدية، ولم تنهر بلادنا”، حسب قوله.