حللت صحيفة التايمز البريطانية ما يقوله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نجاحه في إنهاء 5 صراعات عالمية، وذلك في إطار سعيه للفوز بجائزة نوبل للسلام التي لطالما عبر عن رغبته في الحصول عليها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن سعي ترامب الحثيث للحصول على الجائزة ينبع من تأثره بجائزة نوبل التي حصل عليها الرئيس الأميركي السابق ثيودور روزفلت (1901-1909)، المعروضة في البيت الأبيض، تقديرا لإنهائه الحرب الروسية اليابانية عام 1905.
اقرأ أيضا
list of 2 items
ياسين أقطاي: طالبان تصنع المستحيل في أفغانستان
تقرير يكشف آثار حرب الإبادة بغزة على الرياضيين الإسرائيليين بأوروبا
end of list
ووفق كاتب التقرير ومراسل الصحيفة في واشنطن جورج غريلز، فإن ترامب قال إنّه حل 5 حروب من دون أن يوضح ما هي، ولكنه أصر على أن جهوده في مناطق كثيرة تبرر الحصول على الجائزة التي سبق أن مُنحت لزعماء عالميين مثل نيلسون مانديلا والدالاي لاما والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
أرمينيا وأذربيجان
واستعرضت تايمز الحروب التي قد يكون ترامب قصدها ابتداء بمنطقة القوقاز، إذ تستضيف الولايات المتحدة اليوم الجمعة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في محاولة لتسوية نزاع إقليم قره باغ الذي شهد توترا حادا عام 2023.
ويضم اتفاق السلام السماح للولايات المتحدة ببناء ممر اسمه “جسر ترامب”، يربط أذربيجان بإقليم نخجوان المستقل قرب الأراضي الأرمينية، على أن تستخدم أرمينيا الطريق لتحسين العلاقات مع أذربيجان وتركيا وتعزيز التجارة والاستقرار الإقليمي.
ويسعى ترامب أيضا، حسب التقرير، لاستخدام هذه المفاوضات للضغط على أذربيجان للانضمام إلى مجموعة الدول التي اعترفت بإسرائيل ضمن اتفاقيات أبراهام.
الهند وباكستان
وفي جنوب آسيا، يقول ترامب إنه توسط في وقف الحرب بين الهند وباكستان بعد التوترات الأخيرة في كشمير، إذ اتفقت الدولتان على هدنة في مايو/أيار 2025.
وبحسب التقرير، فقد رحّبت باكستان بدور ترامب ورشّحته لجائزة نوبل للسلام، لكن مسؤولين هنودا وصحفيين استغربوا ما قاله ترامب وتأثيره على النزاع.
إعلان
ومن جانبها، أيدت باكستان رواية الرئيس الأميركي ورشحته لجائزة نوبل للسلام، بينما رفض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ذلك، مؤكدا أن ترامب لم يكن له دور مهم في التوصل لحل للنزاع، توضح التايمز.
الكونغو ورواندا
أما في أفريقيا، فقد أكد ترامب أنه نجح في وقف الحرب بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، طبقا للتقرير، بعدما وعدت الولايات المتحدة باستثمارات في منطقة كيفو الغنية بالموارد شرقي الكونغو.
وأشار التقرير إلى أن التدخل الأميركي جاء وسط تصاعد التوتر في المنطقة، بعد سيطرة حركة “إم 23” -المسلحة المدعومة من رواندا- على مدينة غوما في يناير/كانون الثاني، تلتها مدينة بوكافو الواقعة في إقليم جنوب كيفو.
كمبوديا وتايلند
وبجانب باكستان، رشحت كمبوديا ترامب لجائزة نوبل للسلام إشادة بدوره بحل نزاع حدودي بين كمبوديا وتايلند، إذ تصاعدت التوترات إلى حرب مدفعية الشهر الماضي.
وحسب التقرير، اتصل ترامب بقادة كمبوديا وتايلند وعرض تخفيض الرسوم الجمركية على الدولتين، وهو ما ساعد في تهدئة الوضع وإقناع الطرفين بالإعلان عن وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة.
نزاعات الشرق الأوسط
ورشح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب في قطاع غزة- ترامب لجائزة نوبل بسبب دوره في التفاوض على اتفاقات أبراهام.
ويعتقد ترامب أن قصف المنشآت النووية الإيرانية كان إنجازا كبيرا في تعزيز السلام بالمنطقة، وفق تقرير التايمز، وقد علق نموذج قاذفة بي-2 في مكتبه تكريما لما وصفه بـ”النجاح المثالي” في استهداف المنشآت الإيرانية.

جائزة أم لعنة؟
ولفت التقرير إلى تحذير بعض المحللين من أن اندفاع ترامب الشديد نحو الحصول على الجائزة قد يوقعه في ورطة سياسية. فعلى الرغم من أن أوباما حصل على الجائزة في 2009 -أي بعد أقل من عام على توليه المنصب- إلا أن الجائزة تحولت إلى وصمة عار نظرا لسياساته اللاحقة.
فقد أدى مسعاه لتحسين العلاقات مع روسيا إلى تشجيعها على ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، وهو ما مهّد الطريق للحرب الحالية في أوكرانيا، كما فاقمت سياساته تداعيات أحداث الربيع العربي عام 2011.
وفي عام 2013، يتابع التقرير، تجاوز الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد ما وصفه أوباما بـ”الخط الأحمر” باستخدام الأسلحة الكيميائية، من دون أن يواجه أي عقاب، وهذا سمح للأسد بتعزيز سيطرته على البلاد وجذب القوات الروسية إلى المنطقة.
وأورد التقرير تعليق دبلوماسي أوروبي بأن الحصول على جائزة نوبل مبكرا “يقتل” المكاسب السياسية، مضيفا أن فوز ترامب بها في نهاية ولايته سيحدث تحولا في العلاقات الدولية، ولكن فوزه الآن سيكون بمثابة “نذير شؤم” عليه.