17/8/2025–|آخر تحديث: 13:16 (توقيت مكة)
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت أنها أوقفت منح تأشيرات الزيارة لسكان غزة، مما أدى إلى عرقلة حصول طالبي الرعاية الطبية في الولايات المتحدة، بمن فيهم الأطفال الصغار الذين وصلوا في الأسابيع الأخيرة ولديهم حالات صحية خطيرة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن وزارة الخارجية أعلنت أنها ستقيم الإجراءات المتبعة وراء منح هذه التأشيرات، وقالت “سيتم إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة ريثما نجري مراجعة شاملة ودقيقة”.
وجاءت هذه الخطوة -حسب الصحيفة- بعد حملة ضغط مكثفة شنتها الناشطة اليمينية المعادية للإسلام لورا لومر، التي وصفت الرحلات الجوية القادمة بأنها “تهديد للأمن القومي”، في موجة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بدأت يوم الجمعة، واستهدفت منظمة غير ربحية تساعد في عمليات الإجلاء الطبي.
وكانت منظمة “هيل فلسطين” غير الربحية، وهي منظمة مقرها أوهايو تساعد العائلات والأطفال الفلسطينيين، قد بدأت قبل أسابيع قليلة بتنظيم ما سمته “أكبر عملية إجلاء طبي منفردة للأطفال المصابين من غزة إلى الولايات المتحدة”.
وحتى الآن، تقول المنظمة إنها أجلت 63 طفلا مصابا لتلقي العلاج، نقلوا جوا إلى مستشفيات في 9 مدن أميركية هذا الشهر، وقد فقد العديد من هؤلاء الأطفال أطرافهم خلال الحرب في غزة، ومن المتوقع أن يسافروا إلى مصر للانضمام إلى عائلاتهم بمجرد انتهاء رعايتهم الطبية.
مسألة حياة أو موت
وكانت الدكتورة زينة سلمان، إحدى مؤسسي المنظمة قد صرحت بأن رحلات الإجلاء الطبي مسألة حياة أو موت، وأضافت “هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الانتظار. حياتهم على المحك، وهذه المهمة تهدف إلى منحهم مستقبلا أفضل”.
وقالت جوليا جيلات، المديرة المساعدة لبرنامج سياسة الهجرة الأميركية في معهد سياسة الهجرة، إن “هذه الخطوة تتوافق مع معاملة إدارة ترامب العامة للمهاجرين على أنهم يشكلون تهديدا للسلامة العامة في الولايات المتحدة، ولكن من الصعب للغاية أن نتخيل كيف يمكن لشخص قادم إلى الولايات المتحدة لتلقي علاج طبي منقذ للحياة أن يشكل خطرا على الأمن القومي”.
شعرت أن هذا أمر يستدعي الاهتمام. في ظل إدارة ترامب يستوردون سكان غزة بنشاط إلى الولايات المتحدة. من الواضح أن هذا ليس ما صوتنا عليه
وأشارت لومر، التي تتمتع بسلطة استثنائية في تشكيل قرارات إدارة ترامب المتعلقة بالموظفين والسياسات، رغم عدم امتلاكها أي دور رسمي في الحكومة، إلى أنها علمت بأمر الرحلات الجوية في وقت سابق من هذا الشهر، وقالت “شعرت أن هذا أمر يستدعي الاهتمام. في ظل إدارة ترامب يستوردون سكان غزة بنشاط إلى الولايات المتحدة. من الواضح أن هذا ليس ما صوتنا عليه”.
وقال أندرو ميلر، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إن سكان غزة لا يمكنهم الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة إلا بالحضور إلى سفارة في القدس أو القاهرة أو عمان والخضوع لفحوص أمنية.
وعلق الدكتور محمد صبح، وهو طبيب طوارئ متطوع في منظمة هيل فلسطين، قائلا “أشعر بالحزن لرؤية الخوف والكراهية يتغلغلان في شريحة صغيرة من مجتمعنا، حيث يجرد الناس الأطفال من إنسانيتهم”، وذلك من خلال الضغط من أجل سياسات تمنع “الرعاية المنقذة للحياة والأطراف”.