30/9/2024–|آخر تحديث: 30/9/202403:38 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قالت صحيفة ليبيراسيون إن إسرائيل منذ أن قطعت رأس حزب الله باغتيال قادته الواحد تلو الآخر تشعر بأن يدها مطلقة في أعدائها تقضي عليهم مهما كان الثمن، بغض النظر عن خطوط طهران الحمراء.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم هالة قضماني- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شنّ هجوما كاسحا على حزب الله اللبناني في الوقت الذي تعددت فيه زيارات الوزراء والمبعوثين الخاصين إلى بيروت لمنع حزب الله وإسرائيل من فتح جبهة ثانية إلى جانب غزة.
وذكرت الكاتبة أن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو كان في بيروت في مهمة إنسانية وسياسية “لتقديم الدعم الفرنسي” للبنان، بعد مطالبة باريس “بالوقف الفوري للضربات الإسرائيلية في لبنان”، وتمنى أن لا يكون الحريق شاملا، ولكن التحذيرات التي تأتي من جميع الأطراف إزاء مخاطر اندلاع حرب إقليمية لا يبدو أنها تؤثر في الحكومة الإسرائيلية مثل النداءات الملحة من حليفتها الأميركية.
صفعة
ومن الآن فصاعدا، يبدو أن لدى إسرائيل تفويضا مطلقا بعد تصفية زعيم حزب الله القوي حسن نصر الله، إذ وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الاغتيال بأنه “تحقيق للعدالة” واستذكر “ضحايا نصر الله العديدين من المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين”، وكان بإمكانه أن يضيف السوريين الذين احتفلوا بمقتل زعيم حزب الله الذي قاتلهم بشراسة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
الجديد في الأيام الأخيرة -كما تقول الكاتبة- هو محو الخطوط الحمراء التي رسمتها إيران لإسرائيل، فطهران التي لم ترد على تدمير غزة، ولا على اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية على أراضيها، لا تبدو مستعدة لدعم ابنها حزب الله الذي طلب منها التدخل بعد انفجارات أجهزة اللاسلكي والاغتيالات الأولى لقياداتها العسكرية الأسبوع الماضي.
التخلي عن حزب الله
ونقلت هالة قضماني عن مقاتل من حزب الله غاضب قوله، في فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “إيران أين أنتم؟ لقد سمعنا كلمات الدعم منكم مرات عديدة. تركتم القدس تحترق ولبنان يحترق وشعبنا يحترق، ولكن أين أنت يا إيران؟”، يكرر ذلك وهو يبصق في اشمئزاز قائلا “انتظروا سيأتي يومكم أيها الكافرون“.
وذكّرت الصحيفة بمقال في صحيفة صنداي تايمز بعنوان “لماذا يمثل اغتيال نصر الله بداية نهاية إيران؟”، قالت فيه لينا الخطيب، من مركز أبحاث تشاتام هاوس، إن المليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن، التي “كان نصر الله مثلا لها”، تخشى اليوم على مستقبلها.
وبعد اغتيال نصر الله، ناشدت إيران باعتدال مفاجئ -حسب الصحيفة- مجلس الأمن والمجتمع الدولي وقف العدوان الإسرائيلي، وأقامت حدادا استمر 5 أيام في طهران، موضحة أنها لن تتدخل لدعم ذراعها المسلحة الرئيسة في المنطقة، وكأن دعواتها للتقارب مع الغرب تمثل تركًا لحزب الله إلى مصيره في المواجهة مع إسرائيل.
“الأرض لنا ووداعا للعرب”
وقد سلطت الافتتاحيات اللبنانية الضوء على الاضطرابات التي يشهدها الوضع، وقال منير ربيع في موقع المدن المناهض لحزب الله إن “نظاما إقليميا جديدا اسمه إسرائيل” قد بدأ، وشبّه ما يحدث بحرب الخليج الثانية، مؤكدا أن الإسرائيليين، بدلا من مفهوم مقايضة الأرض بالسلام، يقولون اليوم “الأرض لنا ووداعا للعرب”.