الشرق تستعرض إحصائيات استراتيجية التنمية الثانية
69 % من الوفيات سببها الأمراض المزمنة
هديل صابر
كشفت استراتيجية التنمية الوطنية الثانية لدولة قطر 2018-2022 حزمة من التحديات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية على مستوى صحة المجتمع، وعلى مستوى صحة السكان، إذ كشفت الإحصائيات المتوفرة على مستوى صحة المجتمع أنَّ 69% من الوفيات تحدث بسبب الأمراض المزمنة، فيما يعاني 70% من السكان من زيادة الوزن، و43.9% من البالغين نشاطهم البدني منخفض المستوى، و88% من الأطفال القطريين يعانون من تسوس الأسنان، كما أنَّ 23% من الوفيات نتيجة الحوادث المرورية، فيما تباينت التقديرات التي توضح معدلات استخدام التبغ بين النساء والرجال وفقا للدراسات المختلفة، إذ وفقا لدراسة فإنَّ نسبة الرجال المدخنين 31.9% بينما وصلت نسبة السيدات المدخنات 1.2%، فيما أوضحت دراسة GATS2013 أن نسبة الرجال المدخنين هي 20.2% في حين نسبة السيدات المدخنات 3.1%.
** صحة السكان
أما التحديات على مستوى صحة السكان، فتتركز التحديات التي تواجه صحة السكان في دولة قطر في ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة غير السارية أو غير المعدية والمسببة للوفاة المبكرة، وهي الأمراض التي ترتبط بنمط الحياة غير الصحي، وتأتي في مقدمتها أمراض القلب المسؤولة عن 24% من إجمالي الوفيات، يليها أمراض السرطان المسؤولة عن 18% من إجمالي الوفيات، وعدة أمراض مزمنة غير سارية أخرى بنسبة 17% ثم أمراض الجهاز التنفسي المزمنة بنسبة 9%.
** تجاوز التحديات
وتسعى وزارة الصحة العامة بالتنسيق مع الشركاء في تحسين جودة الخدمات من خلال افتتاح عدد من المستشفيات بهدف مواجهة الطلب المتنامي على الخدمات الصحية الذي يتجاوز كثيرا العرض المتوفر بناء على ما كشفته الاستراتيجية الوطنية الثانية 2018-2022، إذ خلال الأعوام التسعة الماضية تم افتتاح عشرة مستشفيات على أحدث طراز، والعديد من المرافق التخصصيَّة الجديدة، في حين ارتفع عدد المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية إلى 14 مستشفى، كما ارتفع عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية في القطاع العام في الوقت الحالي إلى 32 مركزًا تابعًا لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، و4 مراكز أخرى يديرها الهلال الأحمر القطري، كما تطوَّرت خدمات الإسعاف والمرافق الجراحية ما أسهم في جعل دولة قطر من أفضل الدول في العالم في مجال السلامة المروريَّة، فقد تمَّ تحسين الاستجابة ما بعد الحادث للحد من الوَفيات والإصابات الخطيرة، حيث بلغ زمن الاستجابة الهاتفية للحادث حوالي 6 ثوانٍ، وزمن الوصول إلى موقع الحادث داخل الدوحة 7 دقائق وخارج الدوحة 8 دقائق في 91% من الحالات، وكان من بين التحديات التي تواجه النظام الصحي هو ضرورة تعزيز أطر المساءلة والرصد والتنظيم، غياب تكامل الخدمات أحيانا في مؤسسات وفرق وأماكن الرعاية الصحية، تركيز الخدمات الصحية على الرعاية الوجيزة أو الشفائية وليس على الصحة العامة للسكان، محدودية تحسين تنسيق الرعاية الصحية وبرامج الوقاية من الأمراض، قلة عدد الاخصائيين في بعض المجالات الصحية الضرورية.