الدوحة – موقع الشرق
“أهوال تقشعر لها الأبدان في غزة”.. بهذه العبارات وصف أطباء مبتعثون من قطر إلى غزة، حال المنظومة الطبية المتهالكة في القطاع جراء الحرب الوحشية ، حيث أعرب الدكتور إيهاب مساد استشاري أول جراحة صدر في مؤسسة حمد الطبية، عن صدمته منذ اللحظات الأولى لوصوله إلى غزة، بسبب حجم الدمار الشديد هناك.
وأردف في كلمات مؤثرة عبر تقرير نشرته قناة الجزيرة: حاولنا البحث عن أي شئ بقي صامدا في غزة .. ولم نجد سوى الإنسان هو الصامد الوحيد هناك.
وعن أكثر المشاهد التي أثرت في الأطباء هناك، يقول هي مشاهد الأطفال التي تحاول أن تنجو أو تعيش في ظل ظروف صعبة جدا ومع أدنى مقومات الحياة، ومشاهد الأطفال المصابة بعد القصف والتي تأتي إلى الطوارئ ، ومعظم الإصابات لنساء وأطفال وشيوخ ليس لهم علاقة بالحرب.
ويغالب الدكتور إيهاب دموعه وهو يحكي عن منظر لن ينساه لطفل يبكي أمام باب الطوارئ بعد أن فقد أهله جميعا وبقي هو الناجي الوحيد للعائلة.
ورغم هذه المآسي إلا أن شعوره بالتواجد في غزة يجعله سعيدا لتقديم مايمكن تقديمه حيث كان شاهدا على مجازر عديدة بسبب القصف والناجون منها يموتون بسبب انعدام الإمكانيات الطبية والصحية.
ويقول إنه عمل على مدار أسبوعين تحت القصف والدمار وأصوات المدافع والانفجارات ، لكن هذا هو حال أهالي القطاع يوميا، كما أنالامكانيات الطبية شبه منعدمة في مستشفيات غزة واعتبرأن حرمان المستشفى من التجهيزات والأدوية هو أسلوب آخر متعمد لقتل المدنيين.
“رأينا مشاهد تقشعر لها الأبدان”.. ما الذي أبكى أطباء مبتعثين من قطر في غزة؟#رقمي #حرب_غزة pic.twitter.com/VGWGTSymkR
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) May 4, 2025
الدكتور ضياء أحمد رشدان رئيس قسم العيون بمستشفى السدرة للطب ، يقول أن ما يراه رأي العين يختلف تمام عما نشاهده في شاشات التلفاز والسوشيال ميديا ، من دمار في المنظومة الصحية على كافة المستويات .
واصفا مايراه من صبر وإصرار للاهالي في غزة بأنه أقسى من الصخر .
وبعبارات مؤثرة يعلن الدكتور ضياء أن هذا آخر يوم لمهمته في غزة رغم أمله في أن تطول الزيارة أكثر من ذلك، ومتأسفا على حال انعدام القدرات العلاجية هناك حيث يقول: “عادة مستهلكات العمليات خاصة قسم العيون تستخدم لمرة واحدة ولكن هنا في غزة نعيد استخدامها ونعقمها عدة مرات لنقص لمعدات والأجهزة الطبية “
ويضيف: “من أكثر المشاهد إيلاما هي توافد سيارات الإسعاف الواحدة تلو الأخرى لإنزال الجرحى في قسم الطوارئ ثم تتابع طريقها لإيصال الشهداء إلى المشرحة على مدار اليوم.
كما أعلن عن زيارات أخرى مماثلة غزة، واختتم حديثه قائلا: مساهمتي خجولة ومتواضعة ، وسامحونا يا أهل غزة على التقصير”