ركزت على التوقعات بشأن الرد الإيراني..
❖ الدوحة – الشرق
تشير توجهات الصحف العالمية إلى حالة من القلق والترقب حيال كيفية رد إيران على الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآتها النووية. ففي الوقت الذي يرى فيه بعض المحللين أن طهران باتت أمام خيارات محدودة ومعقدة، تحذر تقارير أخرى من أن الرد الإيراني قد يأتي بصورة غير تقليدية، عبر هجمات سيبرانية أو عبر وكلائها في المنطقة. الصحف الغربية الكبرى تميل إلى التركيز على حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية النووية الإيرانية، بينما تحذر من تصعيد إقليمي واسع قد يخرج عن السيطرة.
– CNN: إلى أي مدى ألحقت أمريكا ضررًا بمنشآت إيران النووية؟
قال تقرير لشبكة CNN إن الولايات المتحدة استخدمت قوة نارية غير مسبوقة في ضرب ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، في تطور يُنذر بتوسّع الصراع في المنطقة. وأشار التقرير إلى أن الضربات، التي نُفذت فجر الأحد، استهدفت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، عبر قاذفات B-2 وغواصات أطلقت صواريخ كروز، إلى جانب قنابل خارقة للتحصينات تزن الواحدة منها 30 ألف رطل. وبيّن التقرير أن منشأة فوردو، المحصنة داخل جبل، تعرّضت لأضرار بالغة، حيث أظهرت صور أقمار صناعية وجود ست حفر كبيرة على سطح الموقع، في دلالة على استخدام ذخائر خارقة للملاجئ. ونقل التقرير عن خبراء عسكريين أن الهجوم على فوردو كان دقيقًا ومنسقًا، بهدف الوصول إلى أعماق المنشأة التي تقع على عمق يُقدّر بـ80 إلى 90 مترًا تحت الأرض.
وأكّد محللون تحدثوا إلى CNN أن «التدمير الكامل للمنشأة ممكن»، إلا أن التقييم الشامل لا يزال قيد الدراسة .وأشار التقرير إلى أن إيران كانت قد اتخذت إجراءات وقائية قبل الهجوم، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية تراكم التراب عند مداخل بعض الأنفاق في فوردو، في محاولة لتدعيمها تحسّبًا لهجوم محتمل.
وفي ما يتعلق بمنشأة نطنز، بيّن التقرير أنها تعرضت في السابق لهجوم إسرائيلي في 13 يونيو، ما ألحق أضرارًا بالبنية التحتية الكهربائية، ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن فقدان الطاقة ربما أضرّ بأجهزة الطرد المركزي في قاعات التخصيب تحت الأرض.
كما أشار التقرير إلى أن منشأة أصفهان، قد استُهدفت كذلك، لكن لم تُكشف حتى الآن تفاصيل دقيقة حول حجم الأضرار فيها. وأورد التقرير أن مسؤولين إيرانيين حاولوا التقليل من شأن الضربات، في حين وصفها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنها «تجاوز خط أحمر كبير»، مضيفًا أن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي». وبيّن التقرير أن الولايات المتحدة وضعت قواتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى، في ظل تواجد أكثر من 40 ألف جندي أمريكي في المنطقة. وختم التقرير بالإشارة إلى أن الرد الإيراني المحتمل قد يُعيد المنطقة إلى مواجهة مباشرة ذات طابع استراتيجي، مع استمرار الغموض حول ما إذا كانت واشنطن وطهران ستتجهان نحو مزيد من التصعيد، أو تسلكان طريق التهدئة لاحقًا.
– الغارديان: إضعاف «محور المقاومة» ترك إيران بخيارات محدودة
حول رد الفعل المحتمل للقوات الإيرانية وحلفائها، قال تقرير لصحيفة الغارديان: في تأكيد للتهديد، حذر مركز بحري في الشرق الأوسط، تشرف عليه القوات الأمريكية، من أن هناك «خطرًا مرتفعًا» على السفن المرتبطة بالولايات المتحدة بعد الضربات الأمريكية. وكتب مركز المعلومات البحرية المشترك في مذكرة للملاحين: «يُقيّم التهديد الحالي للسفن التجارية المرتبطة بالولايات المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن على أنه مرتفع».وقد تستغرق وسائل الانتقام الأخرى المتاحة لطهران وقتًا أطول للتفعيل. ففي العقود السابقة، استخدمت إيران تفجيرات ضخمة ضد القوات الأمريكية في لبنان أو ضد أهداف إسرائيلية في أماكن بعيدة مثل الأرجنتين.وقد كثف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) الأسبوع الماضي التحقيقات والمراقبة لـ»الخلايا النائمة» المرتبطة بحزب الله داخل الولايات المتحدة.
فيما قال مايكل نايتس، الخبير في شؤون وكلاء إيران في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «لا يزال لدى الحوثيين القدرة الكافية للقيام بما يريدونه. إذا أرادوا ضرب سفن أمريكية في البحر الأحمر، فبإمكانهم ذلك. إنهم عنصر غير متوقع، ولا تقضي إيران وقتًا طويلًا في محاولة كبح جماحهم». وأضاف التقرير: لكن لا يوجد دليل يُذكر على أن الجماعات المدعومة من إيران في العراق – والتي سبق أن هاجمت أهدافًا أمريكية – تخطط لتحرك وشيك. يمكن لتلك الجماعات أن تُلحق أضرارًا كبيرة بالقواعد الأمريكية في العراق وسوريا والكويت والأردن إذا ما تم تحريكها، وقد تعرضت لهجمات أمريكية سابقًا، لكنها على الأرجح ستتراجع عن تنفيذ أي هجوم جديد بسبب التكلفة الباهظة المحتملة. وقال نايتس: «يمكنهم إحداث ضرر، لكن الولايات المتحدة تعرف هذه الأهداف جيدًا وستجدهم بسرعة». وذكر التقرير: هددت ميليشيا شيعية مدعومة من طهران في العراق، وهي «كتائب حزب الله»، بمهاجمة «المصالح الأمريكية» في الشرق الأوسط ردًا على تدخل عسكري أمريكي. ونُقل عن أحد قادتها، أبو علي العسكري، في شبكة CNN، قوله إن القواعد الأمريكية في المنطقة «ستصبح أشبه بحقول لصيد البط».
– نيويورك تايمز: كيف سترد إيران على الهجوم؟
بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، تواجه طهران خيارات صعبة ومعقدة، بعد الضربات الجوية الأمريكية على منشآتها النووية، وقالت إن الرد على الولايات المتحدة قد يفتح الباب أمام حرب شاملة، قد تؤدي إلى سنوات طويلة من عدم الاستقرار. وفي المقابل، فإن القبول بوقف إطلاق النار من دون رد سيُعد بمثابة تراجع كبير لنفوذ إيران الإقليمي وتحولها إلى قوة ضعيفة مقارنة بمكانتها السابقة. عقب الضربات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن لإيران «حقًا مشروعًا» في الرد دفاعًا عن سيادتها وشعبها، واصفًا الهجمات بأنها «فظيعة» وقد تكون لها «عواقب دائمة». وأكد أن «الباب الدبلوماسي مغلق الآن». وفي تحذير مسبق، صرّح الجنرال محسن رضائي، عضو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عبر التلفزيون الرسمي، أن دخول ترامب في الحرب «سيكلّف واشنطن ثمنًا باهظًا»، مشيرًا إلى أن إيران ستستهدف القواعد الأمريكية، وتفجّر ألغامًا في الخليج، وتغلق مضيق هرمز.وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يراقبون احتمال شن طهران هجومًا صاروخيًا مشابهًا لذلك الذي وقع في يناير 2020، عندما أطلقت إيران 27 صاروخًا باليستيًا على قواعد أمريكية في العراق، أصاب أحدها قاعدة «عين الأسد»، مما أسفر عن إصابة نحو 100 جندي أمريكي. وذكرت نيويورك تايمز أن هناك أكثر من 40 ألف جندي وموظف أمريكي، عسكريين ومدنيين، ينتشرون في الشرق الأوسط، حيث تُخزن مليارات الدولارات من الأسلحة والمعدات العسكرية.