الدوحة – قنا
قال سعادة السيد عباس عراقجي وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية إن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة دقيقة تتطلب تعزيز التفاهم والتعاون الشامل بين دولها.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الدورة الرابعة من مؤتمر الحوار العربي – الإيراني، الذي تستضيفه الدوحة تحت شعار “علاقات قوية ومنافع مشتركة”، وينظمه مركز الجزيرة للدراسات بالتعاون مع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والخبراء من مختلف الدول.
وقال سعادته: “إن إيران تؤمن بالحوار كنهج ثابت على المستويين الإقليمي والدولي، وترى فيه ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار”، معتبرا أن العلاقات بين إيران والعالم العربي متجذرة في التاريخ ومبنية على أسس حضارية وثقافية مشتركة، وهو ما يستوجب توثيق التعاون وتجاوز الخلافات من أجل مستقبل أكثر أمنا وتنمية للمنطقة.
وفي حديثه عن الملف النووي الإيراني، شدد سعادته على أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، موضحا أن “استخدام هذا السلاح محرم شرعا ولا مكان له في العقيدة الدفاعية الإيرانية، إلا أن بلاده، في المقابل، تتمسك بحقها الكامل في تطوير برنامجها النووي السلمي، بما يشمل تخصيب اليورانيوم”.
وكشف سعادة وزير الخارجية الإيراني عن أن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ستعقد قريبا، مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق نووي “عادل ومتوازن يظل ممكنا”، بشرط أن تتخلى الأطراف الأخرى عن مطالبها غير الواقعية.
وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني، قال سعادة السيد عباس عراقجي : “إن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة الإسلامية، وأن بلاده لا يمكنها الصمت حيال الجرائم والمجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة”، معتبرا أن الكيان الإسرائيلي يمثل الخطر الأكبر على الأمن الإقليمي.
وأشار إلى التداعيات الخطيرة لسياسات التهجير القسري والقتل الممنهج التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، داعيا الدول الإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها في التصدي لهذه السياسات ودعم الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة.
وفي سياق العلاقات الإيرانية – الخليجية، رحب سعادة وزير الخارجية الإيراني بالتطورات الإيجابية التي شهدتها المنطقة خلال العام الماضي، وأبرزها عقد اجتماع مشترك بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، للمرة الأولى منذ أربعة عقود، واصفا ذلك بأنه “خطوة مهمة على طريق بناء الثقة والشراكة الإقليمية”.
ودعا سعادته إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول المنطقة، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والتكنولوجيا، مؤكدا أن إيران منفتحة على كل مبادرة تفضي إلى بناء اقتصاد تكاملي إقليمي قائم على المنافع المشتركة.
كما شدد على أهمية تفعيل أدوات الدبلوماسية الثقافية والعلمية، ودورها في ترسيخ التفاهم الحقيقي بين الشعوب، معتبرا أن التقارب الحضاري هو أرضية صلبة لأي شراكة سياسية أو اقتصادية طويلة الأمد.
وفي ختام كلمته، جدد سعادة وزير الخارجية الإيراني دعوة بلاده إلى العمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة، قائلا: “إيران تمد يدها لجميع الأطراف لبناء مستقبل مشترك، فلنكن شركاء في السلام لا خصوما في النزاعات، فالحوار والتفاهم هما الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة”.