وزارة الثقافة
نيودلهي – قنا
أعلنت وزارة الثقافة عن تسجيل فن السدو في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لعام 2025، وذلك بالشراكة مع دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.
ويمثل هذا التسجيل، الذي تم خلال اجتماع الدورة العشرين للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة /لليونسكو/ في العاصمة الهندية نيودلهي، محطة بارزة في مسار صون التراث الثقافي الخليجي، وتعزيز حضور العناصر التقليدية التي شكلت ملامح الهوية البدوية عبر التاريخ.
ويعكس إدراج السدو في قائمة التراث غير المادي اعترافا دوليا بقيمته الثقافية والمعرفية، ويؤكد جهود دولة قطر ووزارة الثقافة في حماية هذا الفن من التراجع في ظل التحولات المعاصرة، وبروز البدائل الصناعية التي تهدد استمرار الممارسات التقليدية.
ويدعم هذا الإنجاز مسارات التعليم والتوثيق ونقل المعرفة بين الأجيال من خلال البرامج الوطنية والإقليمية، وورش التدريب، والمعارض المتخصصة، والمبادرات البحثية التي تعنى بدراسة هذا الفن بوصفه عنصرا يحمل أبعادا جمالية وأنثروبولوجية واجتماعية، كما يعزز الاعتراف الدولي مكانة الحرفيين والحرفيات، ويفتح آفاقا جديدة لإدماج منتجات السدو في الصناعات الإبداعية الحديثة.
وتؤكد وزارة الثقافة أن تسجيل فن السدو في اليونسكو خطوة توثيقية و لتعزيز الوعي المجتمعي بقيمة التراث غير المادي، وضمان استدامة الممارسات التقليدية التي تشكل جزءا أصيلا من الهوية الثقافية الخليجية، كما تشدد الوزارة على استمرار التعاون مع الدول الشريكة والجهات الثقافية المعنية للحفاظ على هذا الفن العريق وبقائه حيا عبر الأجيال.
ويعد فن السدو أحد أبرز تقاليد النسج في مجتمعات دولة قطر ومنطقة الخليج العربي، حيث تمارسه النساء منذ قرون باستخدام ألياف طبيعية مثل صوف الماعز ووبر الإبل، وتتميز صناعة السدو بزخارف هندسية دقيقة وألوان مستوحاة من البيئة المحلية، مما يجعلها فنا يحمل قيما جمالية وثقافية متجذرة في الذاكرة الشعبية.
ولم يكن السدو نشاطا حرفيا فحسب، بل ركيزة أساسية في الحياة البدوية، حيث يدخل في صناعة الخيام، والأغطية، والسجاد، وتغطية الأمتعة والمقتنيات اليومية، كما ارتبط بدور المرأة في المجتمع بوصفه مساحة للتعبير عن المهارة والإبداع، ووسيلة تعزز روح التعاون والتضامن داخل الأسرة والمجتمع.
