الدوحة – قنا

أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، شراكة استراتيجية ضمن برنامجها “واصل” وذلك مع كل من وزارة التجارة والصناعة، وبنك قطر للتنمية، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، ووكالة ترويج الاستثمار في قطر “استثمر قطر”.


يشار إلى أن برنامج “واصل” مصمم لتمكين رواد الأعمال في قطر من تطوير شركاتهم الرقمية، والتوسع محليا وإقليميا وعالميا ويهدف إلى تمكين رواد الأعمال من بناء شراكات تجارية من خلال التواصل مع قادة السوق في قطر وتزويد الشركات بإرشاد عملي من قادة الأعمال العالميين ودعم الشركات في تطوير وتنفيذ استراتيجيات النمو والتوسع الإقليمي.


وتجسد الشراكة الجديدة التي تم الإعلان عنها، اليوم، التزاما وطنيا مشتركا بتمكين نمو الشركات القطرية الواعدة وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية، ودعم تحقيق أهداف الأجندة الرقمية 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030.


وتم الإعلان عن الشراكة، خلال مؤتمر صحفي مشترك نظمته وزارة الاتصالات مع كل من وزارة التجارة والصناعة، وبنك قطر للتنمية، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، ووكالة ترويج الاستثمار في قطر وذلك بهدف تعزيز الدور الوطني المشترك لدعم بيئة الأعمال الرقمية من خلال المساهمة في اختيار الدفعة المقبلة من الشركات القطرية ضمن برنامج “واصل” وفق معايير الابتكار والاستدامة والأثر الاقتصادي.


كما يعزز التكامل بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركائها الوطنيين دعم الشركات القطرية الواعدة عبر توسيع نطاق البرنامج وتفعيل أدواته التمويلية والإرشادية بما يضمن استدامة نمو هذه الشركات وتمكينها من المنافسة إقليميا وعالميا ويسهم أيضا في توحيد الجهود الوطنية لتهيئة بيئة رقمية محفزة، وسد الفجوات في منظومة التوسع، وتوفير الإرشاد المتخصص الذي يعزز كفاءة الشركات في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.


وقال السيد فرج جاسم عبدالله مدير إدارة الاقتصاد الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المؤتمر الصحفي إن الشراكة الجديدة تمثل خطوة عملية ضمن جهود الوزارة لتوسيع نطاق دعم الشركات الرقمية القطرية الناشئة وتمكينها من النمو عبر أدوات تمويل وتوجيه وتدريب متكاملة.


وأشار إلى أن برنامج “واصل” يسهم في ربط رواد الأعمال بالجهات التمويلية وشركاء الابتكار، بما يعزز جاهزية هذه الشركات للتوسع محليا وإقليميا ويرسخ مكانة دولة قطر كبيئة جاذبة للشركات التكنولوجية الواعدة ووصل الشراكة بالنموذج للتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في بناء منظومة رقمية ديناميكية، تحول الأفكار إلى منتجات قابلة للنمو والتوسع بما ينسجم مع مستهدفات الأجندة الرقمية 2030 حيث سيتجسد ذلك عبر حزمة تنفيذية واضحة تشمل مسارات تمويل متدرجة، وبرامج إرشاد متخصصة، وتجارب ميدانية، مع تعزيز مواءمة الحلول مع السياسات والمعايير الوطنية، بما يسرع انتقال الشركات نحو النمو المستدام ويعزز تنافسية الاقتصاد الرقمي.


من ناحيته، قال السيد علي المولوي مدير إدارة تنمية الأعمال بوزارة التجارة والصناعة، إن هذه الشراكة تأتي في إطار الجهود الهادفة إلى تسريع نمو الشركات القطرية الواعدة حيث ستعمل الوزارة على دعم رواد الأعمال في مجالات بناء القدرات، واستراتيجيات النفاذ إلى الأسواق، والتوجيه التنظيمي والتمويلي، بما يتيح فرصا جديدة أمام نجاح الشركات الواعدة.


وأضاف أن هذه المبادرة تعكس الالتزام بتمكين الشركات الناشئة، وتعزيز الابتكار، ودعم تحقيق أهداف الأجندة الرقمية 2030، بما يعزز مكانة دولة قطر كوجهة رائدة للاقتصاد الرقمي.


بدوره، لفت السيد محمد العمادي المدير التنفيذي لحاضنات الأعمال والاستثمار الجريء في بنك قطر للتنمية إلى بيئة الشركات الناشئة والاستثمار المزدهرة في دولة قطر، والتي تسهم باستمرار في رفع تصنيف الدولة إقليميا حيث شهد العام الماضي تحقيق قطر المرتبة الرابعة في عدد صفقات الاستثمار الجريء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحقق بدوره الذراع الاستثماري للبنك المرتبة الرابعة في التصنيف ذاته، ما يعكس الالتزام المستمر في تطوير القطاع ودعم الابتكار.


وتحدث عن دور بنك قطر للتنمية في برنامج “واصل” حيث شهدت النسخ السابقة تعاونا مثمرا نتجت عنه مشاركة عدد من شركات المحفظة الاستثمارية للبنك في هذا البرنامج مما أسهم في دعم تلك الشركات.


وأوضح أن هذه التجربة تبرهن على نجاح نموذج التعاون بين بنك قطر للتنمية والشركاء في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتالي يعد هذا البرنامج استكمالا لجهود ورحلة الشركات الناشئة المستفيدة من برامج البنك لما قبل تسريع الأعمال، كما تدعم التجربة تسهيل وصول الشركات الرقمية الواعدة والأكثر ابتكارا إلى فرص استثمارية وترفع من جاهزيتها للمنافسة في الأسواق، كما تسهم هذه الشراكات في توحيد الجهود بين مختلف الجهات في الدولة وتوفر منصة متكاملة لدعم الشركات الناشئة، تعزيزا للتنوع الاقتصادي في دولة قطر.


من جانبها، قالت السيدة ندى العولقي مدير أول برامج تطوير الابتكار والتجريب في مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار إن الشراكة مع برنامج “واصل” تأتي كخطوة استراتيجية ضمن جهود المجلس لتطوير منظومة الابتكار التكنولوجي في دولة قطر، من خلال العمل على ركائز المجلس الثلاث وهي التمويل، والتنسيق، والتمكين.


وأضافت أن هذه الشراكة تجمع بين خبرة مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار في مجال دعم الابتكار، ورؤية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تعزيز ريادة الأعمال الرقمية، بما يسهم في ترسيخ مكانة قطر كمركز رائد للشركات التكنولوجية القابلة للنمو والتوسع.


كما لفتت إلى أن الشراكة تهدف إلى تمكين الشركات المحلية من دفع مسيرة الابتكار التكنولوجي في الدولة، من خلال توفير التمويل والأدوات والمنصات اللازمة لتوسيع أعمالها على المستويين الإقليمي والعالمي، وبما يتماشى مع مستهدفات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.


من ناحيته، قال الدكتور حمد راشد النعيمي مدير الاستراتيجية في وكالة ترويج الاستثمار في قطر، إن الشراكة مع برنامج “واصل” تجسد التزام الوكالة بدعم تحقيق رؤية قطر نحو تنويع الاقتصاد وتشجيع الابتكار وتسعى أيضا لتمكين الشركات القطرية الناشئة الواعدة من التوسع دوليا، من خلال ربطها بشركاء استراتيجيين، وتوفير منظومة متكاملة تدعم بيئة ريادة الأعمال. 


وأضاف أنه بالتعاون مع شركاء وكالة ترويج الاستثمار في قطر سيتم العمل على بناء جيل جديد من رواد صناعة الأعمال، وتعزيز مكانة قطر كمركز استثماري رائد ومحفز للنمو المستدام”.


جدير بالذكر أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أطلقت برنامج “واصل” لتحقيق أهداف الأجندة الرقمية 2030، من خلال منظومة دعم متكاملة تجمع بين رأس المال والخبرات والسياسات والابتكار والنفاذ إلى الأسواق حيث يعزز البرنامج دور الشركاء الوطنيين في اختيار الدفعة المقبلة من الشركات الواعدة، وتصميم هيكله بما يحقق أقصى أثر، إلى جانب سد الفجوات في منظومة التوسع وتوفير الإرشاد المتخصص الذي يمكن الشركات من النمو والمنافسة إقليميا وعالميا.


ويعد برنامج “واصل” منصة استراتيجية توحد الموارد والخبرات بين المؤسسات الوطنية، لتمكين الشركات القطرية الناشئة من إطلاق كامل إمكاناتها وتعزيز قدرتها على المنافسة عالميا، كما يضطلع الشركاء بدور محوري يحول البرنامج إلى مبادرة وطنية متكاملة للتوسع والنمو.


وحققت الدفعة الأولى من البرنامج نتائج ملموسة، حيث أسفرت عن إبرام صفقات تجاوزت قيمتها 7.2 مليون دولار أمريكي، وجمع استثمارات بلغت نحو 5.7 مليون دولار، إلى جانب نمو في الإيرادات تجاوز 50 بالمائة، فضلا عن نجاح إحدى الشركات في التوسع إلى سوق جديدة.


وذكرت وزارة الاتصالات أنه انطلاقا من هذا النجاح، ستنطلق الدورة الثانية البرنامج بمشاركة 14 شركة تعمل في أكثر من 10 قطاعات رئيسية تشمل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الصحية والتعليمية، والأمن السيبراني، وغيرها من المجالات الواعدة في الاقتصاد الرقمي.


ولفتت الوزارة إلى أن التعاون مع الشركاء يشكل محطة فارقة في مسيرة برنامج “واصل”، حيث يتيح توحيد القدرات في تسريع تنفيذ المشاريع التجريبية، وفتح آفاق التمويل، وتوسيع الوصول إلى الأسواق العالمية، مع توفير إرشاد متخصص يمكن الشركات القطرية الواعدة من التوسع وتحقيق أثر ملموس، كما يعكس التزاما استراتيجيا بتعزيز مكانة قطر كمركز إقليمي للابتكار الرقمي، والمساهمة في خلق أكثر من 26 ألف وظيفة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحلول عام 2030، ودفع مسيرة التحول نحو اقتصاد رقمي قائم على الابتكار.

شاركها.
Exit mobile version