المطبخ الشرق أوسطي أصبح جزءاً لا يتجزأ من المشهد العام لوسط لندن الذي تعبق فيه رائحة الأطباق الشرقية والشامية والخليجية. الإقبال من الأجانب والعرب، من المقيمين في البلاد والزوار. كمية المطاعم العربية لا تحصى في شارع «إدجوير رود» ومحيط منطقة «ماربل آرتش» امتداداً إلى المنطقة المفضلة لدى العرب للتسوق في محيط شارع «أكسفورد ستريت» ووصولاً إلى شارع المطاعم في «سانت كريستوفرز بلايس» مقابل متاجر «سيلفردجز» وعلى خطوات معدودة من متجر «برايمارك».
هذه هي باختصار خريطة وجود العرب في وسط لندن، أو ما يعرف بالـ«ويست إند»، خصوصاً في فصل الصيف، حيث يشعرون وكأنهم في بلادهم مع فارق الجو العام والمناخ وميزات خاصة بالعاصمة البريطانية تكون جاذبة لهم مثل الطقس وإمكانية المشي في الشوارع والأماكن المفتوحة.
المطاعم العربية في ازدياد كبير في لندن، سواء في وسطها أو خارجها، فالأكل الشرقي يلقى استحساناً كبيراً لدى الأجانب، المطبخ الشامي واللبناني تحديداً منتشر بقوة، واليوم نجد المطبخ الخليجي موجوداً أيضاً على ساحة الطعام، واستطاع مطعم جديد مزج المطبخين معاً، فجمع «نورين» أطباق الخليج ولبنان على مائدة واحدة، واختار من «كريستوفرز بلايس» عنواناً له ليكون في المنطقة التي يوجد فيها العرب بشكل كبير.
«نورين Noreen» يقع في شارع مخصص للمشاة، مؤلف من قسمين داخلي وخارجي، الديكور في الداخل جميل جداً، جدرانه منحوتة، ويميزها النمط العربي «العقد»، وألوانه مستمدة من ألوان الصحراء، تزينها الشتول الخضراء، مقاعد مريحة مكسوة بقماش أشبه بذلك الذي يستعمله البدو في الصحراء، وفي الخيام «السدو»، وهو أحد أنواع النسيج المُطرز التقليدي الذي ينتشر في شبه الجزيرة العربية. وتتدلى من الأسقف الإنارة الجميلة والملونة بأشكال مختلفة. أما المساحة الخارجية فهي جميلة أيضاً، تشاهد أثناء جلوسك على الكرسي زحمة المارة، وتسمع لغات العالم أجمع حولك.
أول ما لفتنا في «نورين» الخدمة الجيدة، واهتمام الموظفين بأدق التفاصيل، ومعرفة لائحة الطعام بشكل وافٍ، وهذه المسألة مهمة جداً لأنها تشكل مشكلة في كثير من المطاعم العربية عندما يكون النادل أجنبيّاً ولا يفهم كثيراً بالأطباق العربية، ولا يكون على دراية بها، ولكن في «نورين» يقدم العاملون كثيراً من المعلومات حول كل طبق، ويقدمون أيضاً النصائح لاختيار ما يناسبك من طعام، بالكمية اللازمة.
يتولى الشيف اللبناني مهدي هاني مهمة إدارة المطبخ وتصميم لائحة الطعام واختيار الأطباق التي تجمع نكهات البحرين ومطبخ بلاد الشام.
أول ما سيشدّ انتباهك شكل الأطباق وطريقة التقديم المنمقة والعصرية، فللشيف هاني باع طويل في الطهي في أماكن مهمة جداً في لندن، مثل مطعم أم شريف في هارودز، وفندق «دورتشستر»، واستطاع من خلال خبرته الواسعة مزج المطبخين بطريقة متناغمة جداً، مبقياً على ميزة كل منهما، واضعاً الأطباق في قوالب عصرية وطريقة جميلة في التقديم، ملؤها الألوان والتفاصيل الصغيرة.
من الأطباق الشهيرة في «نورين» سمكة «سي باس» المشوية التي تقدم مع طبقة من الخبز المقرمش فوقها، والفلافل التي قد تكون من أفضل ما هو متوفر في لندن والباذنجان المشوي مع الجوز والفلفل الحار، والحمص بالطحينة مع لحم الضأن والفيتا الحرة، وطبق المندي الخليجي، من دون أن ننسى الخبز اللذيذ الطازج.
وجربنا أيضاً الكبة بالفطر مع الصنوبر والبهارات، وجبن الحلوم مع العسل، ومن الأطباق الأولية اللذيذة أيضاً الفتوش والمشاوي، وطبق المغربية.
أنصحكم بتذوق الأطباق الحلوة أيضاً، وألذها الكنافة والقطايف مع جبن العكاوي والفستق الحلبي وبوظة المستكة مع الكركديه، كما يجب تذوق المشروبات التي تحضر طازجة في المطعم.
ونصيحة أخرى، من الأفضل تجربة المطعم عندما تكون مع أكثر من شخص لكي تتمكن من تذوق أكثر من طبق.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}