ردود أفعال ترحب بقرار إغلاق مستشفى حمد للصيانة..

هديل صابر

حظي خبر «إغلاق مستشفى حمد العام للصيانة عامين» الذي نشرته «الشرق» أمس على صفحتها الأولى وتناقلته المنصات الإخبارية المحلية، بتفاعل جماهيري منقطع النظير وردود أفعال إيجابية مؤيدة لقرار إغلاق المستشفى بغرض الصيانة، سيما وأن مستشفى حمد العام يعد من أقدم المستشفيات التي تعمل تحت مظلة مؤسسة حمد الطبية منذ عام 1982.

وجاءت ردود الأفعال من مغردين ومواطنين استطلعت «الشرق» آراءهم إيجابية بقدر ثقة المجتمع القطري بمنظومته الصحية التي تنم عن جاهزية منشآته لهكذا خطوة، سيما وأن مستشفى حمد العام أكبر مستشفى حكومي يتبع لمؤسسة حمد الطبية بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 603 أسرَّة، كما أنه يقدم حزمة واسعة من خدمات الرعاية الطبية والخدمات الإكلينيكية، بما في ذلك علاج إصابات الحوادث، طب الطوارئ، طب الأطفال، رعاية الحالات الحرجة، الجراحات التخصصية والفرعية، الطب التخصصي، المختبرات الطبية، الأشعة التشخيصية وخدمات إعادة التأهيل للبالغين.

ودراسة الخطوة من حيث عدم المساس بالعيادات الخارجية وغرف العمليات، وتوزيع المرضى الداخليين على مستشفيين من أحدث المستشفيات وهما مستشفى عائشة بنت حمد العطية الذي افتتح في أكتوبر 2022، ومركز الرعاية الطبية والبحوث الذي لم يدشن رسمياً كان له عظيم الأثر على أفراد المجتمع الذين رحبوا بالقرار، لثقتها التامة بأن هذه القرارات لطالما تصب في مصلحة المواطن بالمقام الأول، سيما وأن المستشفيين اللذين سينقل لهما المرضى من المستشفيات التي افتتحت حديثا كمستشفى عائشة بنت حمد العطية بطاقة استيعابية بلغت 300 سرير للمرضى الداخليين، منها 232 للأمراض العامة والحادة، فيما تستخدم باقي الأسرَّة والتي يبلغ عددها 68 سريرا لمرضى الحالات الحرجة، وليس هذا فحسب بل يتضمن قسما للطوارئ، غرفا للعمليات، قسما لأمراض النساء والتوليد، وحدة الرعاية المكثفة لحديثي الولادة والعيادات الخارجية والصيدلية الروبوتية وخدمات المختبرات الطبية وغرفا للمرضى الداخليين من كبار الشخصيات وغرفا للرعاية الحرجة، إذ يعد ثاني أكبر مستشفى بعد مستشفى حمد العام، إلى جانب مركز الرعاية الطبية والبحوث، هذا المركز الذي لم يتم تدشينه رسمياً ويقع بمحاذاة عدد من المراكز التابعة لمؤسسة حمد الطبية ويقع في قلب مدينة حمد بن خليفة الطبية وهو مركز الرعاية الطبية اليومية، مركز قطر لإعادة التأهيل ومركز صحة المرأة والأبحاث.

مصلحة المواطن

وفي هذا السياق أكد سلطان النعيمي أن قرار إغلاق المستشفى بغرض الصيانة جاء في محله، سيما وأن مستشفى حمد العام من المستشفيات التي لها وقع على المواطن والمقيم كونها من أقدم المستشفيات، فإخضاعها للصيانة والترقية بلا شك قرار يصب في مصلحة المجتمع القطري، لافتا إلى أن القرار يؤكد للمرة الثالثة أن الدولة تمتلك منظومة صحية متينة، وأن المنظومة هذه استطاعت أن تتصدى لجائحة فيروس كورونا «كوفيد-19»، فضلا عن قدرتها على تقديم خدمات علاجية وصحية لزوار دولة قطر خلال بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، وأخيراً قدرتها على سد الثغرة التي كانت ستحدث في حال لم يكن هناك بدائل لاستيعاب المرضى الداخليين الذين سيتم نقلهم إلى مستشفيين أخريين.

وشدد سلطان النعيمي على أهمية هذه الخطوة، إذ من المهم تطوير وتحديث المباني في الدولة لمواكبة الطفرة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، إذ إن ترميم المباني يعد من الأهمية بمكان خاصة المباني التي تعد من إرث الدولة كمستشفى حمد العام، وفي المحصلة فإن المواطن هو المستفيد في المقام الأول للحصول دوما على خدمات علاجية تواكب التقدم الذي تشهده البلاد على كل المستويات.

متانة القطاع الصحي

رحب المهندس راشد النعيمي بقرار إغلاق مستشفى حمد العام بغرض الصيانة، لافتا إلى أن هذا القرار يكشف متانة القطاع الصحي وقدرته على مواجهة التحديات بكل كفاءة واقتدار، سيما وأن إغلاق مستشفى بحجم مستشفى حمد العام يعد تحديا للمنظومة الصحية في الدولة، إلا أن توفر البديل بمستوى مستشفى عائشة بنت حمد العطية ومركز قطر للرعاية الطبية والبحوث يؤكد أن القطاع الصحي الحكومي مستعد لهذه الخطوة منذ سنوات، وأن القرار كان مدروسا وواعيا.

وأوضح المهندس راشد النعيمي قائلا «إن نقل المرضى الداخليين لمستشفيين أخريين يصب في مصلحة المرضى ويضمن سلامتهم وراحتهم، سيما وأن أعمال الصيانة تتطلب الكثير من الوقت خاصة أنها ستشمل البنية التحتية للمستشفى وأنظمة السلامة، لذا إخلاء المبنى من المرضى الداخليين، مع عدم المساس بالعيادات الخارجية وغرف العمليات أكثر ما يقلق المراجعين، فهذا بالفعل ينم عن دراسة محكمة لقرار الإغلاق، الذي نتطلع أن تتقلص مدته إلى أقل من عامين».

قرار صائب

وصف صالح الكواري القرار بالصائب، سيما وأن الدولة قد أنهت التزاماتها حيال جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19» واستضافة بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، لافتا إلى أنها خطوة تحسب للقائمين على القطاع الصحي في الدولة، ويكشف حقيقة الجهود التي تبذلها الدولة في تعزيز المنظومة الصحية من خلال مشاريع التوسعة ليس فقط على المستوى الداخلي للمستشفى بل التوسعة جغرافيا وتغطية جميع مناطق الدولة بمنشآت صحية لخدمة المواطن.

وأكدَّ صالح الكواري أن الإغلاق بهدف ترقية المستشفى وتعزيز أنظمة السلامة والبنية التحتية يشير إلى محافظة الدولة على إرثها المتمثل في بعض المباني كمبنى مستشفى حمد العام والذي له من السنوات 40 عاما فلابد من ترميمه وصيانته ليتماشى مع التطور الذي تشهده الدولة على كافة المستويات.

نجاح خطة المشاريع

قال عبد العزيز الشرشني «إن هذا القرار أعتقد أنه تكريم لهذا المبنى وتعزيز لدوره كونه من أقدم المستشفيات التي تشهد على تطور المنظومة الصحية في الدولة، كما يعد من أكبر المستشفيات الحكومية في الدولة، فصيانته أمر حتمي خدمة للمواطن بالمقام الأول والمقيم بالمقام الثاني، وعلى الرغم من تطوره وحداثته إلا أن القائمين عليه وجدوا أن هناك ضرورة لصيانة وتعزيز البنية التحتية وأنظمة السلامة فيه ينم عن ثقة المعنيين بالبدائل التي توفرها مؤسسة حمد الطبية لاستيعاب المرضى الذين سينقلون إلى مستشفيات أخرى، فهذا يكشف نجاح الخطط التي تتبناها الدولة حيال مشاريع التطوير والتوسعة للمستشفيات للقضاء على الازدحام والتكدس هاتين الظاهرتين اللتين تعدان من القضايا التي تؤرق مضجع المواطنين».

منظومة صحية متكاملة

اعتقد محمد المير أن هذا القرار بلا أدنى شك يصب في مصلحة المواطنين، مشيرا إلى أن القرار يكشف عن منظومة صحية متكاملة وقوية، قادرة على إثبات نفسها لاسيما في الأزمات، خاصة خلال جائحة فيروس كورونا واستضافة الدولة لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، الأمر الذي يجعل المنظومة الصحية مستعدة لأي طارئ، وإن كان هذا القرار لا يعد من الأمور الطارئة بل هو قرار مدروس، وتوقيته جاء بالوقت الصحيح خاصة بعد تدشين مستشفى عائشة بنت حمد العطية والذي يعد من أكبر المستشفيات التابعة لمؤسسة حمد الطبية، متطلعا أن تصبح دولة قطر مع تكامل المنظومة الصحية في الدولة أن يتم الترويج لخدماتها للاستثمار في السياحة العلاجية التي تعد باب من أبواب الاستثمار الجيدة جدا، والدولة ممثلة بنظومتها الصحية تستطيع أن تنافس أعتى الدول، مؤكدا أن القطاع الصحي الوطني على قدر من الثقة.

شاركها.
Exit mobile version