الدوحة – قنا
ناقشت جلسة ضمن فعاليات منتدى الدوحة 2025، اليوم، موضوع سياسة الدفاع والأمن والوساطة في النزاعات وبناء السلام، تحت عنوان: “إيران والبيئة الأمنية الإقليمية المتغيرة”.
وشارك في الجلسة، كل من سعادة السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسعادة السيد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية الأسبق، والسيدة ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية الإيطالي، وأدار الجلسة الدكتور تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي في معهد كوينسي لحوكمة الدولة المسؤولة (كوينسي إنستيتيوت) في واشنطن.
وأكد سعادة الأمين العام لمجلس التعاون، حرص دول المجلس على استقرار إيران وازدهارها، مشددا على أن “لا أحد في دول مجلس التعاون يريد لإيران أن تنهار”.
وأشار البديوي، إلى أن دول الخليج استطاعت خلال سبعة إلى ثمانية عقود أن تتحول إلى تاسع أكبر اقتصاد عالمي، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس الست عام 2024 نحو 2.4 تريليون دولار، مؤكدا رغبة دول المجلس في مشاركة هذه التجارب مع إيران.
وشدد سعادته، على ضرورة احترام مبادئ حسن الجوار، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والحوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وأضاف البديوي، أن مطالب دول المجلس من إيران “بسيطة وأساسية، مثل أي علاقة جوار طبيعية”، موضحا أن إيران تمثل إرثا حضاريا وثقافيا وفنيا عريقا، وأن دول الخليج تمتلك الكثير لتقدمه لإيران، مؤكدا أهمية التركيز على المستقبل المشترك.
من جانبه، أكد سعادة محمد جواد ظريف أن إيران قادرة على تجاوز الأزمات رغم التحديات التي واجهتها عبر التاريخ.
وأوضح أن إيران كانت دائما مستعدة للحوار، مستشهدا بمبادرة “منتدى الحوار الإقليمي” (RDF) التي طرحها عام 2017، مبنية على ميثاق الأمم المتحدة وحسن الجوار وعدم التدخل وحل النزاعات سلميا، مشددا على ضرورة إضفاء الطابع المؤسسي على النقاشات القائمة بين إيران ودول مجلس التعاون وبناء رؤية مشتركة للمستقبل.
بدورها، حذرت السيدة ناتالي توتشي من المخاطر المتزايدة التي تواجه منطقة الخليج والشرق الأوسط، مؤكدة أن الوضع الراهن يستدعي خطوات عملية لتعزيز الاستقرار والثقة بين الدول.
وشددت على أن التدخلات الخارجية ساهمت في تعقيد الوضع الإقليمي، لكنها ليست السبب الجذري للمشكلة، وأن المستقبل بيد الدول نفسها وليس القوى الخارجية، مع ضرورة الالتزام بالحوار والتعاون وبناء الثقة من خلال خطوات ملموسة.
