هيلاري كلينتون
الدوحة – قنا
أكدت سعادة السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، أن الاستخدام المفرط للقوة خلال الأزمات الأخيرة التي شهدها العالم من حروب في غزة وروسيا وأوكرانيا، والسودان وشرق الكونغو، ترك كما هائلا من المآسي والنزاعات التي ولدت قدرا هائلا من الأزمات والخسائر.
قالت سعادتها، خلال جلسة حوارية أجرتها في اليوم الثاني من أعمال منتدى الدوحة 2025:” إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها دور في تخفيف حدة الصراعات، وحل النزاعات، وإعطاء الناس فرصة لحياة ديدنها السلام والازدهار، لطالما المعاناة تبقى قائمة مهما كان حجمها ومكانها”، معتبرة أن حرب غزة الأخيرة كانت مؤلمة للغاية.
وتحدثت عن استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة إلى أنها استراتيجية تطرح أسئلة كثيرة، من أجل تطبيق بنودها على أرض الواقع، والإجابة عن كل استفساراتها، الأمر الذي يتطلب الكثير من الجهود، مشددة على ضرورة إعادة النظر ببعض البنود، تجنبا لحدوث بعض العواقب على المدى البعيد، كما بينت أن الاستراتيجية التي قدمها ترامب، تضم نقاطا مهمة جدا حول مسألة التنافس الاقتصادي مع الصين.
وتحدثت سعادتها خلال اللقاء عن الأزمة الروسية الأوكرانية، وأهمية الضغط للوصول إلى صفقة السلام ووقف إطلاق النار عبر التفاوض، من أجل إحداث تغيير جذري.
ومن جانب آخر، أكدت سعادتها دعمها لاتفاقية ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتطلب جهدا دبلوماسيا كبيرا لتنفيذ بنود الخطة العشرين على أرض الواقع، مشيرة إلى أن الدبلوماسية أيا كان نوعها، تقوم على محاولة تفادي الحروب، أو إنهاء الحرب، أو ردع الخصوم، والمحافظة على العمل الذي ينجزه الدبلوماسيون والعاملون لتحقيق الأهداف بشكل مؤسسي ومنهجي.
وتطرقت خلال الجلسة إلى العديد من اتفاقيات السلام التي تركت الأثر الكبير على أرض الواقع، من بينها: الجمعة العظيمة مع إيرلندا واتفاقيات مع دول البلقان في التسعينيات، والتي استغرقت الكثير من الجهود لوقف إراقة الدماء ونزع الأسلحة.
واستعرضت الدبلوماسية السياسية التي عاصرتها في ثمانينيات القرن الماضي في خضم عملها بمجلس الشيوخ، وعندما كانت جزءا من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، معتبرة أن هناك الكثير من الأدوات في عالم الدبلوماسية الأمريكية من بينها القوى الناعمة.
وأشارت إلى أن طبيعة عمل الرئيس الأمريكي الذي يتسلم الإدارة، تتطلب أن يكون لديه أفكار مختلفة، وأن يتعلم من الأخطاء السابقة، للعبور إلى مرحلة جديدة.
وفي سياق آخر، اعتبرت أن غالبية الشباب الأمريكيين يحصلون على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الواقع يتطلب أن يكون الشخص متواجدا في موقع الحدث، بدلا من استقصاء المعلومات من مصادر لا نستطيع القول بأنها غير دقيقة ولكنها تتطلب التحري والدقة.
وقالت سعادة السيدة هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة: إن التركيز لفض نزاع واحد في العالم، أمر غير كاف وليس عادلا ولا يمنح التحديات التي نواجهها حقها، مشددة على ضرورة التعامل مع جميع الأزمات التي يشهدها العالم على مسافة واحدة.

