تواصل مشهد الاشتباكات اليومية عند الحدود اللبنانية بين «حزب الله» وإسرائيل، مع استهداف الحزب عدداً من المواقع الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة.
وتضاربت المعلومات حول إسقاط مسيّرة في جنوب لبنان، إذ بعدما قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن الدفاعات الجوية في «حزب الله» أسقطت صباحاً مسيرة إسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي بعد الظهر أنه اعترض مسيرة فوق الأراضي اللبنانية كانت متجهة نحو إسرائيل.
وقالت «الوطنية» إن «حزب الله» تمكن من إسقاط مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض – جو، وسقطت أجزاء كبيرة منها فوق أحياء في بلدتي زبدين وحاروف، عندما كانت تحلق مع مسيرة أخرى منذ ساعات الصباح فوق أجواء النبطية، حاروف، زبدين، جبشيت، الدوير، الشرقية وتول.
ولوحظ، وفق «الوطنية» أن المسيرة الثانية، حلقت بضع دقائق بُعيد إسقاط الأولى قبل أن تنكفئ من سماء المنطقة، مشيرة إلى أن مئات المواطنين اعتلوا سطوح المنازل في البلدات لحظة دوي انفجار الصاروخ، وسقوط المسيّرة. وقد أظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عثور أهالي المنطقة على بقايا المسيّرة.
وفي حين لم يعلن «حزب الله» عن إسقاط المسيّرة، قال الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الأحد، إن دفاعاته الجوية اعترضت طائرة مسيرة كانت تحلق باتجاه إسرائيل من لبنان، وإنه جرى اعتراضها بينما كانت فوق أراضٍ لبنانية، لافتاً إلى أنه «جرى تعقُّب الطائرة المسيّرة بواسطة أنظمة الكشف والتحكم واعترضها بنجاح الدفاع الجوي التابع للجيش الإسرائيلي في أجواء لبنان»، مشيراً إلى أنه رد أيضاً بالمدفعية على مصادر نيران أطلقت من لبنان.
ومع إعلانه عن تنفيذه عدداً من العمليات، نعى «حزب الله» 3 من مقاتليه.
ميدانياً، أعلنت «المقاومة الاسلامية» – الجناح العسكري للحزب في بيانات متفرقة، عن قيام مقاتليها باستهداف موقع الضهيرة بالصواريخ وقذائف المدفعية، وأنهم أوقعوا فيه إصابات مؤكدة، إضافة إلى «آلية عسكرية إسرائيلية في موقع بياض بليدا بالصواريخ الموجّهة، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح». كما استهدف «موقع مسكاف عام بالصواريخ الموجهة»، معلناً أنه دمر قسماً من تجهيزاته الفنية والتقنية، كما هاجم ثكنة أفيفيم وموقع جل الدير بالصواريخ الموجّهة.
وفي المقابل، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه لجنوب لبنان، واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارتين للإسعاف الصحي تابعتين لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية، (حركة أمل) في خراج طير حرفا، ما أدى إلى إصابتها ووقوع 4 جرحى.
وأصدرت غرفة عمليات الدفاع المدني في كشافة الرسالة بياناً قالت فيه إنه «أثناء قيام سيارتين تابعتين للدفاع المدني في الكشافة القيام بواجبهما الإنساني بإجلاء عدد من المصابين من أحد المنازل التي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أطراف طير حرفا قضاء صور، عمدت طائرة مسيّرة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف السيارتين بشكل مباشر؛ ما أدى إلى إصابة 4 مسعفين بجروح متوسطة نقلوا على إثرها إلى أحد مستشفيات صور للمعالجة».
ووضعت «هذه الجريمة برسم المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحرك فوراً لردع إسرائيل، ووقف جرائمها وخرقها للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي تحظر على أي شخص كان إعاقة عمل المسعفين تحت أي ظرف من الظروف».
ومن جانبه، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس» قائلاً: «أغار جيش الدفاع في وقت سابق اليوم على خلية مخربين حاولت إطلاق قذائف من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الإسرائيلية في منطقة رأس الناقورة، وخلال الغارة رُصدت سيارتان تصلان إلى المنطقة التي عملت منها الخلية» مشيراً إلى أن الغارة كانت تستهدف خلية المخربين، ولم تستهدف السيارتيْن».
وخلال تفقده الجرحى أكّد النائب في «حركة أمل» علي خريس، أن «أمل» موجودة على الأرض، ونحن جاهزون كما قال رئيس البرلمان بري إذا حاول العدو أن يعتدي على لبنان، وسنكون له بالمرصاد، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهة أي تقدم على الجنوب والحدود».
والدفاع المدني التابع لـ«حركة أمل» يقوم بالمساعدة في إطفاء الحرائق المشتعلة في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي، في حين يقوم الإسعاف التابع له بتقديم الدعم في نقل الضحايا المدنيين الذين يسقطون في القصف في جنوب لبنان، علماً أن «الصليب الأحمر» الدولي يتولى مهمة نقل جرحى وقتلى «حزب الله» الذين يسقطون على الحدود.
وكان القصف قد بدأ منذ الصباح الباكر باستهداف عدد من المناطق جنوب لبنان، وذكرت «الوكالة الوطنيّة» أنه استهدف محيط علما الشعب والناقورة واللبونة، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي فوق أجواء صور، وقصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدتي محيبيب وبليدا.
كذلك، كان محيط عدد من البلدات (اللبونة والناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب) وأطراف مروحين، والجبين وبلاط تعرضت ليلاً لقصف مدفعي إسرائيلي ترافق مع إطلاق القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، حيث قضت الحرائق على ثلث الأشجار المعمَّرة خصوصاً في محيط علما الشعب.
وتحدثت «الوطنية» عن استهداف الطيران الإسرائيلي سيارة مدنية بين عيناتا وعيترون وبداخلها 3 أولاد ورجل وامرأة من عائلة أيوب، وأشارت معلومات إعلامية إلى سقوط 3 ضحايا.