فاقمت وفاة الطفلة السادسة من العائلة نفسها، الغموض حول أسباب مرض «أشقاء المنيا»، الذي أدى لوفاة الأشقاء في أقل من أسبوعين، فيما لا يزال والدهما يتلقى العلاج من تداعيات إصابة غامضة تعرضت لها عائلته بشكل مفاجئ.
وتوفيت فرحة ابنة الـ14، الثلاثاء، بعدما قضت أيامها الأخيرة في غرفة العناية الفائقة بمستشفى في محافظة أسيوط (صعيد مصر)، لتلحق بأشقائها «أحمد (5 سنوات) عمر (7 سنوات) ريم (10 سنوات) محمد (11 عاماً) رحمة (12 عاماً)، بينما تتحسن حالة والدها الصحية المحجوز داخل قسم السموم بمستشفى أسيوط الجامعي».
والعائلة المنكوبة تعيش في قرية «دلجا» بمركز ديرمواس في محافظة المنيا بصعيد مصر، وشغلت الوفاة الغامضة والمتتابعة لأفراد العائلة الرأي العام في مصر الأيام الماضية. ونفت «الصحة» المصرية عدة مرات إصابة الأطفال بـ«الالتهاب السحائي»، وأكدت عدم وجود ما يشير إلى وجود أي أمراض أدت للوفاة الغامضة.
واقعة وفاة أطفال المنيا الأشقاء الخمسة لا يجب أن تمر مرور الكرام، هناك أنواع من السموم لا يظهر في التحاليل.. فتشوا عن الحقد و الغيرة و شهوة الانتقام! pic.twitter.com/gU09OpuTts
— مي عبد الرحمن.Maii A.Rahman (@MaiiAhly) July 18, 2025
وقررت نيابة المنيا، الثلاثاء، استخراج جثامين الأشقاء الذين توفوا في البداية بعد وقت قصير من وصولهم للمستشفى بعدما تبين أنه جرى استخراج شهادات الوفاة الخاصة بهم من دون عرضهم على الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة بدقة بمحاولة الوصول لأسباب الوفاة التي شكلت لغزاً خرجت بشأنه إشاعات عدة في الأيام الماضية.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الصحة إن الوفاة نتيجة «تسمم كيماوي» بعدما تعرضت العائلة له، لكن اختلاف طبيعة البنية الجسدية للأطفال أدى لتفاوت سرعة التأثير وفق تقارير متطابقة نشرتها وسائل الإعلام المحلية، نافياً أن يكون هناك مرض غامض أدى للوفاة، علماً بأن الأب والأطفال نقلوا على مدار عدة أيام للمستشفيات وليس مرة واحدة.
وقالت عضو مجلس النواب (البرلمان) عن محافظة المنيا، مها عبد الناصر، لـ«الشرق الأوسط» إنه على الرغم من مرور 12 يوماً على ظهور الواقعة لم يصدر بيان رسمي يفسر طبيعة الوفاة، ما جعل حالة الذعر مستمرة بين أبناء القرية والمحيطين والمخالطين للعائلة المنكوبة، مشيرة إلى أنهم بحاجة لتوضيح ما إذ كانت الوفاة ناتجة عن «مبيد حشري» كما نقل بشكل غير رسمي أم لا. وأضافت: «لا يوجد أي مبرر لتأخير إطلاع الرأي على ما جرى التوصل إليه في التحقيقات ولو بشكل مبدئي من أجل بث الطمأنينة ولتعزيز المصداقية والشفافية، خاصة أن نتائج التحاليل التي أعلنتها وزارة الصحة لم تثبت وجود التهاب سحائي كما جرى الاعتقاد في البداية».
واستمعت النيابة في الأيام الماضية لأقوال عدد من أفراد الأسرة من بينهم عم الأطفال والأم والجد والزوجة الثانية للأب، بالإضافة إلى تلقي تقارير تحليل العينات من الطيور الموجودة بالمنزل والطعام، وقد جرى تحليلها لبيان ما إذ كانت تحتوي على مواد سامة من عدمه، بجانب قرار استخراج الجثامين لعرضها على الطب الشرعي الذي أعلن (الثلاثاء).
وعدّ المحامي المصري محمد رضا لـ«الشرق الأوسط» أن قرار النيابة باستخراج الجثامين لعرضها على الطب الشرعي يعكس وجود متغيرات جوهرية في القضية مع عدم استبعاد الشبهة الجنائية في أسباب الوفاة، مشيراً إلى أن إجراء النيابة يعد معتاداً في مثل هذا النوع من القضايا طالما ظهرت أدلة جديدة.
وأضاف: «الوفاة في البداية على الأرجح سجلت بعدّها وفاة طبيعية وفي مثل هذه الحالات لا تعرض على الطب الشرعي لكن مع استمرار الوفيات في الأسرة وبعد مباشرة التحقيقات ظهر أمام المحققين أدلة جديدة تثير الشبهات حول وجود دوافع جنائية، ومن ثمّ يكون من حق النيابة استصدار قرار باستخراج الجثامين لعرضها على الطب الشرعي لبيان الأسباب المحتملة للوفاة».
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}