باري تاوسوند
❖ واشنطن – زينب إبراهيم
أكد باري تاوسوند مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية والسياسة الدولية والزميل غير المقيم بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، أن فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بمقعد الرئاسة الأمريكية مجدداً، يحمل شواهد عديدة ستنعكس بكل تأكيد على قضايا الشرق الأوسط، ويمكن استقاء مواقفه إبان فترة ولايته الأولى بأنه كان يمارس سياسة أمريكية متحيزة الجانب نحو إسرائيل وأهملت القضية الفلسطينية بصورة أكسبته تأييداً إسرائيلياً ودعماً انتخابياً.
ويرى المراقبون أن ترامب لم يكن يعنى كثيراً بقضايا حقوق الإنسان والأزمات الإنسانية جراء العنف، حتى مع تفاقم مأساة قطاع غزة وتراكم أعداد الضحايا، ولكن هذا لا يعني في الواقع أن المشهد سيبقى كما هو في فلسطين، بل ربما على النقيض من ذلك فلا يستجيب ترامب كثيراً لسيناريوهات الفوضى المفتوحة بل يروج لنفسه دائماً بقدرته على تحقيق صفقات عديدة، وهو الأمر الذي قد يدفعه إلى حراك أمريكي قوي يخبر فيه نتنياهو بضرورة إنهاء الحرب ووضع حد للمأساة الحالية، ربما بدرجة تفوق نظراءه الديمقراطيين الذين رهنوا حرب غزة بأولويات أخرى ما خلق قدراً أعلى من الفوضى، وخلال مواقفه الانتخابية صرح ترامب بأنه يرغب بأن يرى حداً لهذه الحرب، وأن يتم ذلك على نحو السرعة.
ويتابع باري تاوسوند في تصريحاته لـ الشرق: إنه بإسقاط مشهد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عقب اتفاق الدوحة الذي تم توقيعه في عهد ترامب وأنهى أطول حرب أمريكية، فإنه يعطي مؤشراً إضافياً حول رغبة ترامب بإنهاء الحرب المستمرة بل كراهيته لهذا النهج من تلاحق الأعوام في صراعات عسكرية عنيفة لا تنتهي، وحتى في السمات الشخصية فإن ترامب لا يملك صبراً كثيراً للصراعات المفتوحة، بل هو أقرب لاسيما في هذه المرحلة في استعراض قوته مدفوعاً بزخم قوة رأس ماله السياسي في أول مائة يوم وعامه الرئاسي الأول، ولكن في الواقع فإن شخصيته صعبة التكهن إلى نحو كبير، والأمر ينقلنا إلى مستشاريه، فترامب لا ينخرط لعمق التفاصيل والحركات البينية المكونة لإطار المشهد على أرض الواقع، ولكن يركز أكثر على وضع أعينه نصب هدف نهائي ولكن الشواهد مع الحرب التجارية مع بكين وسياسة التصعيد الأقصى مع إيران والتحيز ضد الفلسطينيين وتوتر العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين، يرفع كثير من المخاوف العديدة تجاه جبهات مختلفة.
واختتم الخبير الأمريكي تصريحاته قائلاً: إن رئاسة ترامب لن تكون فقط شبيهة بفترة رئاسته الأولى التي خسر فيها ترشحه لولاية ثانية، بل هذه المرة ربما ستكون أقرب لترامب نفسه، سواء كان الاتفاق أو الاختلاف فإن حضوره مؤثر جماهيرياً بالداخل الأمريكي وشخصية استثنائية على الأفق السياسي، لا يمكن تكهن أيدلوجية لقراراته أو فهم آلية استجابة لتطورات عالمية عديدة، أو أزمات تتصاعد جراء مواقفه أو تلك التي تصل إلى مكتبه البيضاوي في تحديات عالمية عديدة، ارتبط فيها مصير الحرب في غزة وأوكرانيا بترقب انتخابات الرئاسة الأمريكية بكل وضوح، وتحمل الأيام المقبلة الكثير مما يتم النظر له في المستقبل بأعين ترتعد خوفاً تجاه قضايا أمريكية أساسية وأخرى تبتهج فرحاً لتحيزات نفعية واضحة.