دمشق- قنا
أكد الدكتور أحمد موفق زيدان مستشار الرئاسة السورية للشؤون الإعلامية، أن العلاقات السورية القطرية تعيش اليوم أفضل مراحلها على الإطلاق، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر أمام هذه العلاقات المميزة هو كيفية تطويرها إلى مستويات أعلى، بما يحقق التكامل بين البلدين الشقيقين.
وأوضح زيدان في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية/قنا/ أن الشعب السوري لن ينسى الموقف التاريخي لدولة قطر، التي وقفت إلى جانب قضيته في مختلف المراحل، وكانت الدولة التي احتضنت السوريين وساندتهم سياسيا وإنسانيا حتى اللحظات الأخيرة، لافتا إلى أن قطر كانت إحدى الدول التي زارها الرئيس السوري أحمد الشرع في إطار الانفتاح السياسي الذي شهدته البلاد مؤخرا.
وبين مستشار الرئاسة السورية للشؤون الإعلامية، أن الدعم القطري لسوريا لم يتوقف يوما، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني، حيث لعبت الشركات القطرية دورا رياديا، خاصة في قطاع الطاقة، مشيرا إلى أنه يجري حاليا التحضير لاتفاقيات جديدة تتعلق بإعادة الإعمار والبنية التحتية.
وأضاف أن الجانب القطري أسهم بشكل متواصل في دعم قطاعي التعليم والصحة، كما كان له حضور بارز في برامج إعادة الإعمار، مؤكدا أن الأيادي القطرية البيضاء لم تغب عن سوريا يوما.
وأشار الدكتور زيدان إلى أن كل دعم اقتصادي تقدمه قطر اليوم يعد تثبيتا للدولة السورية وتعزيزا لمشروعها العروبي النهضوي، مبينا أن عودة سوريا إلى الحضن العربي وعودة الحضن العربي إليها تمثل تكاملا يترجم عبر الاستثمارات والمنح وبناء البنية التحتية، الأمر الذي يطلق عجلة الاقتصاد بوصفه محركا رئيسيا للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
واعتبر أن توفير الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء أو المساهمة في تخفيف البطالة وخلق فرص العمل هو دعم استراتيجي ينعكس بشكل مباشر على حياة السوريين، ويساعدهم على الاندماج مع أشقائهم في الخليج العربي، مؤكدا أن نجاح سوريا هو نجاح لقطر والعكس صحيح، باعتبار أن العلاقة بين الطرفين تكاملية لا تنفصم.
وفيما يتعلق بالاستحقاقات الدولية المقبلة، كشف الدكتور زيدان أن الرئيس أحمد الشرع سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر الجاري، في زيارة هي الأولى لرئيس سوري إلى الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة.
وأوضح مستشار الرئاسة السورية للشؤون الإعلامية، أن هذه المشاركة ستمثل “فتحا سياسيا ومدنيا” جديدا لسوريا إذ ستتيح للرئيس إلقاء كلمة أمام المجتمع الدولي ولقاء الجالية السورية والمسؤولين الأمميين، بما يسهم في كسر حالة العزلة التي فرضها النظام السابق ويعيد لسوريا حضورها الدولي.
وأضاف أن نجاح هذه الزيارة سيمهد لآفاق واسعة من التعاون بين سوريا والعالم، وسيكرس صورة الشعب السوري.
وفي سياق متصل، تناول مستشار الرئاسة السورية الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مؤكدا أن الدولة السورية قوية بشعبها وبحلفائها على الرغم من ضعف قدراتها العسكرية بعد عقود من التدمير الذي لحق بها. وأوضح أن السقف السوري في هذا الملف يتمثل بالعودة إلى اتفاق عام 1974 بوساطة دولية وبوجود قوات أممية، داعيا الاحتلال الإسرائيلي إلى الالتزام بهذا الاتفاق.
وأكد أن الموقف الأمريكي يلعب دورا إيجابيا في هذا الاتجاه، إلى جانب الدور المهم الذي تضطلع به دول الخليج العربي وفي مقدمتها قطر والسعودية، فضلا عن تركيا، في الضغط على الاحتلال لوقف توغلاته، كاشفا أن كل الحوارات التي جرت، سواء في العاصمتين /باكو/ أو /باريس/ أو عبر وساطات أخرى، كانت تركز على ضرورة العودة إلى اتفاق 1974 باعتباره مرجعية أساسية في هذا الملف.
وحول الإعلام الوطني السوري، أكد وجود خطة لإعادة ترتيب السردية الوطنية والخطاب السياسي والإعلامي، بما يجعله أكثر شمولا وجامعية لكل السوريين في الداخل والخارج، بالتعاون مع وزارة الإعلام، مضيفا أن الخطاب الإعلامي الوطني موجود ولكنه بحاجة إلى إعادة تنظيم وإبراز بشكل أفضل خلال الفترة المقبلة. وأعرب عن أمله في أن يظهر هذا الجهد بوضوح خلال العامين القادمين.
وأوضح مستشار الرئاسة السورية للشؤون الإعلامية، أن المشاريع الاستثمارية الكبرى، خاصة في دمشق، تسير وفق مخططات مدروسة لتحديد صورة المدينة المستقبلية، وهو ما يحتاج إلى وقت وجهد، لكنه أكد أن التعاون مع قطر والسعودية وتركيا وعدد من الحلفاء الغربيين سيتيح إطلاق عجلة البناء بوتيرة متصاعدة، رغم أن الدولة السورية ما تزال في طور التأسيس بعد الخروج من أزمات متراكمة. موضحا أن الحرب خلفت مليون شهيد وملايين الأيتام والأرامل و14 مليون مهجر، فضلا عن دمار آلاف المدارس والمستشفيات والمنازل، ما يجعل التنمية وإعادة بناء الاقتصاد أولوية قصوى.
وأكد أن إطلاق صندوق التنمية السوري مؤخرا يمثل رافعة أساسية للعملية الاقتصادية، وسيجنب البلاد الكثير من الأعباء التي تفرضها البنوك العالمية، مشيرا إلى أن مشاركة الأصدقاء والأشقاء في هذا الصندوق ستعزز من فاعليته وتأثيره.
وختم مستشار الرئاسة السورية بالتأكيد على أن سوريا اليوم ماضية في طريقها نحو التنمية وإعادة البناء، مدعومة بأشقائها العرب وفي مقدمتهم دولة قطر التي تقدم نموذجا متقدما في دعم سوريا على مختلف الأصعدة، معربا عن ثقته بأن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة للعلاقات السورية القطرية بما يحقق مصالح الشعبين ويعزز استقرار المنطقة بأسرها.