❖ الدوحة – الشرق
■ دعم القيادة الرشيدة أسهم في تطوير الخدمات
■ برامج متكاملة تبدأ من الميلاد وتصل إلى التأهيل المهني
احتفل مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة باليوم العالمي للتوعية بالتوحد، تحت شعار «طيف.. رحلة فهم واحتواء»، في مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا ذوي اضطراب طيف التوحد وتعزيز الوعي المجتمعي تجاههم.
وبهذه المناسبة، صرّحت السيدة مريم سيف السويدي، المدير التنفيذي لمركز الشفلح، بأن هذا الاحتفال يمثل فرصة مهمة لاستعراض الإنجازات التي حققتها دولة قطر في رعاية ذوي اضطراب طيف التوحد، مؤكدة أن العمل مستمر لتحقيق المزيد من النجاحات في مجالات الدمج والرعاية والاحتواء لتلك الفئة المهمة من المجتمع.
– دعم ذوي التوحد
وثمّنت السويدي الجهود الكبيرة التي يبذلها مركز الشفلح لتوفير بيئة مناسبة لذوي التوحد على كافة الأصعدة، سواء كانت أكاديمية أو وظيفية أو اجتماعية. كما أشارت إلى اهتمام الدولة المتواصل بالأشخاص ذوي الإعاقة، ومن ضمنهم ذوي التوحد، مؤكدة أن هذا الاهتمام تجسّد في إطلاق الخطة الوطنية للتوحد التي تهدف إلى تحسين حياة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، انسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
– إقرار اليوم العالمي للتوحد
وأوضحت السويدي أن دولة قطر كانت من أوائل الدول التي اقترحت تخصيص يوم عالمي للتوعية بالتوحد، حيث قدمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر – حفظها الله – دعمها للمبادرة خلال الدورة الـ62 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2007، وهو ما أدى إلى اعتماد الثاني من أبريل يومًا عالميًا للتوعية بالتوحد بالإجماع من جميع الدول الأعضاء.
– دعوة لتكاتف الجهود
وأكدت السويدي أن الدولة، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أولت اهتمامًا بالغًا لتمكين وتأهيل ذوي التوحد ودمجهم في المجتمع. وأشارت إلى أن الدولة وضعت خططًا ومبادرات لنشر الوعي بين أولياء الأمور والمختصين، كما وفرت خدمات شاملة ساهمت في تطوير القدرات النمائية والإدراكية للأطفال، مما انعكس إيجابًا على حياتهم اليومية ودور أسرهم.
وأضافت السويدي أن مركز الشفلح يسعى إلى تبني ورعاية القضايا التي تساهم في دعم ذوي التوحد وتمكينهم من المشاركة المجتمعية الفعالة، داعية إلى مساندة المركز من قبل المؤسسات والقطاعات الحكومية والأهلية، لتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل لهذه الفئة وأسرهم.
– رؤية مستقبلية شاملة
وأشارت إلى أن «الخطة الوطنية للتوحد» تستند إلى رؤية قطر الوطنية 2030، مؤكدة أن الوزارات والجهات ذات العلاقة عملت على إعداد خطة وطنية متكاملة تراعي احتياجات وطموحات ذوي التوحد وتسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
كما أشارت إلى أن قسم التوحد بمركز الشفلح يستقبل الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد من عمر الميلاد وحتى ثلاث سنوات، كما يقدم برامج تأهيلية متكاملة للأطفال من عمر ست سنوات وحتى سن 16 عامًا. وبعد ذلك، ينتقل المنتسبون إلى قسم التدريب والتأهيل المهني لتلقي خدمات التدريب والإعداد لسوق العمل.
وبينت السيدة مريم السويدي بأن قسم التوحد بمركز الشفلح يقدم لمنتسبيه الخدمات العلاجية والتأهيلية المتنوعة من قبل فريق متعدد التخصصات، حيث يتم تقديم هذه الخدمات المتنوعة فـي سياق جلسات فردية تمتد حتى (40) دقيقة لكل منها، وتركز علـى تلبية الاحتياجات والتحديات المحددة لكل منتسب، حيث يتلقى المنتسبون الخدمات العلاجية التالية (علاج النطق واللغة – العلاج الوظيفي -العلاج الطبيعي – خدمات التغذية) هذا إلـى جانب تلقيهم المتابعة الطبية والإشراف الدوائـي من قبل الوحدة الطبية وكذلك خدمات المتابعة النفسية والسلوكية لمنتسبي المركز من ذوي التوحد.
– خدمات تعليمية ومهارية
ومن ناحية أخرى أكدت المدير التنفيذي لمركز الشفلح علـى حرص المركز لتقديم الخدمات التعليمية والتأهيلية والـمهارية الـمتنوعة لمنتسبيه بالاستناد إلـى مجموعة من المناهج الموثوقة والمستندة علـى الدليل العلمي، والتي تواكب أحدث التطورات فـي تعليم فئة ذوي التوحد وبما يتناسب مع احتياجاتهم وخصائصهم التعليمية، حيث يتم تقديم الخدمات التعليمية فـي قسم التوحد تحت مظلة ما يسمى بمنهجية «تحليل السلوك التطبيق» وهي منهجية علمية موثوقة مستندة إلـى مبادئ المدرسة السلوكية وقد أثبتت نجاحها فـي التدخلات التعليمية والسلوكية مع هذه الفئة من المتعلمين.
وفـي هذا السياق أكدت السويدي بأنه تم اعتماد برنامج السلوك اللفظي -تقييم مراحل التطور VB.MAPP كأحد أهم أدوات التقييم، حيث يتم بناءً علـى نتائج هذا التقييم تصميم البرنامج التربوي الفردي لكل منتسب وبما يتناسب مع احتياجاته ويطور من مهاراته وبشكل عملـي وظيفي يـظهــر أثـــــره فـي حيـــاة المنتسبين اليومية وذلـك من خلال إكسابهـــــم المهــــــارات ذات الأولـــويـــــة والـــتي
تمكنهم من تخطي التحديات التي قد تواجههم فـي البيئة المحيطة بهم فـي حياتهم اليومية خارج المركز. مؤكدة فـي الوقت ذاته أن معظم الكادر التعليمي قد تلقى التدريب الكافـي علـى تطبيق واستخدام هذا البرنامج.