وقالت غابارد في رسالتها المصورة: “نحن اليوم أقرب إلى حافة الإبادة النووية مما كنا عليه في أي وقت مضى، في ظل استمرار النخب السياسية ودعاة الحروب في تأجيج الخوف والتصعيد بين القوى النووية الكبرى، وكأنهم يتجاهلون المخاطر بشكل صادم”.
وأضافت: “ربما يتصرفون بهذه اللامبالاة لأنهم يعلمون أن لهم ولعائلاتهم مأوى في ملاجئ نووية، خلافًا لمعظم سكان العالم. لكن لا يمكننا القبول بذلك. تقع على عاتقنا نحن، الشعب، مسؤولية رفع أصواتنا لوقف هذا الجنون قبل فوات الأوان”.
وتعود تصريحات غابارد إلى ذكرى الأحداث التي غيّرت وجه التاريخ. فمع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، قررت الولايات المتحدة استخدام السلاح النووي لأول مرة ضد مدن مأهولة، بهدف إجبار اليابان على الاستسلام دون شروط.
ففي صباح 6 أغسطس 1945، ألقت قاذفة أمريكية من طراز B-29 “إينولا غاي” قنبلة نووية من نوع “ليتل بوي” (Little Boy) تعتمد على اليورانيوم، على هيروشيما. وأسفر الانفجار الكارثي عن تدمير المدينة بالكامل ومقتل عشرات الآلاف في لحظات، بينما لقي الآلاف حتفهم لاحقًا جراء الحروق والإشعاعات القاتلة.
ولم تمر سوى ثلاثة أيام، حتى استهدفت الولايات المتحدة مدينة ناغازاكي في 9 أغسطس 1945 بقنبلة ثانية من نوع “فات مان” (Fat Man) المصنوعة من البلوتونيوم. ورغم أن طبيعة ناغازاكي الجغرافية الجبلية حدّت من امتداد موجة الدمار مقارنةً بهيروشيما، إلا أن الحصيلة البشرية كانت مروعة، إذ قُتل نحو 74 ألف شخص بحلول نهاية ذلك العام.
في أعقاب تلك الضربتين، أعلنت اليابان استسلامها في 15 أغسطس 1945، مما وضع حدًا للحرب العالمية الثانية، لكن آثار المأساة ظلت حيّة في ذاكرة العالم.
بحسب “نيويورك بوست”، ترى غابارد أن الذكرى الأليمة لهيروشيما وناغازاكي يجب ألا تبقى مجرد ماضٍ يُروى، بل درس يُستخلص منه لتجنّب تكرار الخطأ، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والسباق نحو التسلح النووي.
وأضافت: “الوقت ينفد، ولا يمكننا أن نعتمد على من هم في مواقع السلطة لحمايتنا، بل علينا التحرك بأنفسنا. مستقبل البشرية على المحك”.
وتُعد هجمات هيروشيما وناغازاكي الحالتين الوحيدتين في التاريخ لاستخدام القنابل النووية ضد مدن مأهولة، وتُدرّس حتى اليوم في المدارس والجامعات كنموذج مرعب لما قد تسببه الحرب النووية من دمار شامل وفناء بشري.