بعد فوز الأهلي في ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، أمام بوريرام التايلندي، وجّه خالد الغامدي رئيس النادي رسالة معبرة إلى جماهير فريقه، مؤكداً فيها أنه جاء من المدرجات وسيعود إليها، مشيراً إلى أنه لا أحد يبقى في مكانه مدى الحياة، وكل ما يقدمه لخدمة الجماهير والنادي يعدّه قليلاً.
تلك الرسالة كان لها مفعول السحر على المدرج الأخضر، فما لبث أن رفع من سخونة المشهد أمام الهلال في نصف النهائي، ثم كاواساكي الياباني في النهائي، ليجني الفريق ثمرة وقفة تاريخية لجماهيره انتهت بتتويجه زعيماً للقارة الآسيوية.
ففي كرة القدم، قد تخذلك النتيجة، وقد يغيب اللقب، لكن هناك من لا يغيب أبداً: الجمهور الوفي. وفي جدة، كان مشهد الوفاء حاضراً في مدرجات «الجوهرة المشعة» على مرأى العالم، حيث لم يهدأ الصخب الأخضر ولو لحظة ما جعل المنافسين في حيرة من أمرهم أمام هذا الموج الأخضر الهادر.
ويعد جمهور الأهلي أحد الرموز التاريخية في مسيرة كرة القدم السعودية وناديه على وجه الخصوص حيث ظل حاضراً، رافعاً شعاره، مردداً أناشيده، مؤمناً بأن زمن المجد سيعود.
وحين تعثر الفريق في مواسم سابقة، وحين شكّك البعض في قدرة الراقي على العودة، كانت جماهيره تسجل أرقاماً غير مسبوقة، فملأت مدرجات «الجوهرة» عن بكرة أبيها، موسماً بعد موسم، في صورة لم تكن دعماً فقط… بل بيان حبّ لا يتبدّل.
وفي مساء الثالث من مايو (أيار) غصت مدرجات «الجوهرة» بـ58 ألف مشجع، إذ لا صوت يعلو فوق صوت القلعة. ورغم أن خصم النهائي كان كاواساكي فرونتال الياباني العنيد فإن الأهلي لم يكن وحده في الملعب، بل كان خلفه جيش من المشجعين الأوفياء.
وقبل أقل من شهرين دخل الأهلي السعودي عامه الـ89، الذي كان يخبئ له ما انتظرته جماهيره طويلاً، ولم تكن هناك طريقة أفضل من التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للاحتفال بهذه المناسبة.
الأهلي الذي أكمل في السابع عشر من شهر مارس (آذار) الماضي عامه الـ88 «حيث تأسس في 17 مارس 1937»، تُوّج زعيماً لقارة آسيا عبر أعرق ألقابها، الذي أقيم في نسخة جديدة انحصرت فيها المشاركة على «نخبة آسيا».
وبات الأهلي أول فريق يتوج بدوري أبطال آسيا للنخبة بنظامها الجديد لتبتسم له كرة القدم الآسيوية أخيراً بعد محاولتين سابقتين كان قاب قوسين أو أدنى من معانقة الذهب فيهما.
اللافت أن التتويج بدوري أبطال آسيا للنخبة جاء بعد أيام من انتهاء مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، الذي اعتمد تتويج النادي الأهلي بـ51 بطولة عبر تاريخه، لتأتي «النخبة» وترصع «تاج الملكي» باللقب رقم 52.
وأعرب الألماني ماتياس يايسله مدرب الأهلي عن سعادته باللقب الكبير، وقال بعد المباراة: «أنا فخور جداً باللاعبين والطريقة التي لعبوا بها على امتداد هذه البطولة، وسعيد بالجماهير التي صنعت أجواء رائعة وساندتنا… معاً يمكن أن نحقق أشياء رائعة».
وأضاف: «كل الشكر للاعبين الذين قدموا مستويات رائعة على امتداد الموسم، وكانوا على أعلى مستوى، وكذلك للجماهير التي ساندتنا بشكل رائع خلال المباريات، رغم بعض الصعوبات التي واجهناها خلال الرحلة».
وأشار: «الرحلة كانت مجنونة، قبل وقت غير طويل، كان الوضع في النادي مختلفاً تماماً، ولكن النادي والجماهير قاموا بعمل رائع، واليوم تمكن اللاعبون من تقديم المطلوب لنحقق هذا الإنجاز.. أشكر كل من ساندني وساند اللاعبين خلال المرحلة الصعبة التي مررنا بها في السابق».
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}