يسعى مانشستر سيتي المتوج بثلاثية تاريخية الموسم الماضي لتفادي تكرار سيناريو خسارة درع المجتمع في أول مسابقة رسمية له هذا الموسم، وذلك عندما يواجه إشبيلية الإسباني على ملعب كارايسكاكيس اليوناني (الأربعاء) في كأس السوبر الأوروبية لكرة القدم. يلهث سيتي خلف لقبه الأول في المسابقة، ويأمل إشبيلية في أن يتصالح مجدداً مع الفوز؛ حيث أحرز اللقب مرة واحدة في 6 مشاركات، وكان ذلك في أول ظهور له أمام مواطنه برشلونة عام 2006 (فاز 3 – صفر في موناكو)، قبل أن يُمنى بـ5 هزائم قارية.
ويأمل رجال المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا في الظفر بثاني ألقابهم القارية بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخ النادي، في حين تابع إشبيلية فرض هيمنته على مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بنسختيها القديمة والجديدة بإحرازه اللقب على حساب روما الإيطالي ومدربه البرتغالي جوزيه مورينيو. وأطاح الفريق بمانشستر يونايتد في طريقه لمنصة التتويج بلقب البطولة للمرة السابعة «رقم قياسي».
وتميل الأرقام لصالح سيتي الذي فاز في جميع مبارياته الأربع بمواجهة إشبيلية، آخرها في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ليحتل النادي الإسباني المركز الثالث في مجموعته، ويتأهل لخوض مسابقة «يوروبا ليغ» التي أحرز لقبها. وبعد فشله في إحراز مسابقة درع المجتمع التي تسبق انطلاق منافسات الدوري أمام آرسنال بركلات الترجيح 1 – 4 (تعادلا 1 – 1 في الوقت الأصلي)، استهل سيتي الدفاع عن لقبه في «بريميرليغ» بفوز صريح على بيرنلي 3 – صفر.
غياب دي بروين ونجاعة هالاند
ويفتقد سيتي في الأمسية اليونانية لمسات صانع ألعابه البلجيكي كيفن دي بروين الذي سقط مجدداً ضحية الإصابات، فبعدما خرج من المباراة النهائية أمام إنتر الإيطالي في دوري الأبطال، صمد 23 دقيقة فقط أمام بيرنلي قبل أن تتجدد الإصابة. كشف غوارديولا عن تعرض دي بروين (32 عاماً) لإصابة في أوتار الركبة وأنه «سيغيب فترة من الوقت». وأردف: «لقد أصيب مرة أخرى، وللأسف هي الإصابة نفسها التي تعرض لها في (نهائي دوري أبطال أوروبا)، وسيغيب فترة من الوقت». وأضاف: «تعافى بشكل جيد (بعد النهائي)، لكننا فقدناه مرة أخرى الآن. حان الوقت للتفكير والتحدث إلى الأطباء حول ما حدث معه».
ولعب دي بروين دوراً هاماً في تتويج سيتي بالثلاثية، حيث مرر 31 كرة حاسمة، وسجل 10 أهداف في 49 مباراة في مختلف المسابقات. وسيكون غوارديولا (52 عاماً) أمام فرصة الفوز بكأس السوبر الأوروبية مع فريق ثالث مختلف، بعدما سبق له أن أحرز الكأس مع برشلونة الإسباني عامي 2009 و2011 وبايرن ميونيخ الألماني عام 2013. وفي ظل غياب دي بروين، سيكون المهاجم الفتاك إرلينغ هالاند سلاح سيتي مرة جديدة، حيث افتتح رصيده في الدوري بهدفين في مرمى بيرنلي. سجل النرويجي الموسم الماضي 36 هدفاً في 35 مباراة في بريميرليغ، منهياً الموسم برصيد 52 في جميع المسابقات. وشمل ذلك ثنائية ضد إشبيلية في الفوز برباعية نظيفة في دور مجموعات المسابقة القارية الأم.
أكونيا دفاعياً والنصيري هجومياً
ومن ناحيته، عانى إشبيلية الموسم الماضي قبل أن يعود إلى مقدمة المسرح الكروي، فبعد إقالة جولين لوبيتيغي وبعده الأرجنتيني خورخي سامباولي وجد النادي الأندلسي نفسه في المركز التاسع عشر في الدوري الإسباني «لا ليغا» يصارع للبقاء في دوري الدرجة الأولى مع انتصاف يناير (كانون الثاني). أدى تعيين خوسيه لويس منديليبار (62 عاماً) إلى إعادة الروح للفريق الجريح لينهي الدوري في المركز الثاني عشر، قبل أن يحقق انتصاره السابع في «يوروبا ليغ» في أمسية بودابست. أثنى غوارديولا على مينديليبار قائلاً: «أعرفه من الفترة التي قضيتها في برشلونة. لقد قلب الأمور في إشبيلية في فترة قصيرة». وتابع: «لقد خاضوا مباراة نهائية صعبة ضد روما. المباريات ضد (جوزيه) مورينيو غالباً ما تكون صعبة. أعرف هذا من خلال تجربتي الشخصية».
ويقتسم ميلان الإيطالي مع برشلونة وريال مدريد الإسبانيين الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب السوبر الأوروبي، برصيد 5 ألقاب لكل منهم، مقابل 4 ألقاب لليفربول الإنجليزي و3 ألقاب لأتلتيكو مدريد الإسباني. وعلى مدار تاريخ البطولة، توج بلقب السوبر الأوروبي 24 فريقاً من 12 بلداً مختلفاً، طبقاً لإحصاءات الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). ورغم فوز إشبيلية بلقب السوبر الأوروبي مرة واحدة فقط حتى الآن، تستحوذ الأندية الإسبانية على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب برصيد 16 لقباً مقابل 9 ألقاب لكل من أندية إيطاليا وكذلك أندية إنجلترا.
ويعتمد إشبيلية على مدافعه ماركوس أكونيا الذي كان جزءًا حيوياً من نجاحه في السنوات الأخيرة، وكان أيضاً لاعباً أساسياً في فوز الأرجنتين بمونديال قطر العام الماضي. ومع ذلك، فهو لا يتردد في تحديات متهورة، وقد حصل على بطاقة صفراء في المباراة الأولى في «لا ليغا» (نال 9 بطاقات صفراء في الموسم الماضي). خلال أمسية الأربعاء، سيواجه الأرجنتيني أمثال جاك غريليش وفيل فودين، على أمل الحدّ من خطورتهما، وعدم نيل بطاقة أخرى. وفي الهجوم، يعتمد النادي الأندلسي على الدولي المغربي يوسف النصيري وقدرته على هز الشباك الإنجليزية، علماً أنه سجل في الهزيمة أمام فالنسيا 1 – 2 في المرحلة الأولى من الدوري.