الدوحة – قنا
أعلنت مؤسسة قطر، بالتعاون مع مدرسة رينا صوفيا للموسيقى في إسبانيا، عن إنشاء كرسي في الدراسات العربية، من أجل تعزيز التبادل الثقافي والموسيقي بين العالم العربي وإسبانيا.
يُشكل كرسي الدراسات العربية خطوة مهمة على درب تعزيز دراسة الموسيقى والثقافة العربية والاحتفاء بهما من خلال التعاون الأكاديمي والفني – مع الإشارة إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن شراكة تمتد لعشر سنوات بين مؤسسة قطر ومدرسة رينا صوفيا.
وأثمر هذا التعاون عن تنظيم دورات تدريبية متقدمة قدمها أساتذة المدرسة في أكاديمية قطر للموسيقى، التابعة لمؤسسة قطر، إضافةً إلى مشاركة طلاب الأكاديمية في المخيم الصيفي للفنانين الشباب الذي تنظمه المدرسة الإسبانية.
وفي هذا الصدد، قال زلاتان فضليتش مدير أكاديمية قطر للموسيقى: “نحن ننطلق في هذا التعاون من فكرة مفادها أن الموسيقى بمقدورها أن تصبح جسرًا بين الشعوب وداعمةً لتآلف الثقافات، تمامًا كما حدث في الأندلس سابقًا”، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تفتح أمام الموسيقيين الشباب والطلاب والباحثين فرصًا جديدة لصياغة تراثٍ مشترك والبناء عليه ودفعه نحو الأمام.
وأُقيم حفل الإطلاق يومي 21 و22 نوفمبر الجاري في مدرسة رينا صوفيا في مدريد، وشمل ورشات عمل ومحاضرات ونقاشات مفتوحة، إضافةً إلى إقامة حفل موسيقي – ما شكّل فصلًا جديدًا في مسار التعليم الموسيقي الدولي.
وتجسد هذه المبادرة التزام مدرسة رينا صوفيا للموسيقى بتعزيز الحوار بين الثقافات وتوسيع حضورها العالمي، وذلك بفضل تاريخها العريق في تعليم الموسيقى الذي بدأته منذ ما يقرب من 35 عامًا.
من جانبه، قال الدكتور أوسكار كولومينا إي بوش عميد كلية رينا صوفيا للموسيقى: “لطالما شكّلت الموسيقى جسرًا بين الثقافات، فهي لغة عالمية تُمكّننا من فهم الاختلاف واحترامه والاحتفاء به. ومن خلال كرسي الدراسات العربية، نهدف إلى تعزيز هذا الحوار وإيجاد فضاء مشترك يزدهر فيه التعلّم والإبداع والتفاهم الثقافي”.
يشترك العالم العربي وإسبانيا في نسيج ثقافي غني. ويأتي كرسي الدراسات العربية للاحتفاء بهذا التراث وتعزيز التعاون بشأنه، فضلا على إبراز دور مؤسسة قطر في هذه الشبكة الدولية المرموقة.
كما تسهم الشراكة في تطوير المسارات المهنية، إذ يشارك خريجو مدرسة رينا صوفيا حاليًا في أوركسترا قطر الفلهارمونية التي أنشأتها مؤسسة قطر، ويعملون في أكاديمية قطر للموسيقى. ويستفيد أيضًا جميع طلاب مدرسة رينا صوفيا من منح دراسية ممولة بالكامل – على أن التميز والشغف يبقيان العاملين الأساسيين في عملية القبول.
وينص أحد بنود الشراكة على تطوير مبنى جديد ومتقدم لمدرسة رينا صوفيا، ليصبح بذلك مركزًا دوليًا لتعليم الموسيقى الكلاسيكية. وسيشتمل المبنى على مسارح مجهزة بأحدث التقنيات الصوتية والبصرية، ومساحات متعددة الاستخدام للتعاون والإبداع، بالإضافة إلى فضاءات تعليمية مخصصة للتدريب والعروض والتسجيل.
تمثّل هذه المبادرة إنجازًا بارزًا في مساعي المدرسة نحو العالمية، بما سيتيح لها توسيع حضورها بين الموسيقيين العرب وترسيخ مكانتها كمؤسسة تعليمية موسيقية رائدة. وبفضل جذورها العميقة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، أصبحت مدرسة رينا صوفيا تغطي طيفًا ثقافيًا أوسع، مساهمةً بذلك في إثراء الفنون على الصعيد الدولي.
