شعار مؤسسة الدوحة للأفلام
الدوحة – قنا
سجلت مؤسسة الدوحة للأفلام مشاركة قياسية بـ12 فيلما، حظيت بدعمها في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، التي ستقام خلال الفترة بين 27 أغسطس الجاري و9 سبتمبر المقبل، في إطار ترسيخ مكانة المؤسسة كقوة دافعة في المشهد السينمائي العالمي.
وتشمل المشاركة 12 فيلما، من ضمنهم فيلم مرشح لجائزة الأسد الذهبي، وعدد من العروض العالمية الأولى ضمن أبرز أقسام المهرجان، إضافة إلى مشاريع لمخرجتين من قطر، في حضور قوي للمؤسسة يؤكد دورها المحوري في رسم ملامح السينما المستقلة عالميا.
وتشمل أقسام المهرجان المسابقة الرسمية وأسبوع النقاد وأيام المؤلفين وفاينال كت وجسر الإنتاج في البندقية، ما يعكس التزام المؤسسة الراسخ بدعم السرديات الأصيلة وذات التأثير العابر للحدود، وتمكين صناع الأفلام المستقلين.
كما تظهر الأفلام المختارة عمق وتنوع وأهمية الحضور العالمي المتنامي للأعمال التي تدعمها المؤسسة والتي يقدمها الأصوات الصاعدة والمخرجون العالميون البارزون.
وفي هذا السياق، ذكرت فاطمة حسن الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، في بيان، أن “هذه الأفلام تنبض بالحقيقة والصمود والرؤية، وتتحدث إلى العالم متخطية حواجز والثقافات والمفاهيم المختلفة، وما يضفي على اختيار هذا العام قيمة خاصة هو مشاركة مواهب قطرية محلية، ما يعكس افتخارنا بالتميز والإبداع المتنامي من داخل مجتمعنا”.
وتضم قائمة الأفلام المشاركة ضمن قسم الاختيار الرسمي لجائزة الأسد الذهبي، فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة الحائزة على الجوائز كوثر بن هنية، ويقدم تصويرا مؤثرا لمعاناة طفلة قتلت برفقة عائلتها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويعد عرضا عالميا في مهرجان البندقية السينمائي، وإدانة مروعة لتكلفة الحرب على الإنسان.
أما في قسم العروض خارج المسابقة في فئة الأفلام غير الروائية، سيعرض فيلم “بابا والقذافي” للمخرجة جيهان الكيخيا، وهو عمل يوثق رحلة المخرجة في كشف الحقيقة وراء اختفاء والدها خلال حكم القذافي.
وفي قسم أيام البندقية، ستشارك المؤسسة بفيلم “ذكرى” للمخرجة فلادلينا ساندو، وهو عمل يتناول صدمات حرب الشيشان، حيث تستعيد المخرجة ماضيها من خلال الفن، إضافة إلى فيلم “نجوم الأمل والألم” من إخراج سيريل عريس، الذي يسرد قصة حب تمتد لعقود في بيروت، وفيلم “هدوء نسبي؟” للمخرجة لانا ظاهر، يستكشف الهوية اللبنانية عبر سبعة عقود من الثقافة الشعبية والسياسة والذاكرة الجماعية.
أما في أسبوع النقاد، فيُعرض فيلم “ملكة القطن” للمخرجة سوزانا ميرغني، الذي يتناول قصة فتاه مراهقة تصبح محور صراع على البذور المعدلة وراثيا، وفيلم “رقية” للمخرج يانيس كوسيم، الذي يستكشف الصدمات وسبل التعافي من خلال قصة زمنية مزدوجة.
وفي فاينال كت البندقية، ستعرض مؤسسة الدوحة للأفلام في إطار منصة الأفلام المخصصة للأفلام الإفريقية وبعض دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مرحلة ما بعد الإنتاج فيلمين حصلا على دعم من المؤسسة؛ فيلم “المحطة” للمخرجة سارة إسحاق، وتدور أحداثه في محطة وقود مخصصة للنساء فقط في اليمن الذي مزقته الحرب، وفيلم “مشروع بلا عنوان من اليمن” للمخرجة مريم الذبحاني، وهو فيلم وثائقي خام يستكشف مفاهيم البقاء والذاكرة وهشاشة مفهوم الوطن في ظل الصراع.
كما ستشارك المؤسسة عبر قسم جسر الإنتاج في البندقية بفيلم “صوت الصمت” للمخرجة جويس نشواتي، وهو فيلم رعب مثير تدور أحداثه في اليونان خلال سبعينيات القرن الماضي، و”طرفاية” للمخرجة صوفيا علوي، وهو حكاية خيال علمي عن وباء غامض يصيب الناس بنوم عميق، ويدفع إلى رحلة بحث عن الحقيقة، وفيلم “الجمل المفقود” للمخرج شيخ نداي، وهو عمل يمزج بين الفولكلور والسياسة في رحلة رجل يسعى لاستعادة نسبه الملكي، بينما يواجه إرث الاستعمار.
وجدير بالذكر أن من خلال هذه الأفلام المتنوعة تسجل مؤسسة الدوحة للأفلام إنجازا جديدا في مسيرتها الحافلة في مهرجان البندقية السينمائي، وتجدد تأكيد دورها العالمي الذي يشكل دافعا قويا للسينما التحويلية، من خلال إبراز قصص من مناطق غالبا ما يتم تجاهلها في الإعلام السائد.