بقي القول، فإن زيارة ولي العهد الحالية إلى واشنطن أثبتت أن التحدي لا يقوم فقط على البعد السياسي بل هناك تحديات اتصالية، حيث تمكن الأمير من تحويل أكثر البيئات الإعلامية صعوبة إلى منصة لعرض رؤية السعودية بثقة وهدوء. لقد واجه أسئلة الصحفيين الأميركيين بقدرة القائد الذي يستوعب مشهد القوة الناعمة ويُدرك أثر الكلمة في صناعة القرار. فبأداء رصين ولغة دقيقة وإجابات محكمة، نجح في إعادة تعريف علاقة الرياض بواشنطن، ليس عبر الخطاب الانفعالي، بل عبر بناء سردية جديدة تقوم على المصالح المشتركة والتحول الاستراتيجي الذي تعيشه المملكة. وهكذا، نجح الأمير السعودي في التغلب على جيش الإعلام الأمريكي بطريقة احترافية وأكثر وتأثيرًا، كما خرجت السعودية بصورة أكثر وضوحًا ونضجًا في الوعي الأميركي.
صحفي وأكاديمي ومختص في الاتصال المؤسسي.