فن النهمة
الدوحة – قنا
اختتمت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، اليوم، فعاليات مهرجان وجائزة كتارا لفن النهمة /نهّام الخليج 2025/، في نسخته الخامسة، بحفل بهيج حضره الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة بالإضافة إلى حضور جماهيري واسع، ومشاركة نخبة من النهّامين من مختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين أبدعوا في تقديم فن النهمة بصورته الأصيلة والمبهرة، مجسدين تراثًا بحريًا عريقًا يروي قصص الغوص والبحر.
واحتضن مسرح الدراما مبنى 16، الأمسية الختامية التي شهدت أجواء احتفالية مبهجة، رافقتها مجموعة من الفقرات الثقافية المميزة.
وقام الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا بتتويج الفائزين حيث حلّ في المركز الأول، النهام راكان سالم نجم من الكويت وتحصل على لقب نهام الخليج وجائزة مالية قدرها 100 ألف ريال قطري، في حين جاء في المركز الثاني النهام محمد علي السويدي من الإمارات وتحصل على جائزة مالية قدرها 70 ألف ريال قطري. بينما جاء في المركز الثالث النهام عبدالله البورشيد من البحرين، وهو أصغر نهام مشارك هذا العام وتحصل على جائزة قدرها 40 ألف ريال قطري.
وفي هذا السياق، أكّد النهامون الفائزون أنّ المهرجان لا يقتصر على التنافس، بل يوفّر مساحة للتلاقي وتبادل الخبرات بين فناني النهمة من مختلف دول الخليج، مما يعزز من روح الأخوة ويغني المشهد الثقافي الخليجي.
وأبدع نهامو الخليج في تقديم فنون العمل على ظهر السفينة، كما أمتعوا الجمهور بأصواتهم الصافية التي تألقت في أداء روائع الغناء البحري مثل اليامال، الحدادي، المخولفي، والخطفة، لترتفع حناجرهم بأصالة التراث ونبض البحر، في ليلة طربية أضاءت سماء كتارا بروح الخليج.
كما شهد الحفل عرضًا فنيًا خاصًا قدّمته فرقة القلايل البحرينية، التي أبدعت في رسم لوحة موسيقية نابضة بالحياة، اختلطت فيها إيقاعات البحر بأداء تعبيري يعكس روح الغوص وتفاصيل حياة البحارة، في ختام جسّد المعنى الحقيقي للاحتفاء بالتراث.
جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان لم تقتصر على المنافسة الغنائية فقط، بل شملت أيضًا ندوة ثقافية بعنوان: وظيفة النهّام ودوره على المحمل.
وأشاد أعضاء لجنة التحكيم المتكونة من السيد فيصل التميمي من قطر، والسيد جاسم الحربان من البحرين، والسيد زبير خليفة العميري من الكويت، بالمستوى المتميّز الذي قدّمه النهّامون المشاركون في المهرجان، مؤكدين أن المنافسة هذا العام كانت قوية ومليئة بالأداءات المتقنة التي عكست فهمًا عميقًا لفن النهمة وأصالته.
ولفت أعضاء اللجنة إلى أن النهّامين أظهروا تنوعًا في الأساليب، وتمكّنًا في الأداء، وحرصًا على الحفاظ على هوية هذا الفن التراثي، مما صعّب مهمة التحكيم وأضفى على المسابقة روحًا من الحماسة والتميز. كما ثمّنت اللجنة جهود المشاركين في تقديم هذا الفن بروح معاصرة تحافظ على جوهره وتجعله قريبًا من قلوب الجمهور.