كأس العالم تحت 17 عاما

الدوحة – قنا

 تتجه أنظار العالم إلى الدوحة التي تستضيف منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاما FIFA قطر 2025 خلال الفترة من الثالث إلى السابع والعشرين من نوفمبر المقبل، بمشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة.


وتمثل البطولة، التي تعد النسخة الأولى من أصل خمس نسخ ستقام في دولة قطر، فرصة ذهبية لاكتشاف العديد من المواهب الكروية الصاعدة من قبل الكشافين والراصدين لإتاحة الفرصة لهم لشق طريق النجومية نحو كبرى الأندية العالمية.


وستقام مباريات البطولة الـ104 على ثمانية ملاعب داخل أكاديمية التوفق الرياضي /أسباير/، في حين تقام المباراة النهائية على استاد خليفة الدولي أحد ملاعب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تتوافق جميع الملاعب التي تستضيف البطولة وكذلك ملاعب التدريب مع أعلى معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم، لا سيما وأن قطر سخرت كل البنى التحتية والتجهيزات اللوجستية لتأمين أفضل الظروف الممكنة لتشكيل أرضية خصبة أمام المواهب المشاركة في البطولة للتوهج والتألق.


ولطالما مثلت بطولات الفئات السنية بوجه عام وكأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاما على وجه الخصوص، نقطة انطلاق لكثير من اللاعبين دونوا الظهور الأول في عالم كرة القدم في تلك المنافسات، فذاع صيتهم وصاروا نجوما يشار إليهم بالبنان كأسماء لامعة في كرة القدم العالمية.


ويسجل التاريخ لبطولة كأس العالم تحت 17 عاما خلال النسخ الـ19 السابقة، أنها شكلت مرحلة هامة في مسيرة العديد من النجوم الذين تألقوا في سماء كرة القدم، يأتي على رأسهم البرازيلي رونالدينيو اللاعب الأسبق لأندية باريس سان جيرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني وميلان الإيطالي، الذي كتب الحروف الأولى من رحلة تألق طويلة في الملاعب العالمية من نسخة البطولة عام 2009 في مصر.


وصنع رونالدينو تاريخا حافلا منذ ذلك الحين، حيث فاز مع المنتخب البرازيلي بكأس العالم عام 2002 وحقق الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا مع برشلونة عام 2005 – 2006 وتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 2005 إلى جانب العديد من الألقاب الأخرى مع المنتخب البرازيلي والأندية التي لعب لها.


كما بدأ برازيلي آخر النجومية من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاما، وهو نيمار الذي قدم نفسه في نسخة العام 2009 في نيجيريا ليسجل أول أهدافه مع المنتخب البرازيلي، لينتقل بعد ذلك إلى نادي برشلونة الإسباني ويصنع المجد هناك بعدما توج بلقب دوري أبطال أوروبا، ونال الميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأولمبية مع المنتخب البرازيلي عام 2016.


وشهدت نسخة البطولة عام 2009 أيضا بزوغ النجم الألماني ماريو غوتزة الذي سجل ثلاثة أهداف في البطولة، لكن ذلك لم يمنع منتخب بلاده من مغادرة المنافسة على يد سويسرا البطل.


وعرف غوتزة مسيرة رائعة منذ ذلك الحين مع أندية بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ وآيندهوفن الهولندي وغيرها، لكن إنجازه الأبرز كان عندما سجل الهدف الحاسم في نهائي بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل بعد مشاركته كبديل، ليقود منتخب بلاده إلى الظفر باللقب.

وكان البرازيلي ماركينيوس أكثر اللاعبين الذين اشتهروا بسرعة كبيرة عقب ظهوره الأول في نسخة عام 2011 من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاما التي جرت في المكسيك، حيث ساهم المدافع في وصول منتخب بلاده إلى نصف النهائي.


وبعد البطولة انتقل ماركينيوس إلى نادي روما الإيطالي، ومنه إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بعد عام واحد، ليدون مسيرة حافلة مع النادي الباريسي توجها بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي 2024 – 2025.


ولمع نجم النيجري فيكتور اوسمين أحد أبرز مهاجمي العصر الحالي في بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاما التي أقيمت في تشيلي عام 2015، حيث توج هدافا للبطولة برصيد 10 أهداف ليقود منتخب بلاده إلى اللقب العالمي.


ولعب اوسمين لعدة أندية أوروبية عقب التألق في كأس العالم للناشئين على غرار فولفسبورغ الألماني وشارلوروا وليل الفرنسيين، قبل أن ينتقل إلى نابولي الإيطالي ويساعد الفريق على الظفر بلقب الدوري ويتوج هدافا للبطولة برقم قياسي بلغ 26 هدفا.


وكان الكوري الجنوبي سون هيونغ مين من بين النجوم الذين انطلقوا من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاما، من نسخة العام 2009 في نيجيريا، حيث لمع نجمه مع ثلاثة أهداف (هاتريك) سجلها في البطولة ليساهم في بلوغ منتخب بلاده الدور ربع النهائي.


وفتح التألق الباب أمام سون للانتقال إلى أندية كبيرة في ألمانيا على غرار هامبورغ وباير ليفركوزن قبل انتقاله الناجح إلى توتنهام الإنجليزي الذي قضى معه عشرة مواسم، قبل الرحيل إلى لوس أنجلوس الأمريكي العام الحالي.


كما كانت البطولة محطة انطلاقة لنجوم بارزين في إنجلترا على غرار ترنت ألكسندر أرنولد لاعب كرة القدم الإنجليزي الذي ظهر في نسخة 2015 في تشيلي ثم خط مسيرة حافلة باللعب في صفوف ليفربول قبل أن ينضم لريال مدريد العام الجاري، في حين ظهر زميله الحالي في المنتخب فيل فودين في نسخة العام 2017  ليقود منتخب إنجلترا إلى لقب البطولة بعدما أحرز هدفين خلال الفوز على إسبانيا 5 – 2 في النهائي، ليبدأ مسيرة التوهج رفقة مانشستر سيتي ويحقق العديد من الألقاب، بينها دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي لكرة القدم.


وكانت البطولة شاهدا كذلك على بزوغ نجوم كثر في إسبانيا على غرار ايكر كاسياس وسيسك فابريغاس ودافيد فيا وغيرهم، لكن نجم برشلونة بيدري يعد الأبرز بعدما لمع صغيرا في نسخة العام 2019 في البرازيل واحتاج الى عدة سنوات عقب ذلك ليكون أحد أهم أسباب تتويج المنتخب الإسباني في بطولة أوروبا للكبار عام 2024.


وتؤكد الاحصائيات أن بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 17 عاما ليست مجرد بطولة في الظل، لكنها نقطة البداية في تحقيق حلم العديد من نجوم كرة القدم وانطلاقة مهمة في مسيرتهم نحو الوصول إلى القمة وصناعة الأمجاد في كرة القدم العالمية، ما يعني أن مستقبل كرة القدم يصنع في كأس العالم تحت 17 عاما.

شاركها.
Exit mobile version