سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، وزير العمل في جلسة بالقمة العالمية للتنمية الاجتماعية
الدوحة – قنا
أكد سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، وزير العمل، أن التجارب الدولية أثبتت أن الحماية الاجتماعية ليست مجرد أداة لمكافحة الفقر أو درء المخاطر الاجتماعية، بل هي استثمار استراتيجي في الإنسان وفي مستقبل المجتمعات.
جاء ذلك خلال الجلسة رفيعة المستوى حول مكافحة الفقر وتعزيز المجتمعات الصحية والعادلة من خلال الحماية الاجتماعية الشاملة، وذلك ضمن أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية الذي اختتم أعماله اليوم بالدوحة.
ناقشت الجلسة، التي نظّمتها منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية وحكومة دولة قطر، السبل الكفيلة بتحقيق هدفي الحماية الاجتماعية الشاملة والتغطية الصحية الشاملة بوصفهما مسارين متكاملين للقضاء على الفقر.. كما شهدت استعراضاً للتجارب المبتكرة للدول في مجال مكافحة الفقر وتعزيز التكامل بين أنظمة الحماية الاجتماعية والصحية، رغم التحديات المالية وتداعيات التغير المناخي.
وأكد سعادة الدكتورعلي بن صميخ المري، وزير العمل، أن انعقاد هذه الجلسة يأتي في مرحلة تتزايد فيها التحديات التي تواجه مسيرة التنمية في العالم، بدءا من اتساع الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، مرورا بتداعيات التغير المناخي، ووصولا إلى الأزمات الصحية والمالية، وهو ما يجعل من الحماية الاجتماعية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية البشرية المستدامة وتعزيز التماسك الاجتماعي والقدرة على الصمود.
وأوضح سعادته أن التجارب الدولية أثبتت أن الحماية الاجتماعية ليست مجرد أداة لمكافحة الفقر أو درء المخاطر الاجتماعية، بل هي استثمار استراتيجي في الإنسان وفي مستقبل المجتمعات، مشيرا إلى أنها تسهم في تحقيق الأمنين الاقتصادي والصحي، وتدعم النمو العادل والشامل، وتعزز المساواة في الفرص وتكافؤ الحقوق.
وأوضح سعادته أن دولة قطر تولي اهتماما خاصا بتطوير نظم متكاملة للحماية الاجتماعية الشاملة والمستدامة، قادرة على مواجهة الأزمات ودعم صمود المجتمع أمام التحولات الاقتصادية والمناخية، وذلك انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي وضعت الإنسان في صميم التنمية وغايتها.
وبيّن أن دولة قطر حرصت على بناء منظومة متكاملة من السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي توازن بين متطلبات النمو الاقتصادي وضمان العدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن الدولة قطعت خطوات مهمة في تطوير برامج الحماية الاجتماعية التي تكفل الدخل اللائق وتؤمن الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية دون تمييز، في ترجمة عملية لالتزامها بتحقيق الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بـ تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتوفير العمل اللائق للجميع من خلال سياسات متكاملة تضمن بيئة عمل آمنة ومنصفة وتفتح المجال أمام المشاركة الإنتاجية في الاقتصاد.
وأشار سعادته إلى أن وزارة العمل في دولة قطر تنفذ استراتيجية وطنية متقدمة تهدف إلى تعزيز سياسات العمل اللائق وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتشمل جميع فئات القوى العاملة، مشيرا إلى أن الإطار التشريعي شهد تحديثات شاملة تتماشى مع أحدث المعايير الدولية، من خلال تعزيز آليات التفتيش والرقابة، وتطبيق أنظمة رقمية متطورة لضمان الشفافية وحماية الأجور، إلى جانب مبادرات تستهدف تحسين بيئة العمل وتعزيز الإنتاجية وتمكين الكفاءات الوطنية.
وأعلن سعادة وزير العمل خلال كلمته، أنه وانسجاماً مع نهج دولة قطر القائم على الشراكة الدولية والتضامن الإنساني، فقد انضمت الدولة مؤخراً إلى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية الذي أطلقته منظمة العمل الدولية، إيمانا منها بأن العدالة الاجتماعية تشكل الركيزة الأساسية لتحقيق السلام والتنمية المستدامة عالميا.
وبين سعادة الوزير أن الانضمام يؤكد التزام دولة قطر بالمشاركة الفاعلة في الجهود الدولية الرامية إلى تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لبناء نظم حماية أكثر شمولا واستدامة وتمويلا، تقوم على مبادئ المساواة والتضامن والمسؤولية المشتركة.
واختتم سعادة الدكتور علي بن صميخ المري، وزير العمل، بالتأكيد على أن التعاون متعدد الأطراف القائم على الحوار والتضامن هو السبيل الأمثل لبناء مجتمعات أكثر قدرة ومرونة وإنصافا، مجددا دعوة دولة قطر إلى جعل العدالة الاجتماعية الشاملة محورا رئيسيا في السياسات العالمية للتنمية المستدامة.

