نيويورك – قنا
شاركت دولة قطر في الحدث الجانبي الوزاري الرفيع المستوى لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، على هامش اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
مثل دولة قطر في الحدث، سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية.
شاركت في تنظيم الحدث دولة قطر إلى جانب المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
وأعربت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، في كلمة دولة قطر أمام الحدث، عن أسفها العميق للتداعيات الإنسانية المأساوية للقتال الدائر في السودان منذ 15 أبريل الماضي، الذي أودى بحياة المئات من المدنيين العزل، وأدى إلى نزوح ولجوء الملايين.
وجددت دعوة دولة قطر لأطراف النزاع في السودان إلى وقف القتال فورا، والتعاون الكامل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والالتزام بمبادئ وبنود القانون الدولي الإنساني.
وأشارت وزير الدولة للتعاون الدولي إلى جلسة المباحثات التي انعقدت في السابع من الشهر الجاري بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان الشقيقة، حيث تم خلالها التأكيد على موقف دولة قطر الثابت حيال دعم وحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي السودان الشقيق، وتجديد موقف دولة قطر الداعي إلى الوقف الفوري للقتال وانتهاج الحوار والوسائل السلمية، والإعراب عن تطلع دولة قطر إلى انخراط كل القوى السياسية في مفاوضات واسعة بعد الوقف الدائم للنزاع العسكري بغية الوصول إلى اتفاق شامل وسلام مستدام، وتثمين دولة قطر الجهود الإقليمية والدولية والمساعي الحميدة الهادفة إلى إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان.
وأوضحت سعادتها أن دولة قطر تقف دائما مع أشقائها السودانيين، إذ تعتبر ذلك واجبا مستحقا تمليه مقتضيات الأخوة والدين، فظلت جهودها الإنسانية والإنمائية مستمرة، إضافة إلى جهودها في مجالات دعم الاستقرار وصناعة وبناء السلام في السودان. وأشارت إلى أنه كان في صدارة هذه الجهود اتفاقية الدوحة لسلام دارفور التي وقعت في العام 2011، إضافة إلى دعم دولة قطر منذ 2013 لمشروعات الإعمار والتنمية وبناء السلام في إقليم دارفور بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي.
وأضافت “منذ انفجار الصراع المسلح الأخير في 15 أبريل 2023، وما ترتب عليه من أزمة إنسانية، بادرت دولة قطر بالوقوف مع السودان، فأطلقت جسرا جويا لإيصال المساعدات الإنسانية للأشقاء السودانيين، حيث بلغت كلفة المساعدات الإنسانية البالغة حوالي 371 طنا في المرحلة الأولى ما يزيد عن 10 ملايين دولار، إضافة إلى إجلاء 1855 شخصا، من بينهم السودانيون المقيمون في دولة قطر الذين كانوا يقضون إجازاتهم في بلادهم وقت اندلاع الحرب حتى شهر أغسطس 2023”.
ولفتت إلى إعلان معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تعهد دولة قطر بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان خلال مؤتمر إعلان التعهدات الذي انعقد في 19 يونيو الماضي وترأسته دولة قطر بشكل مشترك مع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.
وعبرت سعادتها عن أسف دولة قطر لزيادة الأوضاع الإنسانية تعقيدا في ظل تصاعد حدة الصراع المسلح، مشيرة إلى أن ذلك يتجلى بوضوح في التقارير المحدثة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وقالت سعادتها إن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان تحتاج إلى مزيد من الدعم العاجل والتمويل الكافي لسد فجوة التمويل في خطة الاستجابة الإنسانية للسودان، والخطة الإقليمية للاجئين، وشددت على أنه “من الضروري أن نوفي جميعا بتعهداتنا التي أعلناها في يونيو المنصرم، كما أن من المهم الإسراع في مواجهة الأزمة واحتواءها بشكل كامل، وذلك حتى لا تزداد تعقيدا وتنتقل آثارها إلى دول الجوار السوداني”.
وكانت وزير الدولة للتعاون الدولي، أعربت في بداية الكلمة، عن اعتزاز دولة قطر بالمشاركة في رعاية الحدث الوزاري رفيع المستوى، الذي يكتسب أهمية قصوى في سياق الاستجابة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان الشقيق والمنطقة.