الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى اليونسكو
باريس – قنا
أكدت دولة قطر على دعم جميع الجهود الدولية، في إطار العمل متعدد الأطراف، الرامية إلى ترسيخ السلام والاستقرار في العالم، استنادا إلى الميثاق التأسيسي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ وأحكام القانون الدولي، وانطلاقا من إيمانها الراسخ بدور التعليم والحوار بين الثقافات في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمة الأمم المتحدة المتحدة للتربية والعلم والثقافة خلال الجلسة العامة للمجلس التنفيذي الـ222 للمنظمة المنعقدة حاليا وتتواصل حتى16 أكتوبر الجاري في باريس.
وقال الحنزاب:” لقد تعرضت دولة قطر في التاسع من سبتمبر الماضي لهجوم من قبل إسرائيل، أدانته دولة قطر بأشد العبارات، كما أدانه العالم بأسره، حيث استهدف أحد المناطق السكنية التي تضم مدارس وروضات للأطفال وبعثات دبلوماسية”، مؤكدا أن هذا الهجوم انتهاك واضح للقانون الدولي ولسيادة دولة قطر، كما يبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الجهود الدولية لحماية التعليم وضمان عدم استهداف المؤسسات التعليمية في النزاعات، حفاظا على استقرار المنطقة وأمنها.
ونوه في هذا الصدد بإدانة المجموعتان العربية والإسلامية للهجوم الاسرائيلي الغادر الذي استهدف قطر الشهر الماضي، باعتباره انتهاكا لمبادئ القانون الدولي، وتقويضا لجهود السلام والاستقرار في المنطقة، وكذلك دعمهما وتضامنهما الكامل مع دولة قطر في هذا الشأن.
ودعا مندوب قطر لدى اليونسكو المجتمع الدولي إلى وقفة جادة لحماية التعليم ومواقع التراث الثقافي في فلسطين المحتلة، وفي جميع مناطق النزاع حول العالم، قائلا “لقد شاهدنا بألم بالغ تدمير المدارس والجامعات والمساجد والكنائس ودور العبادة، في انتهاك صارخ للقيم الإنسانية، يعد بحق جريمة ضد الإنسانية، مؤكدا أن هناك مسؤولية مشتركة على جميع أعضاء المنظمة لتعزيز فاعليتها، لتكون قادرة على الاستجابة للأزمات والتعافي منها، ودعم التعليم والثقافة في كل مكان، دون تمييز أو استثناء.
وأكد سعادته أن دولة قطر تؤمن إيمانا راسخا بأن الاستثمار في التعليم والثقافة يشكل حجر الزاوية لبناء مجتمعات واعية وقوية، وهو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية البشرية المستدامة وتعزيز السلام بين الشعوب.
وانطلاقا من هذا المبدأ، أولت دولة قطر اهتماما كبيرا بتطوير أنظمة تعليمية حديثة تقوم على الابتكار والبحث العلمي وتنمية مهارات الشباب، بما يتماشى مع أهداف منظمة اليونسكو الرامية إلى ضمان التعليم الجيد والشامل للجميع، مشددا على التزام قطر بحماية التعليم من الهجمات، إيمانا منها بأن التعليم حق أساسي لا يجوز المساس به حتى في حالات النزاع.
و قال: سنواصل العمل معا، في إطار قرار المجلس التنفيذي الخاص بحماية التعليم من الهجمات، للمضي قدما في وضع خطة عمل فعالة تضمن الوقاية للتعليم في جميع مناطق العالم.
كما تناول سعادة الدكتور ناصر الحنزاب في كلمته أمام المجلس التنفيذي لليونسكو تمكين المرأة باعتباره مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره. ولهذا تواصل دولة قطر إطلاق البرامج والمبادرات، بالتعاون مع المنظمات الدولية الحكومية وشركاء المجتمع المدني، في العديد من دول العالم، لتعزيز دور المرأة في تحقيق التنمية.
وأضاف أن دولة قطر تضع التعليم في صميم استراتيجيتها الوطنية، باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة. واستثمرت في تطوير البنية التحتية التعليمية ورفع كفاءة الكوادر وتعزيز البحث العلمي وبناء القدرات، وتمكين الشباب والمرأة، إلى جانب تشجيع المشاريع العلمية المبتكرة.
وختم بالقول: “إننا في دولة قطر نؤمن بأن التحديات العالمية الراهنة، بما في ذلك الأزمات الإنسانية والاقتصادية والتحولات التكنولوجية المتسارعة، تفرض على المجتمع الدولي تعزيز التعاون والعمل المشترك وتفعيل المبادرات متعددة الأطراف، لضمان استجابة أكثر فاعلية وشمولية”، منوها بدعم دولة قطر لجهود منظمة اليونسكو في تعزيز التعليم والثقافة والعلوم، باعتبارها ركائز أساسية لتحقيق التنمية والسلام.