تشكل صحة الأسنان جزءًا أساسيًا من صحة الطفل العامة، وتبدأ هذه الرحلة منذ سنوات العمر الأولى. ومن هذا المنطلق، يقدم قسم طب أسنان الأطفال في مستشفى الأمان نهجًا شاملًا يجمع بين الرعاية الوقائية والعلاجية ضمن بيئة مريحة وودّية للأطفال.
وفي هذا اللقاء، تسلط الدكتورة نتالي بو سمرة، طبيبة أسنان الأطفال في مستشفى الأمان، الضوء على أبرز الخدمات التي يقدمها القسم، وأهمية التوعية المبكرة، ودور الأهل في ترسيخ عادات صحية تدوم مدى الحياة.
– ما أبرز الخدمات التي يقدمها قسم طب أسنان الأطفال؟ وهل تشمل الوقاية بالإضافة إلى العلاج؟
يقدم قسم طب أسنان الأطفال مجموعة متكاملة من الخدمات التي تلبّي احتياجات الأطفال من مرحلة الرضاعة وحتى سن المراهقة. وتشمل هذه الخدمات الإجراءات الوقائية، مثل تطبيق الفلورايد، والسدادات الوقائية، والتثقيف الصحي، إضافة إلى الخدمات العلاجية كحشوات الأسنان، وعلاج العصب للأسنان اللبنية، والخلع، وعلاج الإصابات الرضّية. كما يتضمن القسم برامج لمتابعة نمو وتطور الأسنان والفكين، والتدخل المبكر لتصحيح المشكلات السنية أو السلوكية المرتبطة بالعادات الفموية الضارة.
– ما الرؤية التي ينطلق منها القسم في التعامل مع الأطفال واحتياجاتهم الصحية؟
ينطلق القسم من رؤية تتمحور حول تقديم رعاية وقائية وعلاجية عالية الجودة، ترتكز على مبدأ “الطفل أولًا”. نحن نؤمن بأن صحة الفم جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، ولذلك نحرص على تهيئة بيئة علاجية داعمة ومطمئنة تعزز شعور الطفل بالأمان والاطمئنان، وتضمن تجربة علاجية إيجابية، تنعكس لاحقًا على التزامه المستقبلي بالعناية الصحية.
– كيف يتم تجهيز العيادة لاستقبال الأطفال وتخفيف رهبتهم من طبيب الأسنان؟
نولي اهتمامًا كبيرًا بتجهيز العيادة بديكور مبهج وألوان مريحة، حيث تم تصميم عيادة طب أسنان الأطفال بما يتناسب مع احتياجاتهم العمرية والنفسية، من خلال استخدام ألوان زاهية، وشاشات ترفيهية، وألعاب تعليمية. كما يتم تدريب الفريق الطبي على تقنيات التواصل الفعّال مع الأطفال، مثل أسلوب “الشرح التمهيدي” (Tell-Show-Do)، الذي يهدف إلى إزالة الخوف وتسهيل تقبّل العلاج.
– كيف يتم التعامل مع الحالات الطارئة أو الأطفال الذين يعانون من حالات طبية خاصة؟
نتبع في القسم بروتوكولات معتمدة للتعامل مع الحالات الطارئة، مثل إصابات الأسنان أو الألم الحاد، لضمان الاستجابة السريعة والفعالة. كما يتم إعداد خطط علاجية فردية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأمراض المزمنة، بالتنسيق مع الفرق الطبية المعنية، لضمان سلامتهم وتقديم رعاية شاملة وآمنة.
– هل يتم استخدام تقنيات متقدمة أو معدات مخصصة للأطفال في القسم؟
نحرص على توظيف أحدث التقنيات في طب أسنان الأطفال، بما في ذلك التصوير الشعاعي الرقمي منخفض الإشعاع، وأجهزة التخدير الموضعي المتطورة. كما نستخدم أدوات وأجهزة مصممة خصيصًا لتناسب حجم فم الطفل، ما يضمن راحته وسلامته أثناء العلاج.
– كيف يتم إشراك الأهل في خطة العلاج؟ وهل تُقدَّم توعية لهم حول العناية بأسنان أطفالهم؟
نحرص على إشراك الأهل في كل خطوة، بدءًا من التشخيص ووضع الخطة العلاجية، وصولًا إلى المتابعة المستمرة. كما نقدم جلسات توعوية حول التغذية الصحية، وتقنيات التفريش الصحيحة، وسبل الوقاية من التسوس، ليكونوا شركاء فاعلين في رعاية صحة الفم لدى أطفالهم.
– ما السن المثالي لأول زيارة لطبيب الأسنان عند الأطفال؟
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال بأن تتم الزيارة الأولى عند بزوغ أول سن لبني، أو في عمر السنة كحد أقصى. هذه الزيارة المبكرة تسهم في تقييم نمو الفكين والأسنان، وتساعد في توجيه الأهل نحو العادات والسلوكيات الصحية منذ المراحل الأولى.
– ما النصائح التي توجّهينها للأهل لحماية أطفالهم من التسوس ومشكلات الأسنان الشائعة؟
نوصي الأهل بالاهتمام بالتنظيف اليومي لأسنان أطفالهم باستخدام فرشاة استخدام معجون يحتوي على الفلورايد بكمية مناسبة لعمر الطفل. والبدء بتنظيف الفم منذ الولادة بمسح اللثة بقطعة قماش مبللة. إلى جانب اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن، والحد من تناول السكريات والمشروبات المحلّاة. تجنّب وضع الطفل للنوم مع زجاجة الحليب أو العصير. كما نؤكد على أهمية الزيارات الدورية كل 6 أشهر لطبيب الأسنان للكشف المبكر، والحصول على التوجيهات الوقائية المناسبة لكل طفل. وتشجيع العادات الصحية كالتفريش مرتين يومياً واستخدام الخيط في السن المناسب