سانتياغو – قنا
نتظمت بمركز لا مونيدا الثقافي (CCLM) في العاصمة سانتياغو بتشيلي فعالية حول التبادل الثقافي والإبداع بمشاركة أكثر من 120 طالبا من الصف الأول الابتدائي، وذلك ضمن العام الثقافي قطر- الأرجنتين وتشيلي 2025.
وتأتي هذه الفعالية بتنظيم مشترك من مبادرة الأعوام الثقافية، ومكتبة قطر الوطنية، ومركز لا مونيدا الثقافي، ومؤسسة «تراما كولتورا».
وقدمت الفعالية للطلبة لمحة عن جوانب مختلفة من الثقافة القطرية عبر مزيج تفاعلي من سرد القصص والفن والاستكشاف الثقافي.
وقد لعب كتاب «كليلة ودمنة» الدور المحوري في هذه الفعالية، لما يتضمن من مجموعة الحكايات الشهيرة التي يعود عمرها لأكثر من ألف عام، والمترجمة حديثا إلى اللغة الإسبانية، حيث جرى دمجها في أنشطة تعليمية في عدد من بلدان شراكة الأعوام الثقافية.
وأحيت الفعالية حكايات «كليلة ودمنة» من خلال أداء مبهج قدمته فرقة «ناداندو إن كوينتوس»، التي شجعت الأطفال على التفكير في الرسائل الإنسانية الكونية التي تحملها هذه القصص.
وعقب جلسة السرد القصصي، شارك الطلبة في ورشة فنية تعاونوا خلالها في رسم جدارية مستوحاة من البحر الذي يصل بين البلدين، حيث تعرف الأطفال من خلالها على مفاهيم التواصل والتبادل الثقافي، في تأكيد على قدرة الحكاية على عبور الحدود بين الأماكن واللغات والثقافات.
وفي سياق متصل، قدمت مبادرة “قطر تقرأ” التابعة لمكتبة قطر الوطنية، معرضا فنيا خاصا لكليلة ودمنة في مكتبة ريكاردو غيرالدس في بوينس آيرس الأرجنتين، وقد ضم المعرض اثني عشر عملا أصليا للفنانة والكاتبة القطرية وضحه العذبة.
وحول حديثها عن هذا التعاون، قالت السيدة فاطمة المالكي، مديرة مبادرة “قطر تقرأ”: من المهم أن يدرك الأطفال أن الثقافات التي تبدو مختلفة للغاية يمكن أن تتشارك في القيم والرموز والاهتمامات ذاتها، فقد نقلت الحكايات، عبر القرون، دروسا حول التعاطف والتعاون ومعنى إنسانيتنا.”
وأضافت أن مشاركة كتاب مؤثر مثل «كليلة ودمنة» هو بمثابة تذكير بأن لهذه الدروس صدى ممكنا في قطر وفي العالم أجمع.
وقد استلهمت الأعمال الفنية أسلوبها من فن المنمنمات الإسلامية، مجسدة روح الفكاهة والحكمة والعمق الثقافي في الحكايات الأصلية.
وقد ظهرت هذه الأعمال الفنية في النسخة الإسبانية من كليلة ودمنة التي كتبتها ورسمتها الفنانة وضحه العذبة، وصدرت عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر.
يذكر أن مبادرة الأعوام الثقافية، تقدم برئاسة ﺳﻌﺎدة اﻟﺷﯾﺧﺔ اﻟﻣﯾﺎﺳﺔ ﺑﻧت ﺣﻣد ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ آل ﺛﺎﻧﻲ، ﺷراﻛﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد ﺑﯾن ﻗطر واﻟدول اﻷﺧرى.
وﺗﮭدف ھذه اﻟﻣﺑﺎدرة إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز اﻻﺣﺗرام ﺑﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ وﺗﺣﻔﯾز اﻟﺷﻌوب ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺣﺎد ﻣﻌﺎ وﺗﻌزﯾز اﻟرواﺑط وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺣوار.
