في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل، تبدأ عروض مسرحية «عالهوى سوا» للمخرج سامر حنّا على مسرح «مونو» في بيروت.

للوهلة الأولى، قد يخيَّل لمن يعرف عنوان العمل أنّه شاهده من قبل على الشاشة الصغيرة أو سمع به عبر الأثير. وبالفعل، سبق لمعدّي برامج تلفزيونية وإذاعية أن استخدموا هذا الاسم. أمّا سامر حنّا فقد أطلقه على مسرحيته انطلاقاً من تجربة شخصية خاضها في مجال الإعلام، ورغب في نقلها إلى الخشبة على طريقته، بعد أن صاغها لتحمل رسائل اجتماعية وإعلامية محدَّدة.

ويقول حنّا لـ«الشرق الأوسط»: «خضتُ تجربة إعلامية في إحدى محطات التلفزة حيث كنت أكتب المسلسلات، لكنها للأسف لم تكن موفّقة، إذ اعترتها تفاصيل كثيرة كانت تثير استيائي باستمرار».

مسرحية «عالهوى سوا» تنطلق في 4 سبتمبر على مسرح «مونو» (سامر حنا)

لم يلقَ سامر في عمله الإعلامي ما كان يصبو إليه. فالواقع كان مغايراً تماماً لأفكاره وأحلامه، وما تمنى أن يدرجه في العمل الدرامي من باب دراسته الأكاديمية. اصطدم بحواجز كثيرة كانت بمثابة مبادئ وتقاليد موروثة أباً عن جدّ في العمل الإعلامي. ويوضح: «كنتُ أواجه عقبات كلّما اقترحتُ اسم ممثلة أكاديمية، إذ كان المنتج يفضّل عليها إعلامية تعمل تحت الأضواء، باعتبار أنّ وجودها يرفع نسبة المشاهدة. وقد استندتُ إلى هذا النوع من الأمثلة وأدرجته في مسرحية (عالهوى سوا)».

تحكي المسرحية قصة ثنائي إعلامي هما كريم وكاتيا، يجسّد دورهما شربل أبي نادر وجوانا طوبيا. يقدّم الاثنان برنامجاً تلفزيونياً صباحياً يتسم بسطحية في المضمون وضعف في الإنتاج. ويعتقدان أنّهما نجما إعلام، متظاهرَين أمام الجمهور بأنهما يعيشان زواجاً مثالياً، فيما الحقيقة خلف الكاميرا تكشف عن علاقة متصدّعة تقترب من الانفصال.

وفي الوقت عينه ومن باب رفع نسبة المشاهدة يستعين المنتج بفتاة مؤثرة مشهورة لتشاركهما البرنامج. وهنا تبدأ المواقف تتعقّد ويتخلَّلها الكوميديا والغناء. ويوضح سامر حنا: «أحب في أعمالي المسرحية تلوينها بالموسيقى والأغنيات. وأبرر ذلك من باب التعبير وترجمة مشاعر الحزن أو الفرح عند أبطالي. وفي (عالهوى سوا) أدخلت النمط نفسه بأسلوب جديد. فركنت إلى فكرة إجبار المنتج للثنائي الإعلامي على الغناء في فقرات من برنامجهما الصباحي. ويستخدمانها في نشرات الطقس وغيرها. فالمسرحية تتألف بمعظمها من الحوارات المغناة».

فكاهة ومواقف كوميدية لتقديم الأغنيات، هي عناصر فنية مختلفة يركن إليها حنا في مسرحيته. تألق الأغنيات يعود إلى بطلة العمل جوانا طوبيا. فيما الألحان فهي مستعارة من ألحان فربية معروفة، تُقولب لتتلاءم مع النصوص المكتوبة.

يستغرق عرض المسرحية نحو 90 دقيقة ويعلّق سامر حنا: «قد أعمل على تقصيرها أكثر كي لا تتجاوز الـ 75 دقيقة. ولكن مشاهدها سيستمتع بأحداثها، كما سيتزوّد برسائل اجتماعية عديدة».

تتناول المسرحية رسائل اجتماعية وإعلامية (سامر حنا)

قلب سامر حنا الأدوار في قصة تنبع من واقع شخصي. واختار إعلاميين أكاديميين بدل من فنانين مسرحيين. وأبقى على دور المنتج العديم الخبرة ليدير هذه المرة البرنامج وليس مسلسلاً درمياً.

وعن طبيعة الرسائل التي تتضمنها المسرحية يقول سامر حنا في سياق حديثه: «من خلال قصة هذا الثنائي المتزوج أُطلُّ على المشاكل الزوجية وأهمها الطلاق. وفي الوقت عينه أعطيهما الفرصة ليرمِّما علاقتهما. ففي هذا النوع من العلاقات الجديّة لا ينبغي أن نفقد الأمل. وفي نهاية المسرحية نرى الثنائي يتصالحان بعدما أعادت إليهما الذكريات الجميلة مشاعر الحنين تجاه بعضهما بعضاً. كما أسلّط الضوء على أشخاص يتبوأون مراكز مهمّة في عالم الإعلام والإنتاج من باب التوريث، حيث لا يَعنِي إن كانوا جديرين بالمناصب أم لا، بقدر ما يهمّ أن يواصلوا مساراً موروثاً أباً عن جد. هؤلاء يشبهون ما نطلق عليه اليوم (الرايتينغ)، الذي يقاس فقط بارتفاع نسبة المشاهدة أو انخفاضها، بصرف النظر عن طبيعة المحتوى. فمهما بلغت فكرة البرنامج من سطحية أو سخافة، يبقى الأهم ما تحقّقه من أرقام على صعيد المشاهدة».

ويشارك في المسرحية كلّ من ماريا بشارة بدور الفتاة المؤثّرة، وجاد حرب بدور مدير المسرح. وعن حضور عنصر الميوزيكال في الأعمال المسرحية اليوم، يقول المخرج سامر حنّا: «إنها عنصر جذب لهواة المسرح، وبالنسبة إليّ فهي تحافظ على موقعي في مجال المسرح الغنائي، إذ سبق أن قدّمت أعمالاً عدّة من هذا النوع، وأرغب في الاستمرار في الحفاظ على هذه الهوية المسرحية».

“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}

شاركها.
Exit mobile version