عندما زار ماتياس هاس نهر الرون الجليدي في سويسرا لأول مرة قبل 35 عاماً، كان الجليد على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من المكان الذي كان والداه يركنان فيه السيارة. ويقول ماتياس: «عندما وطأت قدمي الجليد لأول مرة… كان هناك شعور خاص بالأبدية»، حسب «بي بي سي» البريطانية. أما اليوم، فأصبح الجليد على بُعد نصف ساعة من مكان انتظار السيارات نفسه، والمشهد مختلف تماماً.
ويتذكر ماتياس قائلاً لـ«بي بي سي»: «في كل مرة أعود فيها، أتذكر كيف كان الحال، وكيف كان يبدو النهر الجليدي عندما كنت طفلاً »، وهو يشغل الآن منصب مدير مراقبة الأنهار الجليدية في سويسرا (GLAMOS)،
ويذكر أن هناك قصصاً مماثلة للعديد من الأنهار الجليدية في جميع أنحاء الكوكب، لأن هذه الأنهار المتجمدة من الجليد تتراجع سريعاً.
في عام 2024، فقدت الأنهار الجليدية الموجودة خارج طبقات الجليد العملاقة في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية 450 مليار طن من الجليد، وفقاً لتقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وهذا يعادل كتلة جليد يبلغ ارتفاعها 7 كيلومترات (4.3 ميل)، وعرضها 7 كيلومترات، وعمقها 7 كيلومترات، مما يكفي من الماء لملء 180 مليون حوض سباحة أولمبي.
ويقول البروفسور بن مارزيون من معهد الجغرافيا في جامعة «بريمن»: «تذوب الأنهار الجليدية في كل مكان في العالم. إنها موجودة في مناخ معادٍ لها الآن بسبب الاحتباس الحراري».
وكشفت قياسات من برنامج «GLAMOS»، هذا الأسبوع، عن أن الأنهار الجليدية السويسرية تعرضت بشكل خاص لضربة قاسية، حيث فقدت ربع جليدها خلال السنوات العشرة الماضية.
ويشرح الدكتور هاس: «من الصعب حقاً استيعاب مدى هذا الذوبان»، لكن الصور، من الفضاء والأرض، تحكي قصتها بوضوح.
تُظهر الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية كيف تغير نهر الرون الجليدي منذ عام 1990، عندما زاره الدكتور هاس لأول مرة، حيث توجد الآن بحيرة في مقدمة النهر الجليدي بعد أن كان يوجد الجليد سابقاً.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}