❖ عواطف بن علي
أكد تقرير بثته شبكة CNN الامريكية المكانة التي أصبحت تتمتع بها دولة قطر كوسيط دولي موثوق به، مشيرا إلى عدد من الوساطات الناجحة التي قادتها قطر في القضايا الكبرى، حيث شهدت السنوات الأخيرة، وساطات قطرية بارزة في أفغانستان والملف الايراني والحرب في غزة وحتى فيما يتعلق بالصراع بين أوكرانيا وروسيا.
وركزت الشبكة الامريكية في تقريرها على الطفرة الثقافية والاجتماعية التي تشهدها الدوحة عبر مجموعة مهمة من المتاحف والمعالم المهمة لكبار الفنانين في العالم.
تطور كبير
وقال التقرير: من المقرر أن مدينة لوسيل الجديدة اللامعة في قطر تشهد تأسيس متحف ومركز للفنون يتميز بتصميم دائري مذهل. ومن المقرر أن يبدأ البناء في وقت لاحق من هذا العام، ويبلغ ارتفاع متحف لوسيل 30 مترا، موزعة على خمسة مستويات. ستبلغ مساحة المبنى 11000 متر مربع على موقع يزيد حجمه عن 10 أضعاف هذا الحجم وسيشمل مناطق للمعارض الفنية ومساحة «مركز أبحاث» للمناقشات حول القضايا العالمية. تقع مدينة لوسيل، التي يطلق عليها اسم «مدينة المستقبل» في قطر، على بعد حوالي 10 أميال شمال العاصمة القطرية الدوحة. بدأ بناء مدينة لوسيل في عام 2006، وتعد المدينة سريعة النمو موطنًا لإحدى ناطحات السحاب الأكثر شهرة في دولة الخليج، أبراج كتارا. واستضاف ملعب لوسيل، أحد التحف المعمارية الأخرى، نهائي كأس العالم لكرة القدم 2022. ومن المتوقع أن تكون المدينة عند اكتمالها قادرة على استيعاب 200 ألف ساكن.
ويقول المهندس المعماري جاك هيرتسوغ إن معظم تصميم المتحف مستوحى من الهندسة المعمارية والثقافة الإسلامية، فضلاً عن البيئة المحيطة. ويوضح أن شكل الهلال، الموجود في جميع أنحاء الثقافة الإسلامية، كان عاملاً رئيسياً عند تصميم المبنى. وفي الداخل، سيرشد «شارع» على شكل هلال الزوار عبر المتحف. يقول هيرزوغ «إنها جزء من الهوية الإسلامية، ولكن أيضًا بطريقة أكثر واقعية، فهي عبارة عن منحنى شارع لا ترى بالضبط أين ينتهي.»
وتابع التقرير: «المؤسس المشارك لشركة الهندسة المعمارية السويسرية هيرتسوغ آند دي ميورون ليس غريباً على تصاميم المتاحف. عملت الشركة سابقًا في متحف M+ في هونغ كونغ ومتحف بيريز للفنون في ميامي، بالإضافة إلى استاد بكين الوطني لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2008 ومتحف تيت مودرن في لندن. ويأمل هيرزوغ أن لا يتناسب هذا المشروع مع أفق مدينة لوسيل فحسب، بل أيضًا مع الرمال والصخور والبحر الذي سيحيط بها. سيتم بناء المتحف على جزيرة المها. وفي ديسمبر الماضي، تم الاحتفال بموقع المتحف بحفل وضع حجر الأساس. كما تم مؤخرًا إصدار تصميمات جديدة للمبنى الذي سيتكون الهيكل من مواد محلية في الغالب. وقال هيرتسوغ «نريد أن نفعل شيئًا لا تحتاج إلى استيراد كل شيء من أجله.. نريد أن نجعل من هذا المبنى مساهمة على المستوى البيئي”.
ومن المقرر أن يحتوي المتحف أيضًا على مساحات خضراء، مع أشجار ونباتات محلية، في حين أن الألواح الشمسية والإدارة الفعالة لاستخدام المياه ستعوض جزئيًا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتقلل من استهلاك المياه. وسيتضمن المبنى قاعات مختلفة للمعارض المنتظمة والأعمال الفنية.