المقاتلة جي 10 الصينية في خدمة سلاح الجو الباكستاني
واشنطن – موقع الشرق
ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، في تقرير اليوم الجمعة، أن الحرب الدائرة بين باكستان والهند سوف تكون أول اختبار حقيقي لقدرات التكنولوجيا العسكرية الصينية في مواجهة نظيرتها الغربية.
وكانت باكستان قد قالت إنها استخدمت طائرات “جي-10” الصينية في إسقاط 5 مقاتلات هندية، من بينها 3 مقاتلات فرنسية متطورة من طراز رافال، خلال معارك جوية يوم الأربعاء، شاركت فيها 125 طائرة وامتدت على مسافة 160 كيلومترًا.
وبحسب الجزيرة، نقل التقرير عن خبراء في باكستان والصين أن طائرات “جي-10” التي نشرها سلاح الجو الباكستاني، اقترنت بصاروخ جو-جو من طراز “بي إل-15″، وهو أكثر الصواريخ جو-جو تطورًا في الصين، ويبلغ مداه ما بين 200 و300 كيلومتر، وتبلغ سرعته 4 أضعاف سرعة الصوت.
وأشار التقرير إلى أن الصين لم تدخل في حروب كبيرة منذ أكثر من 4 عقود، لكنها خصصت موارد ضخمة لتطوير قواتها المسلحة وتزويدها بتكنولوجيا عسكرية متقدمة في ظل قيادة الرئيس الحالي شي جين بينغ.
وذكر التقرير أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، زودت الصين باكستان بنسبة 81% من وارداتها من الأسلحة، طبقًا لبيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ما يعني أن إسلام آباد باتت إلى حد كبير تعتمد في تسليحها على التكنولوجيا الصينية.
وأوضح التقرير أن صادرات الصين من الأسلحة إلى باكستان تتضمن طائرات مقاتلة وصواريخ وأنظمة رادار وأنظمة دفاع جوي، ما يعني أن “هذه الأسلحة سوف تؤدي دورًا حيويًّا في أي مواجهة بين باكستان والهند”، وفق ما نقله التقرير عن خبراء عسكريين.
وأضاف التقرير أن بعض الأسلحة التي تصنعها باكستان “تم تطويرها بالاشتراك مع شركات صينية أو صُنعت بتكنولوجيا وخبرة صينية”.
ونقل التقرير عن كريج سينجلتون، وهو زميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، قوله إن “دعم بكين الطويل الأمد لإسلام آباد من خلال الأجهزة والتدريب وتقنيات الاستهداف باستخدام الذكاء الاصطناعي أدى إلى تغيير التوازن التكتيكي بهدوء”، في إشارة إلى التوازن العسكري بين الهند وباكستان.
وأشار التقرير أن هذا التغيير في التكنولوجيا العسكرية التي تمتلكها باكستان، اعتمادًا على دعم الصين، يُبرز النفوذ الصيني المتصاعد في المنطقة الذي يمثل تحديًا كبيرًا للنفوذ الأمريكي.
اختلاف مصادر السلاح
وخاضت الهند وباكستان ثلاثة حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، منها حربان للسيطرة على إقليم كشمير، وحظيت باكستان بعد استقلالها لسنوات طويلة بدعم الولايات المتحدة، في حين قدَّم الاتحاد السوفيتي سابقًا الدعم للهند.
لكن الأوضاع تغيرت في السنوات الأخيرة، إذ اعتمدت الهند بشكل متزايد على واردات السلاح من الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا، في حين قللت اعتمادها على السلاح الروسي.
وعلى الجانب الآخر، عززت باكستان علاقاتها مع الصين، لتصبح “شريكها الاستراتيجي الدائم” ومشاركًا رئيسيًّا في “مبادرة الحزام والطريق”، وهو مشروع هائل للبنية التحتية يشمل دولًا عدة أطلقه الزعيم الصيني، كما قللت من مشترياتها من السلاح الأمريكي، واعتمدت بشكل متزايد على السلاح الصيني.
وكانت الصين قد سلَّمت طائرات “جي-10” إلى باكستان في عام 2022، وتُعَد حاليًّا أكثر المقاتلات تطورًا بحوزة الجيش الباكستاني.
وأدى الاهتمام بالسلاح الصيني خاصة المقاتلات إلى أرتفاع أسهم الشركة المصنعة لطائرة جي-10 ارتفاعًا حادًّا بنسبة 20% يوم الخميس، بعد ارتفاعها بنسبة 17% يوم الأربعاء، وهو أكبر ارتفاع لها في يومين منذ أكثر من عامين، وفقًا لموقع بلومبيرغ.
واحتفى ناشطون على منصة “ويبو” الصينية بنجاح المقاتلات الصينية في إسقاط طائرات رافال الفرنسية، ورآه بعض المستخدمين الصينيين دليلًا على القوة العسكرية للبلاد.
وأشار ناشطون صينيون إلى أن نجاح المقاتلات الصينية في إثبات قدراتها خلال الحرب الدائرة بين باكستان والهند سوف يزيد من الطلب عليها.