من جبل قارة في الأحساء شرق السعودية، إلى قلب نجد، مروراً بحائل، تنطلق مبادرة «عام الشعر العربي»، الذي اختارته السعودية اسماً لهذا العام، رحلات استكشافية لمواطن 4 من أشهر شعراء العرب، وخوض تجارب فريدة لاكتشاف البيئة التي عاشوا وسطها، والظروف التي رعت ولادة نبوغهم الشعري وتأثيرهم في التاريخ العربي.
رحلات سياحية واستكشافية في مناطق سعودية مختلفة، لتأمل البيئات الجغرافية والطبيعية التي احتضنت حاتم الطائي، وامرأ القيس، وطرفة بن العبد، وقيس بن الملوح، حيث يتيح جناح «عام الشعر العربي» الذي يشارك في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة، والتجول في الفضاء الجغرافي والبيئي الذي احتضن مواقفهم وقصصهم التي حفرت في الذاكرة العربية شعراً خالداً ومتداولاً حتى اليوم.
وفي الجناح، يقف بعض زوار المعرض من دول عربية، للاستفادة من هذه الفرصة الثمينة للتعرف على مسقط رأس شعراء عرب، طالما تعرفوا عليهم من خلال الورق، والقصائد التي أبقت قصصهم محفوظة في السطور، وتضاريس البلدات التي كانت مسرحاً لحياتهم، فيما تلوح فرصة مواتية لتأمل تلك الأماكن، واستعادة عبق الذكريات، وربط المشاهدة البصرية بما احتفظت به الذاكرة الشعرية.
رحلات استثنائية مع شعراء العربية
تأخذ الرحلة الاستثنائية مع امرئ القيس، المنضمين إليها في جولة تاريخية مع أحداث من حياته ومغامراته، ورحلة مليئة بالمحطات الممتعة والتجارب المدهشة، لاستكشاف تاريخ الشاعر امرئ القيس من قلب مسقط رأسه، والحكايات والمواقف التي عاصرها الشاعر، وتخللتها تجارب ومحطات مختلفة، فيها كثير من التأمل والتفكير العميق.
وفي منطقة حائل، يستمتع الزائر برحلة عن أكرم العرب حاتم الطائي، إحدى أبرز الشخصيات في الأدب والتراث العربي، الذي جسدت أشعاره القيم الثقافية والإنسانية، وكرمه الذي أبقى ذكره حياً حتى اليوم، شاهداً على عطائه، ومضرب مثل في الشجاعة والمروءة، وتتضمن الرحلة مغامرة في ربوع الطبيعة، وتحديات وتجارب فريدة في جبال آجا الشاهقة ومنازل حاتم الطائي العتيقة، ومحطات للأماكن التي عاش فيها الشاعر، وتجارب تعكس كرم العرب لضيوفهم.
وفي رحلة إلى الأحساء، يستكشف المشاركون عالم الشاعر الكبير طرفة بن العبد، الذي غزا قلوب العرب بقصائده الرائعة، وتلقي الرحلة الضوء على حياته وإرثه الأدبي وقصائده التي تعبر عن الحب وجمال الطبيعة، حول جبل قارة حيث التنوع الثقافي والتاريخي الذي تحمله بين طياته.
وفي رحلة قيس بن الملوح، الشخصية الأدبية الشهيرة والمرتبطة بأساطير الحب في الأدب العربي، يخوض المشارك تفاصيل رحلة سحرية في الرياض، تأخذه لاستكشاف جمال النجوم اللامعة في السماء، التي طالما اتخذها الشعراء والأدباء مصدر إلهام في قصائدهم وأعمالهم الأدبية، كما تشهد الرحلة إطلالة على الصخور حيث النهاية المأساوية التي عاشها الشاعر، عندما شهدت تلك الصخور ملحمة حب قيس بن الملوح وليلى العامرية.
عام للاحتفاء بديوان العرب
يأتي الجناح ضمن مبادرات «عام الشعر العربي»، الذي أطلقته وزارة الثقافة اسماً لهذا العام 2023، تعزيزاً لمكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، وتحتفي من خلاله بالدور الحضاري والقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية، وتعزز من جانب آخر دور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي.
وصدرت موافقة مجلس الوزراء السعودي، الذي عُقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مطلع العام الحالي، على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»، تعميقاً للاعتزاز بالتراث والإبداع وتأصيلاً لدور الجزيرة العربية وطناً لثقافة العرب وإنجازهم الحضاري.
ويستمر الجناح في استقبال زوار معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة من 28 سبتمبر (أيلول) إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) في حرم جامعة الملك سعود، وقد بدأ البعض في الانضمام إلى هذه الفرصة الفريدة، والالتحاق برحلة في ربوع المدن السعودية، التي كانت مسقط رأس نخبة من أشهر شعراء الأدب العربي.