رئيس مجلس الشورى خلال الاجتماع الـ19 لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون
المنامة – قنا
أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، إيمان دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله ورعاه”، بأنّ التلاحم الخليجي يشكّل ركيزةً أساسية لصون أمن المنطقة واستقرارها وتعزيزا للتعاون بما يحقق الازدهار لشعوبها.
وأبرز سعادته، في كلمته خلال الاجتماع التاسع عشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عُقد اليوم في مملكة البحرين الشقيقة، أن ما يجمع دول مجلس التعاون من روابط أخوية راسخة يتجاوز حدود الجغرافيا والمصالح الآنية، ويمتد بجذوره إلى علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية متجذّرة، تجعل من وحدة المصير والمصلحة المشتركة حقيقةً لا شعارًا، مشددا على أن المجالس التشريعية الخليجية أثبتت من خلال اجتماعاتها الدورية وتنسيقها المستمر أنها تمثل صوتًا معبّرًا عن هذا التلاحم الخليجي، بالإضافة لدعمها الثابت للسياسات والمواقف الخليجية الموحدة إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار سعادته، إلى أن استمرار انعقاد الاجتماعات الخليجية يعكس الإدراك المشترك لأهمية التنسيق البرلماني، وضرورة توحيد المواقف تجاه القضايا الكبرى التي تمس أمن واستقرار المنطقة والعالم، مؤكدًا أن التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية المتزايدة تجعل من العمل البرلماني المشترك ضرورةً لا خيارًا، وتضاعف المسؤولية في الدفاع عن مصالح دول المجلس وشعوبها، وترسيخ صورة التعاون الخليجي الموحّد في مختلف المنابر الدولية.
وتناول سعادة رئيس مجلس الشورى، في كلمته، “إعلان الدوحة” الصادر عن القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي استضافتها دولة قطر خلال نوفمبر الجاري، منوها إلى إطلاقه نداءً دوليا لتحقيق تنمية أكثر عدلاً واستدامة، تقوم على القضاء على الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية، ومؤكدًا أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب دورًا فاعلًا للمجالس التشريعية في دعم السياسات التي تعزز التنمية الإنسانية وتتابع تنفيذ الالتزامات الدولية، بما يجسد شراكةً حقيقية بين البرلمانات والحكومات في خدمة الإنسان وتعزيز رفاهيته.
وفي الشأن الإقليمي، شدد سعادته على أن الأمن الخليجي كلٌ لا يتجزأ، وأن أمن أي دولة من دول المجلس هو أمن للجميع، معرجا في السياق ذاته إلى الأوضاع المأساوية التي يشهدها قطاع غزة، وأكد على الموقف المبدئي والثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق ورفض الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الأبرياء، لما تمثله من انتهاكٍ صارخٍ لكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية.
ونوّه سعادته، في هذا السياق، بالمواقف المشرفة لدول مجلس التعاون في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني في غزة، معربًا عن الشكر والامتنان لمواقف التضامن الأخوي التي عبّر عنها الأشقاء في دول المجلس تجاه دولة قطر إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أراضيها، إذ يجسد هذا التضامن عمق التلاحم الخليجي ووحدة الموقف والمصير.
وأكد سعادة رئيس مجلس الشورى، في كلمته أيضا، حاجة المرحلة الراهنة إلى تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية الخليجية، وتعزيز الحوار والتنسيق مع المجالس التشريعية العربية والإسلامية لبلورة رؤية موحدة، تعبّر عن المواقف الجماعية، وتدعم أهداف دول المجلس في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، معتبرا أن قوة الموقف الخليجي في المحافل الدولية تنبع من وحدة الصف والقدرة على تقديم خطاب متسق يعكس تطلعات الشعوب ويدافع عن القيم المشتركة.
وكان سعادته، قد استهل كلمته بالتعبير عن خالص الشكر والتقدير لمجلس النواب في مملكة البحرين الشقيقة على كرم الضيافة وحسن التنظيم، متمنياً له التوفيق والسداد في رئاسة الدورة الحالية، وتحقيق ما تصبو إليه المجالس التشريعية من تعزيزٍ للتعاون الخليجي المشترك.
وتوجّه سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى بالشكر والتقدير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ممثلةً في المجلس الوطني الاتحادي، على ما بذلته من جهودٍ متميزة خلال فترة رئاستها للدورة الماضية، وما حققته من مبادراتٍ نوعيةٍ أسهمت في تعزيز العمل البرلماني الخليجي وتوحيد المواقف في المحافل الإقليمية والدولية، مشيداً في الوقت ذاته بجهود الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لما تبذله من عملٍ حثيثٍ في دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك وتطوير آليات التعاون بين مؤسسات المجلس.

