الدوحة – قنا
أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن الهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعد تصعيدا غير محسوب، ويحمل تداعيات وآثارا سلبية جدا على منظومة الأمن الإقليمي، التي لا تتحمل المزيد من التصعيد والأزمات.
وقال الأنصاري خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية:” إن دولة قطر عبّرت عن قلقها إزاء هذا التصعيد الذي نعتبره حلقة جديدة في مسلسل تصعيد مستمر، في ظل سعي جميع دول المنطقة لخفض التصعيد في مختلف الملفات، إلا أن هناك لاعبًا واحدا بالمنطقة يصر على أن يكون مصدر التصعيد، ويصر كذلك على أن تفشل جميع جهود إحلال السلام في المنطقة”.
وأضاف:” نستنكر بشكل كبير جدا هذا الاستهداف غير المحسوب للمنشآت النووية ولمنشآت الطاقة في المنطقة، حيث سيكون لهذه الخطوة غير المحسوبة تبعات وتأثيرات كبيرة جدًا على أسواق الطاقة العالمية والأمن الإقليمي بشكل عام، وخاصة ما يتعلق بمياه الخليج التي نعتمد عليها ليس فقط كمصدر للمياه في المنطقة، ولكن كمصدر للطاقة العالمية”.
وتابع أن “دول المنطقة كانت منخرطة في دعم جهود التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت تسير هذه الجهود باتجاه دبلوماسي إيجابي لأول مرة منذ أكثر من سبع سنوات”، لافتًا إلى أن دولة قطر تعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية لعودة التفاوض ووقف التصعيد، بهدف الوصول إلى تهدئة تحفظ هذه المنطقة من الوقوع في شرّ حرب إقليمية لا يمكن توقع نتائجها.
وأوضح الأنصاري أن قرابة الـ30 بالمئة من الصادرات العالمية من النفط والأسمدة، و25 بالمئة من الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي، تصدر من خلال هذه المنطقة وعبر مضيق هرمز.
وأعرب عن ثقة دولة قطر بمنظومتها الاقتصادية، خاصة وأن الأمور مستقرة بشكل كبير جدًا، لافتًا إلى أن وزارة البيئة والتغير المناخي أعلنت يوم أمس أنها لم ترصد وجود أي تلوث في المياه، قائلًا بهذا الصدد:” إننا مطمئنون بشأن ذلك، ونراقب الوضع بشكل يومي للتأكد من سلامة المياه، وليس لدينا مؤشرات عن وجود أي خطر على المياه حاليًا، والحركة طبيعية كذلك في مضيق هرمز، وصادرات وإمدادات الطاقة التي تخرج من المنطقة في وضعها الطبيعي”.
وحول وجود خطط للطوارئ، نوه مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن دولة قطر لديها خطط طوارئ لكل السيناريوهات المحتملة في المنطقة، سواء على قطاع الطاقة أو على أمن المواطنين، مشيرًا إلى أن دولة قطر أثبتت في مختلف الأزمات الإقليمية جاهزيتها وقدرتها على الصمود في مواجهة أي أزمة.
وبيّن أن الوضع حتى الآن لا يزال مستقرًا بالنسبة لقطاع الطاقة والملاحة في مضيق هرمز، إلا أنه لا بد من التحذير من أن استمرار هذا التصعيد يمكن أن ينتج عنه خطوات غير محسوبة.
وأكد أن الاتصالات القطرية مستمرة بشكل يومي مع مختلف الأصدقاء والشركاء داخل المنطقة وخارجها لإنهاء هذه الأزمة، كما تتواصل دولة قطر مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر، والوصول إلى سيناريو ينهي هذا التصعيد الخطير.
وأوضح أن التحدي الأكبر يتمثل حاليًا في التصعيد الذي تشهده المنطقة بوجه عام، مبينًا أنه في حال لم يتم إيقاف حالة التصعيد، يمكن أن نرى تداعيات أكثر سلبية، لذلك يجب السعي لنزع فتيل أي أزمة يمكن أن تطرأ في المستقبل.
وندد الأنصاري بالاستهداف الإسرائيلي لحقل “بارس” في الجانب الإيراني، قائلًا بهذا السياق:” إن الشركات العاملة في هذه الحقول هي شركات دولية، وتضم عاملين من مختلف الجنسيات، فهناك وجود عالمي بالخليج، وخاصة في حقل الشمال بالنسبة لدولة قطر، وبالرغم من أن الوضع آمن بالنسبة لنا في قطر، حيث تسير إمدادات الغاز بشكل طبيعي وكما هو متوقع، إلا أن الاستهداف غير المحسوب للحقل بجزئه الإيراني يمثل قلقًا للجميع في المنطقة حول إمدادات الطاقة العالمية بوجه عام”.
وبالنسبة لقطاع غزة، أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن الجهود القطرية لا تزال مستمرة في إطار الوساطة لوقف إطلاق النار.
وقال: “إن أي تصعيد يحدث على الأرض، بما في ذلك التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، يؤخر الكثير من جهود تحقيق أي انفراجات في كل الملفات الإقليمية، وعلى رأسها ملف غزة”.
وأضاف أن “الوضع الإنساني في قطاع غزة يستمر في التدهور، وهذا ما حذرنا منه منذ بداية مارس الماضي”، معربا عن قلقه البالغ إزاء الاستهداف الممنهج لطالبي المساعدات في غزة.
وأشار إلى أن استهداف طالبي المساعدات، ومقتل العشرات منهم يوميا، يعد دليلا على أنه ليس هناك سبيل لحل الوضع الإنساني في غزة إلا عبر الدخول غير المشروط للمساعدات إلى القطاع، وتمكين المؤسسات الدولية من تقديم المساعدات، قائلًا بهذا الصدد:” كل الأعذار التي وضعت أمام هذا الأمر هي أوضاع واهية ولا تصمد أمام صخرة الواقع”.
من ناحية أخرى، تطرق الأنصاري إلى اتصالات معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مبيناً أن معاليه أجرى عددا كبيرا من الاتصالات منذ يوم الجمعة الماضي وحتى يوم أمس الإثنين، مع نظرائه وأقرانه، ومنهم؛ سعادة الدكتور عباس عراقجي وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ أعرب معاليه عن تعازي دولة قطر لذوي الضحايا، والتأكيد على العمل مع شركائنا على المستويين الإقليمي والدولي لوقف العدوان على إيران بشكل عاجل، وتجنيب المنطقة تداعياته الكارثية على أمنها وسلامتها واستقرارها.
ولفت إلى أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قد تبادل مجموعة من الاتصالات مع كل من؛ سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وسعادة الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وسعادة الدكتور أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وسعادة السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية في سلطنة عمان الشقيقة، وسعادة السيد ديفيد لامي، وزير الخارجية بالمملكة المتحدة، وسعادة السيد خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في مملكة إسبانيا، وسعادة السيد أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي بالجمهورية الإيطالية، وسعادة السيدة أنيتا أناند، وزيرة الخارجية بكندا، وسعادة السيد جورجيوس جيرابيتريتيس، وزير الخارجية بالجمهورية اليونانية.
ونوه إلى أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد أعرب خلال هذه الاتصالات، عن استنكار دولة قطر للانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة، والتي تقوض جهود تحقيق السلام، كما شدد معاليه على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وحل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية.
وأشار مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إلى أنه في يوم السبت الماضي، استقبل معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سعادة السيد يوهان فاديفول، وزير الخارجية بجمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث جرى مناقشة آخر المستجدات في المنطقة، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وعلى صعيد متصل، بين أن سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، قد أجرى اتصالا هاتفيا اليوم، مع سعادة السيد رافاييل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث جرى مناقشة آخر التطورات المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسبل تعزيز أمن المنشآت النووية.
وأوضح أن سعادته لفت خلال الاتصال، إلى أن استهداف المنشآت النووية يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، مؤكداً سعادته على أن دولة قطر تبذل جهودًا حثيثة مع شركائها للعودة إلى مسار الحوار وتوطيد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وأشار الأنصاري، إلى أن يوم الخميس الماضي، قد شهد انطلاق أعمال الحوار الاستراتيجي القطري الفرنسي الثالث بين البلدين، والذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس، حيث ترأس معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد جان نويل بارو، وزير أوروبا والشؤون الخارجية بالجمهورية الفرنسية، الحوار الاستراتيجي السنوي الثالث بين البلدين.
ونوه بأن من أهم مخرجات هذا الحوار؛ الترحيب بانعقاده، واستعراض التقدم المهم الذي تم إحرازه منذ زيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى فرنسا في فبراير من العام الماضي، والتي أسفرت عن مبادرات تعاون جديدة في مختلف المجالات، كما أكد البلدان نيتهما الاستمرار في توسيع الشراكات الاستراتيجية في العديد من الملفات الرئيسية.
وأوضح أنه على هامش أعمال الحوار الاستراتيجي، استعرض معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع نظيره الفرنسي، علاقات التعاون وسبل دعمها وتعزيزها، وكذلك مستجدات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها التحديات الكبيرة التي يشهدها ملف قطاع غزة.
ولفت الأنصاري إلى أن سعادة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي، قد اجتمعت اليوم، مع سعادة السيد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”، حيث جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون بين دولة قطر والوكالة وسبل دعمها وتعزيزها.
وأشار إلى أن سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي، قد اجتمعت أمس الإثنين، مع سعادة السيد تاسوس خادزيفاسيليو، نائب وزير الخارجية في الجمهورية اليونانية.