قمة إرثنا تجمع قادة وخبراء من 100 دولة غداً..
حوار : جابر الحرمي – حسن حاموش – وفاء زايد – تصـوير: عمرو دياب – وأحمد بركات
■ قادة الاستدامة يناقشون التغير المناخي والتنوع البيولوجي والعمران المستدام
■ قطر قطعت شوطاً كبيراً في مجال الاستدامة والتنمية
■ مشاريع المونديال ساهمت بتسريع عجلة التنمية والتحول نحو الاستدامة
■ القمة تستضيف مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والمعمار المدني
■ أربعة فائزين بجائزة “إرثنا” من 400 مشارك من دول العالم
■ قيمة الجائزة مليون دولار توزع بالتساوي على أربعة فائزين
■ جلسة لدول الخليج تناقش مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
■ نسعى لبناء القدرات لطلبة الجامعات والشباب لمواكبة برامج الاستدامة
■ قرية «إرثنا» تستضيف معارض تفاعلية وفعاليات حول الاستدامة والابتكار
■ متحدثون عالميون حول قيادة المرأة للاستدامة ودورها من منظور عالمي
■ شراكات عالمية أبرزها مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي
■ “إرثنا” منصة للاستدامة لتكوين سياسات ومبادرات محلية وعالمية
■ مشيرب أبرز مشاريع الاستدامة الصديقة للبيئة وفقاً للمعايير العالمية
■ انطلقنا إلى العالم وهناك ترابط مع مراكز العلوم بأفريقيا وأوروبا
■ نسير في الاتجاه الصحيح لخفض الكربون وفق المعايير العالمية
■ QNB شريك لوجستي في الحوار الوطني الذي ينظمه مركز “إرثنا”
■ الورقة البيضاء عمل بحثي ورؤية مستقبلية تقدم في الحوار الوطني
■ مؤتمر الشبكة الدولية يناقش التنمية الحضرية من خلال العمارة التقليدية
■ تعاون بين دول الخليج بخصوص العدالة والتوازن بين تصدير الطاقة
■ شراكة إستراتيجية مع وزارة البيئة في مشاريع وفعاليات “إرثنا”
تستضيف الدوحة غدا قمة إرثنا في نسختها الثانية تحت شعار «بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية». وتجمع نخبة من قادة الاستدامة، وصنّاع التغيير، والخبراء من 100 دولة بحضور ألف مشارك ويتحدث خلالها من 75 متحدثًا حول قضايا عالمية محورية تشمل: التنوع البيولوجي والتخطيط العُمراني المستدام وتمويل المناخ ودور المعرفة التقليدية في تشكيل المستقبل، وترتبط أيضاً بالأقاليم المشابهة الحارة والجافة وتتناول الأمن الغذائي والبيئة والمياه. وبهذه المناسبة حاورت صحيفة الشرق الدكتور سعود بن خليفة آل ثاني مدير التغيّر المناخي وإدارة الكربون في «إرثنا»، حيث اكد أهمية النسخة الثانية من القمة التي يشارك فيها مجموعة من صناع السياسات العالميين وقادة الفكر والأكاديميين وممثلي شركات مختلفة لمعالجة التحديات البيئية، فيما ستسلط القمة الضوء على التزام دولة قطر بتعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة من خلال دمج التراث الثقافي والنظم البيئية مع الحلول الحديثة.
وأشار الدكتور سعود إلى ان القمة ستشهد اعلان الفائزين بجائزة ارثنا وهي جائزة عالمية. وتتعاون مع مؤسسة الملك تشارلز ببريطانيا وركزت على المحور الأساسي لإرثنا وهي المناطق الحارة والجافة وتتضمن 4 محاور تشمل الأمن الغذائي والموارد المائية والعمران المستدام والإدارة المستدامة للأراضي ولدينا رؤية مستقبلية للتوسع في تلك المحاور.
وقال إن اللجنة التحكيمية للجائزة اختارت 12 مرشحاً من أصل 400 مشروع متقدم من أكثر من 100 دولة.على ان يتم اعلان أربعة فائزين بالجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار توزع بالتساوي على الفائزين.
وتستضيف قمة ارثنا مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والفن المعماري والمدني (INTBAU) – قطر وهي شبكة عالمية تضم أكثر من عشرة آلاف عضو و42 فرعاً في مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى تعزيز العمارة والحِرَف التقليدية والتخطيط العمراني المتجذر في السياقات المحلية. ويناقش المؤتمر موضوع إعادة التفكير في التنمية الحضرية من خلال العمارة التقليدية، وتُعد الشبكة الدولية لعمارة الموروث والبناء والتخطيط الحضري (INTBAU).
وأوضح الدكتور سعود ان متحدثين عالميين يشاركون بجلسات القمة ومنها جلسات حول قيادة المرأة للاستدامة ودورها من منظور عالمي وكيفية تحقيق أهدافها. فيما ستتناول الجلسات مواضيع الخصوصية المكانية، والمقياس الإنساني، والكفاءة في استخدام الموارد، بوصفها حلولا فعالة للتحديات العمرانية المعاصرة. وأشار الدكتور سعود الى جلسة مخصصة لشخصيات من دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الذكاء الاصطناعي وكيفية المساهمة في تطبيقها وقال ان نتائج الطاولة المستديرة سينتج عنها ورقة بيضاء ستسهم في تطوير البيئات الخليجية.
وتحدث الدكتور سعود عن أهمية الشراكات في عمل مركز ارثنا وقال: لدينا شراكات محلية ابرزها شراكة استراتيجية مع وزارة البيئة الى جانب شراكات مع بنك قطر الوطني ومجلس قطر للبحوث والابتكار بالإضافة الى شراكات عالمية تشمل برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي.
وأكد مدير التغير المناخي في مركز ارثنا وجود تجاوب كبير من القطاعين العام والخاص في مجال التحول نحو الاستدامة لافتا الى ان قطر رائدة في مشاريع الاستدامة معتبرا ان مشيرب ابرز مشاريع الاستدامة وفقا للمعايير العالمية مشيرا الى ان قطر قطعت شوطا كبيرا في التحول نحو الاستدامة.
– ما طبيعة مركز إرثنا حيث يتبادر للبعض أنه مركز يتناول قضايا اجتماعية فيما يختلف مضمونه؟
أشكر “الشرق” ووسائلها الإعلامية المتجددة عبر المنصات الرقمية.
بداية، “إرثنا” مركز غير ربحي متخصص في بحوث السياسات المعنية بالاستدامة ودعم القضايا المرتبطة بها. ويهدف المركز، الذي أسسته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إلى تقديم رؤية شاملة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً. ويركز “إرثنا” على دعم طموحات دولة قطر الرامية إلى تعزيز الاستدامة من خلال التأثير في رسم السياسات المتعلقة بها على المستويين المحلي والدولي.
يضم “إرثنا” نخبة من الخبراء والباحثين وصناع السياسات ومتخذي القرارات، إلى جانب ممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات متعددة الجنسيات والمجتمع المدني. ويتعاون المركز مع العديد من المؤسسات الدولية الرائدة بهدف تعزيز جهود الاستدامة في دولة قطر بصورة شاملة.
يحمل اسم المركز – بالعربية والإنجليزية – مدلولاً يرتبط بطبيعة عملنا، إذ يشير بالعربية إلى الغاية التي تسعى الاستدامة لتحقيقها، وهي صناعة إرث يتصالح فيه الإنسان مع كوكبه من أجل بناء مستقبل تنعم فيه قطر والعالم أجمع بالرخاء والازدهار. أما الاسم بالإنجليزية “Earthna” فيشير إلى الوظيفة الأساسية لـ “الأرض الأم”؛ ألا وهي توفير مقومات الحياة للبشر.
ومن أجل بناء المستقبل فإننا بحاجة للنظر إلى الماضي وهناك علوم زاخرة في مجالات مختلفة هي الطاقة والأمن الغذائي وهذا دور مركز إرثنا كمنصة داخل دولة قطر للتواصل مع جهات خارج الدولة في المناطق الحارة والجافة والتعاون معها في تكوين سياسات ومبادرات محلية وعالمية وهو صوت من داخل قطر لينطلق خارج قطر.
• المدينة التعليمية موطن التجارب
– إلى أي مدى تمكنتم من تحقيق الأهداف المنشودة لمركز إرثنا؟
المركز كان نشطاً على المستويين المحلي والعالمي، وأولى الخطوات كانت إيصال الصوت إلى تلك الجهات، وزرنا جهات عدة داخل الدولة سواء قطاعات حكومية أو خاصة وأكاديمية ولم نكتف داخل قطر إنما انطقلنا إلى العالم وهناك ترابط مع مراكز العلوم بأفريقيا وأوروبا.
ولدينا الحوار الوطني الذي يعكس دور الدولة سواء المبادرات المحلية أو الخارجية وكونا بعض العلاقات طويلة الأمد مع جهات عدة للتعاون معها في مشاريع متنوعة، وداخل مؤسسة قطر فإن المدينة التعليمية هي أرض حية للتجارب سواء في الاستدامة أو الأمن الغذائي أو المياه ومدى ارتباطه بالجانب الحضري والاجتماعي.
وهناك رؤية متكاملة للدور الذي يجب أن تقوم به ولم تكتفِ بوضع السياسات إنما انطلقت إلى مجالات تطبيقية محلية وعالمية.
• تطبيق البرامج
– هل مؤسسة قطر نموذج لتطبيق الاستدامة في مشاريع مختلفة؟
بالتأكيد فإن مؤسسة قطر بحد ذاتها لديها مجموعة من الجهات الفاعلة مثل مشيرب وغيرها تحت مظلة مؤسسة قطر، ودورنا كمركز نركز على المؤسسة بحد ذاتها كقطعة معمارية وهي تحفة داخل قطر إنما بداخلها محتوى له دوره في الاستدامة والتغير المناخي ومن هنا فإننا نطبق تلك البرامج على المؤسسة أولاً.
• التواصل مع الجهات الخارجية
– كيف استطاع المركز أن يكون له حضور وعلاقات مع العالم الخارجي؟
المركز على تواصل مستمر ووثيق مع كل الجهات فمثلاً الحوار الوطني في 2023 تواصلنا مع السفارة الفرنسية واتجهنا للقطاع الخاص وتواصلنا مع القطاعين الحكومي والخاص في ألمانيا وأيضاً دول مجلس التعاون الخليجي لأن مثل هذه الفعاليات وغيرها تفتح المجال بصورة سريعة جداً للتواصل مع تلك الجهات وليس المشاركة في مثل هذه الحوارات إنما لتبادل الخبرات ووضع التعاون بين الجهات الداخلية والخارجية محلياً وخارجياً.
وتم التواصل أيضاً مع القطاع الخاص في الحوارات الوطنية مثل بنك قطر الوطني كشريك لوجستي وشركة DHL وعلاقات أخرى مع شركات وطنية. وهي حلقة الوصل لمبادرات جديدة.
• قمة الإرث والاستدامة
– حدثنا عن الحوار الوطني في نسخته الخامسة وأيضاً قمة إرثنا؟
تنطلق قمة إرثنا في 22 الجاري في نسختها الثانية لهذا العام تحت شعار “بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية”. وتجمع نخبة من قادة الاستدامة، وصناع التغيير، والخبراء من أكثر من 100 دولة. ويشهد الحدث مشاركة أكثر من 75 متحدثًا في جلسات متنوعة تتناول قضايا عالمية محورية مثل: التنوع البيولوجي والتخطيط العمراني المستدام وتمويل المناخ ودور المعرفة التقليدية في تشكيل المستقبل، وترتبط أيضاً بالأقاليم المشابهة الحارة والجافة وتتناول الأمن الغذائي والبيئة والمياه.
يشارك في النسخة الثانية من القمة، التي تتضمن جلسات حوارية وورش عمل تفاعلية متعددة، مجموعة من صناع السياسات العالميين، وقادة الفكر والأكاديميين، وممثلي شركات مختلفة لمعالجة التحديات البيئية، فيما ستسلط القمة الضوء على التزام دولة قطر بتعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة من خلال دمج التراث الثقافي والنظم البيئية مع الحلول الحديثة.
وخلال القمة سيتم إعلان الفائزين بجائزة إرثنا وهي جائزة عالمية ومجموعة من الطاولات المستديرة والجلسات كجزء محوري من القمة، تستضيف ساحة براحة مشيرب فعاليات قرية إرثنا، التي تتضمن برامج تفاعلية تشمل: جلسات الأغورا ومعارض تفاعلية وفعاليات ثقافية تسلط الضوء على التقاء الاستدامة بالتراث والابتكار.
كما تستضيف القمة مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والفن المعماري والمدني (INTBAU) – قطر وهي شبكة عالمية تضم أكثر من عشرة آلاف عضو و42 فرعاً في مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى تعزيز العمارة والحِرف التقليدية والتخطيط العمراني المتجذر في السياقات المحلية. ويناقش المؤتمر موضوع إعادة التفكير في التنمية الحضرية من خلال العمارة التقليدية، وتُعد الشبكة الدولية لعمارة الموروث والبناء والتخطيط الحضري (INTBAU).
فيما ستتناول الجلسات مواضيع الخصوصية المكانية، والمقياس الإنساني، والكفاءة في استخدام الموارد، بوصفها حلولا فعالة للتحديات العمرانية المعاصرة.
ومن أبرز الشخصيات المشاركة في قمة إرثنا متحدثون عالميون ومنها جلسات حول قيادة المرأة للاستدامة ودورها من منظور عالمي وكيفية تحقيق أهدافها.
ولدينا جلسة مستديرة مهمة بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي وربطها بعلوم جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وكيفية المساهمة في تطبيقها وشخصيات مرموقة أخرى ونتائج الطاولة المستديرة سينتج عنها ورقة بيضاء ستسهم في تطوير البيئات الخليجية.
• جائزة إرثنا العالمية
– ماذا يعني وجود جائزة لإرثنا وما أهمية إعلانها خلال قمة إرثنا العالمية؟
إيماناً من مركز “إرثنا” بدور الموروث الثقافي في تحقيق الاستدامة وتجسيداً لهذه الرؤية أطلقنا “جائزة إرثنا” تكريماً ودعماً للمشاريع والأفراد والأنظمة التي تهتم بالمحافظة على الموروث الثقافي واستلهامه في ابتكار حلول للتحديات البيئية المعاصرة.
ووقع الاختيار على 12 مرشحاً من أصل 400 مشروع متقدم من أكثر من 100 دولة. وسيتم الإعلان عن الفائزين الأربعة في قمة “إرثنا”، المقرر انعقادها يومي 22 و23 إبريل 2025 في الدوحة. وسيتسنى للفائزين الأربعة استخدام الجائزة البالغ مجموعها مليون دولار أمريكي في تعزيز استمرارية وتوسع نطاق عملهم.
وتهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على الجهود العالمية التي تشجع على الاستفادة من الممارسات البيئية التقليدية في التصدي للمشكلات العصرية المتعلقة بالاستدامة، وتسهم في بناء مجتمعات أكثر مرونة وقدرة على مواجهة التحديات البيئية.
والجائزة ليست محلية بل هي ذات طابع عالمي وتتعاون الجائزة مع مؤسسة الملك تشارلز ببريطانيا وركزت على المحور الأساسي لإرثنا وهي المناطق الحارة والجافة وتتضمن 4 محاور تشمل الأمن الغذائي والموارد المائية والعمران المستدام والإدارة المستدامة للأراضي ولدينا رؤية مستقبلية للتوسع في تلك المحاور.
• التفاعل مع الاستدامة
– الاستدامة ركيزة أساسية في قطر وأنتم في هذا المجال كيف وجدتهم تجاوب القطاعين العام والخاص مع الدعوة للتحول إلى الاستدامة؟
بالتأكيد وجدنا تجاوباً كبيراً في القطاع الحكومي الذي يعمل على تنمية القوانين وتحديثها والإرشادات والقطاع الخاص يعتمد على طموحاته ومدى تطبيق مبادئ الاستدامة وهناك قطاعات نشطة مثل قطاع الطاقة والمالي والسياحي والتي لها ارتباطات خارجية وكلها تعمل أن تكون مطابقة لها ودورها مع جهات خارجية وإذا كنا نبحث عن الريادة فلابد أن نبحث عن الطموح وعن تطبيق أسس الاستدامة فهناك مبادئ يجب تطبيقها في 2030 ودافع حقيقي لدى القطاع الخاص لمواكبة ذلك وهي شرط أساسي علنياً للتماشي مع الاستدامة.
• مواكبة الرؤية العالمية
– ما مبادرات القطاع الخاص في مواكبة الرؤية العالمية للاستدامة؟
نحن جزء من هذا العالم فلابد أن يواكب الرؤية العالمية من خلال مناقشات ومشاورات ونسعى أيضاً لبناء القدرات ويشتمل على مشاركات كبيرة من طلاب الجامعات لتدريب الشباب على المناقشات وبناء لبنة سليمة من خلال البرامج.
• تعاون مع الشباب والوزارات
– هناك صراع بين ما تمليه الدول الغربية من اشتراطات تفرضها على العالم الثالث بطريقة مجحفة وفيها نوع من الإجحاف؟
لدينا تعاون داخل الدولة مع كل الوزارات بالإضافة إلى تعاون مع الشباب لتفعيل المناقشات وعملنا على تكوين جماعات من طلاب الجامعات وصياغة برنامج تماشى مع وزارة البيئة ويتوافق مع رؤيتها.
• المشاركات الخارجية
– ماذا عن المشاركات الخارجية؟
أؤكد أنه لابد من رؤية العالم من منظور مختلف من أجل التوسع في البرامج وننظر إلى الموضوعات العالمية قد يكون فيها نظرة مجحفة ولكن التوسع في الفكر يتطلب التوسع في الواقع لأن الرؤية على أرض الواقع ولابد أن تنعكس الصورة بهذه الطريقة.
• التشريعات والقوانين الدولية
– ما دور المركز في صياغة قوانين وتشريعات دولية. هل هناك حضور مع الدول المعنية والتي لها ظروف متشابهة بحيث لا يكون هناك إجحاف في القرارات. ما مدى مساهمتكم في صناعة تلك القرارات؟
على المستوى الخليجي يوجد تعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي في بعض القرارات التي تحتاج لإعادة نظر فمثلاً العدالة والتوازن بين تصدير الطاقة ومراعاة القوانين التي تحافظ على البيئة وهذا يتطلب نظرة شمولية ويجب أن نعرف ماذا يقدم لنا.
• الرسوم على الطاقة
– أثيرت قضية الطاقة عالمياً مثل فرض رسوم على الطاقة عموماً. إلى أي مدى يمكن التصدي لمثل هذه القرارات أو هل يوجد تنسيق خليجي في هذا الجانب؟
نحن في مؤسسة قطر نعمل في هذا المجال، يكون دورنا كمركز هو التعاون الناعم مع مراكز مشابهة أو مع القطاع الخاص ونحاول أن نعكس الصورة وكيفية بحث التعاون مع الجهات الخارجية وما ينبغي عمله وكيف نضمن كجهة التفاعل كمنظومة عاملة وقدرتنا ناعمة أكثر منها عالمية.
• دور الشراكات في “إرثنا”
– ما دور الشراكات التي عقدها المركز محلياً؟
لدينا شراكات محلية وعالمية وأكثرها نشاطاً هو برنامج الأمم المتحدة للتنمية وفي تواصل مع بعض الجهات الأخرى، ولدينا شراكات مع مؤسسة قطر ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار وعلى مستوى دولي لدينا شراكات مع مؤسسات دولية. والمركز دوره الأساسي هو اقتراح السياسات ونقوم بالتعاون مع تلك الجهات ونحن جهة مستقلة.
• التعاون مع جهات محلية
– كيف ترون تكامل الأدوار مع الوزارات والقطاع الخاص لتحقيق قفزات نوعية على الصعيد العالمي؟
نتعاون مع جهات وطنية منها وزارات البلدية وأشغال والشباب والرياضة وكهرماء ولدينا معهم أنشطة مستمرة وبينها أدوار تكاملية حيث تقوم جهة بالتوعية وجهة أخرى تقوم بالتنفيذ وننظر من خلال عملنا لتلك الجهات لتواكب التطلعات.
– هل اعتمدتم على بيانات إحصائية؟
داخل قطر فإن المجلس الوطني للتخطيط هو المعني بذلك ونتعامل معهم في المجال الإحصائي.
• مشاريع قطرية رائدة
– هناك مشاريع قطرية وبعض المدن والبلديات فازت في مشاريع دولية. كيف تنظرون إلى مثل هذه المبادرات التي تقودها الدولة؟
إن قطر رائدة في هذا المجال منها مثلاً المدينة التعليمية وكانت الانطلاقة الأولى للاستدامة وصديقة للبيئة ومن أجمل الأماكن في قطر التي تحافظ على استدامة والبيئة هي مدينة مشيرب لأن الفكرة الأساسية فيها هو المحافظة على البيئة وأن طريقة وضع المواقف ورسم الطرق الداخلية تساعد الناس على المشي وهذا يتم من خلال الممارسة وهذه المبادرة تحفز كل الجهات النظر للمستقبل وبالتالي لابد من تطوير الذات وتطوير المدن أيضاً.
• دليل إرشادي للاستدامة
– إلى أي مدى ساهمتم في إيجاد دليل استرشادي يمكن تقديمه كنموذج للمؤسسات والقطاعات للاسترشاد به والمضي قدماً في الاستدامة؟
نتعاون مع جهات مختلفة داخل الدولة منها تدوير النفايات والطاقة وغيرها ولم نقم بعمل دليل استرشادي واحد لكننا تحدثنا عن نماذج عديدة هي مخرجات الحوار الوطني مثل النقل اللوجستي والنمو الأخضر وقيادة المرأة في الاستدامة ونتعاون في مشاريع مختلفة مثل الطاقات البديلة وتطوير تدوير النفايات.
• مفهوم قيادة المرأة في الاستدامة
– قيادة المرأة في الاستدامة.. كيف تحققون ذلك؟
هذا المفهوم مهم جداً لمؤسسة قطر ويوجد ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية وبعض الجهات تبحث تمكين المرأة داخل الدولة في مجال الاستدامة والفكرة هناك نساء رائدات في هذا المجال ونريد أن نستمع لهن لربطها في فكرة الاستدامة سواء محلياً أو عالمياً. ويتم التركيز على أهداف الاستدامة مع ربطها بمجموعة من الشخصيات النسائية التي تتحدث في جلسات حوارية وهذا ما نسعى إليه من جلسات خلال قمة إرثنا القادمة.
• مشاريع مركز “إرثنا”
– ما مشاريع المركز؟
هناك مشاريع نركز فيها على البيئة وتعاون بين المركز ووزارة البيئة وجامعة قطر ولدينا تعاون بخصوص زراعة أشجار القرم ومشاريع مع المدارس للتوعية البيئية وغيرها يرتبط بمجالات أخرى تتعلق ببناء القدرات وعمل السياسات والتركيز على المتدربين في المركز ومشاريع داخل المؤسسة بخصوص المياه والأمن الغذائي وارتباطها مع مؤسسات ومراكز بحثية أخرى.
• العلاقات مع المراكز العالمية
– ما العلاقات الخارجية مع المراكز الشبيهة والبحثية الأخرى؟
هناك اتفاقات عديدة مع مراكز خارجية بحثية وتطبيقية، وأكثرها تفاعلاً برنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي ومشاركات أخرى.
– إذا طلبت جهة تعاوناً في مجال الشراكات كيف يتم ذلك وكيف تساهمون في وضع خطة عمل هل تقدمون استشارات لهذه الجهات؟
نتعاون بشكل مباشر مع شركاء استرتيجيين وبالأخص القطاع المالي وعلى رأسها بنك قطر الوطني وجهات حكومية أخرى وشركات القطاع الخاص.
• شراكة إستراتيجية مع البيئة
– وزارة البيئة لها خصوصية أكثر من أي جهة أخرى كيف تكون العلاقة معها؟
لدينا شراكة استراتيجية مع وزارة البيئة ومن ضمنها التعاون في الفعاليات بقمة إرثنا، ويشارك سعادة الوزير الدكتور عبدالله بن تركي السبيعي في الجلسة الافتتاحية للقمة. الوزارة أيضا شريكتنا في الحوار الوطني وفي أسبوع الاستدامة وفي مشروع زراعة أشجار القرم.
• استثمار مخرجات القمة
– كيف سيتم استثمار مخرجات القمة؟
أهم تلك المخرجات هي الجائزة العالمية لقمة إرثنا وهي الموضوع الأكثر أهمية في القمة. وهناك جلسات وطاولات مستديرة تطرح فيها الورقة البيضاء وهي في غاية الأهمية ونقوم بعمل توصيات ونتعاون مع الجهات المختصة محليا وعالميا لتطبيقها. وأؤكد مجددا أن أهم مخرجات للقمة جائزة إرثنا ومحتوى الورقة البيضاء بتوصيات جيدة قابلة للتطبيق ونأمل إحداث أثر مهم ونحن كمركز نقدم مقترحات للسياسات.
• توعية الأجيال بالاستدامة
– توعية الأجيال بأهمية الاستدامة.. إلى أي مدى يحظى بالاهتمام؟
نحن نعتبر موضوع التوعية مهما جدا سواء بالنسبة لنا كمركز أو كمؤسسة قطر ونحن موجودون في مكان اسمه خليج التفكير وموجود معنا الى جانب مجلس البحوث أربعة مراكز بحثية منها ويش ووايز.
نركز على الاستدامة من خلال شراكة مع جهات تسهم في وضع سياسات فاعلة لتكون حجر أساس في الاستدامة. والتوعية ليست مجرد رسالة إنما مكان نعيش فيه وهذا يقوم به إرثنا من خلال الرسائل المباشرة والأماكن التي يراها الناس هي المستقبل.
• التحول نحو الاستدامة
– هل تعتقد أننا قطعنا أشواطا في موضوع الاستدامة مع اقترابنا من موعد 2030؟
أستطيع الجزم بأننا قطعنا شوطا كبيرا في مجال الاستدامة. وأظن أن كأس العالم 2022 ساهم بتسريع عجلة التنمية ومشاريع البنية التحتية. ولم يتبق أمامنا سوى القليل.
• الحوار الوطني الخامس
– ما طبيعة مشاركة أطراف من خارج الدولة في الحوار الوطني المحلي. وما المغزى من مشاركتها في حوار ينصب على تطوير أسس العلاقة بين القطاع العام والخاص؟
من خلال خبرتنا فإن هذا العام سيكون الحوار الوطني الخامس، وكان الحوار سابقاً ينصب على الحوار بالدولة بشكل بحت ولاحظنا أنه لا يمكن أن تقوم العلاقات الداخلية بدون ربطها بالعلاقات الخارجية وهذا يرتبط أيضاً بالاتفاقيات الدولية والعلاقات الخارجية وهناك منظور أكبر فمثلاً فرنسا وألمانيا هي دول مؤثرة في علاقاتنا الخارجية وأن القيام بهذه المهام لابد أن يتربط بعلاقات الشراكة مع العالم والحوار الوطني أشبه بالجسر لأن الموضوعات المطروحة داخلياً لابد من ارتباطها خارجياً حتى يكون تأثيرها قوياً في إثراء رؤيتها. وأنوه هنا أنه من مخرجات المركز هي الورقة البيضاء التي تعكس الوضع الحالي والرؤية المستقبلية والموضوعات المتنوعة والنظرة الخارجية تثري الرؤية داخل الدولة ونحن لسنا في بيئة منفصلة عن العالم من حولنا.
• تخفيض الكربون
– اليوم موضوع تخفيض نسبة انبعاثات الكربون يحظى باهتمام عالمي.. كيف تكون هذه الرؤية مع 2030.. وإلى أي مدى نسير في هذا الطريق بصورة صحيحة؟
لابد أن نذكر أن أكثر جهة فاعلة في هذا المجال هي قطر للطاقة وبالأخص لديها مجموعة كبيرة من الصناعات المحلية مرتبطة بقطر للطاقة.
ومن خلال احتكاكنا بهذه الجهات نقوم بالتفاوض لبحث القرارات وفي نفس الوقت نرجع للسوق المحلي لتخفيض نسبة انبعاثات الكربون وفق المعايير العالمية ونحن نسير في الاتجاه الصحيح ودلالة ذلك أن الغاز الطبيعي من أنظف مصادر الطاقة على وجه الأرض ولابد أن تكون لدينا نظرة عادلة أننا نسير وفق معايير عالمية متوازنة بدلالة من خلال الاتفاقيات والتعاونات العالمية المشتركة.