الدوحة – موقع الشرق
قال د. بلال تركية القائم بأعمال السفارة السورية في الدوحة، إن دولة قطر اتخذت منذ بداية الثورة السورية خياراً مبدئياً وأخلاقياً بالوقوف مع الشعب السوري، مؤكداً أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الأولى للدوحة تحمل رمزية تاريخية وتعكس مدى الروابط القوية بين الشعبين، ولافتاً إلى أن القضية السورية لم تغب عن الخطاب السياسي القطري بكل المحافل الدولية خلال الـ 13 عاماً.
وأضاف د. بلال تركية – في حوار خاص مع موقع “تلفزيون سوريا” – أن “العلاقة الأخوية بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفخامة الرئيس أحمد الشرع، ظهرت جلياً في الصور والفيديوهات التي نشرت، وعكست عمق هذه العلاقة وخصوصيتها. كانت حفاوة كبيرة في الاستقبال، وهذا أول رئيس سوري يزور دولة قطر منذ قطع العلاقات مع النظام البائد”.
وأشار كذلك إلى أهمية الدور الذي لعبته قطر في دعم الثورة السورية، من خلال منحها الشعب السوري بعثة دبلوماسية كاملة ضمن مقر معترف به مع كامل الصلاحيات الدبلوماسية، وبقي علم الثورة السورية مرفوعاً منذ افتتاح السفارة في مارس 2013 حتى سقوط النظام في 8 ديسمبر عام 2024.
وأكّد القائم بأعمال السفارة السورية أن هذا القرار كان اعترافاً فعلياً بالثورة وبالشعب السوري كممثل شرعي، وقد مُنحت هذه البعثة كامل الصلاحيات الدبلوماسية والقنصلية.
وبخصوص لقاء الرئيس الشرع مع مجموعة من رجال الأعمال السوريين في قطر، بيّنَ أن السفارة نظمت اللقاء بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية، وكان الهدف من اللقاء تشجيع الاستثمار في سوريا والبدء الفوري في عملية المساهمة في إصلاح ما أفسده النظام خلال السنوات الماضية.
وتطرق القائم بأعمال دمشق لدى الدوحة إلى أن الرئيس الشرع حث رجال الأعمال السوريين على دورهم “في تخفيف الجراح ودعم الاقتصاد الوطني، بغض النظر عن الظروف، وألا ننتظر الأوضاع مثالية للبدء بالعمل، لا سيما أن المرحلة الآن تشكل فرصة استثمارية لا تُعوّض”.
وتابع “د. تركية” أن “هناك توجهاً من بعض رجال الأعمال القطريين (وليس السوريين فقط) لتشكيل صناديق استثمارية، سواء داخل قطر أو خارجها، من أجل الاستثمار في سوريا، ونحن على تواصل مستمر معهم”.
ولفت إلى أن السفارة بصدد العمل على إنشاء رابطة رجال الأعمال السوريين، كأحد نتائج اللقاء مع الرئيس الشرع، وهو تمهيد لتشكيل “مجلس رجال الأعمال القطري – السوري” من أجل تنسيق المشاريع الكبرى، خاصة تلك التي تتطلب تخطيطاً طويل الأمد أو متوسط الأمد”، بحسب قوله.
وبخصوص الخدمات الجديدة التي تقدمها السفارة للجالية السورية، قال: الآن، الحمد لله أصبح بالإمكان تصديق شهادات الميلاد والبيانات الرسمية، وتُستخدم مباشرة لتسجيل المواليد في سوريا.
وأضاف ما زال تجديد جوازات السفر غير مفعّل، بسبب انقطاع السفارة عن النظام سابقاً، ولكن حالياً نعمل بشكل مكثف مع وزارة الخارجية السورية لربط السفارة بمنظومة الوزارة، لتمكيننا من إصدار الجوازات قريباً بإذن الله.
وأكد أن الجالية السورية في دولة قطر تستحق هذه الخدمة، لكن بعض الإجراءات التقنية والفنية تأخذ وقتاً، وهو العامل الأساسي الذي ننتظره، كذلك الأمر بالنسبة لخدمة الوكالات، والتي ترتبط بوزارة العدل، وهي أيضاً تحت التنسيق حالياً مع وزارة الخارجية، وسيتم فتحها إن شاء الله قريباً.