د. ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية
الدوحة – قنا
أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن دولة قطر تواصل جهودها المكثفة لضمان صمود الهدنة الحالية في قطاع غزة، ومراقبة تنفيذ الاتفاق منذ اليوم الأول، عبر غرفة المراقبة المشتركة في العاصمة المصرية القاهرة، وبالتنسيق مع مختلف الشركاء في الوساطة.
وقال الدكتور الأنصاري خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لوزارة الخارجية: “إن الخروقات المسجلة ليست فقط مثيرة للقلق، بل تمثل مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لدولة قطر في إطار مراقبتها والتعامل معها”، مؤكدا استمرار العمل على مراقبة هذه الخروقات لضمان عدم انهيار الهدنة الحالية.
وأضاف أن “الاتصالات مستمرة بين الأطراف على مختلف المستويات بهدف الوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، رغم عدم وجود أي جديد للإعلان عنه حتى الآن”، لافتا إلى التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين خلال الأيام الماضية الداعمة لاستمرار هذه الهدنة.
وأكد استمرار الجهود القطرية بالتنسيق مع مختلف الشركاء، معربا عن ثقته بخطة الرئيس الأمريكي وكذلك الموقف الأمريكي الداعم للهدنة، بجانب الجهود التي يبذلها الوسطاء والدول الإقليمية المختلفة بهذا الإطار.
وشدد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، على أن الخروقات القائمة تمثل تهديدا للهدنة وتهديدا للسلام بشكل عام، قائلا في هذا السياق: “ننظر إلى هذه الخروقات بقلق بالغ جدا، ونشارك ذلك مع جميع شركائنا في الوساطة وفي الإقليم”.
وجدد التأكيد على أن دولة قطر تقف دائما إلى جانب شركائها في المجتمع الدولي، انطلاقا من سياستها الثابتة القائمة على حل جميع الأزمات بالسبل السلمية والتعامل مع الخلافات عبر طاولة الحوار.
وحول التوترات الأخيرة بين فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية، أوضح الأنصاري أن “دولة قطر قامت بدور الوسيط في هذا الإطار، بما في ذلك تبادل الرهائن بين البلدين”، مؤكدا أن قطر تتابع عن كثب التطورات الحاصلة بين البلدين وتعبر عن قلقها إزاءها، وتدعم بقوة أي حوار بين الطرفين، وتؤكد استعدادها لتقديم أي دعم مطلوب.
كما شدد على أن كل خرق للهدنة في غزة يمثل تهديدا لها، ويضعف أثرها على الأرض، منوها بأن الهدنة الحالية تعد الأطول منذ بداية الحرب، رغم الظروف الصعبة المرتبطة بها والشهداء الذين سقطوا خلالها والخروقات المتكررة واليومية التي تشهدها.
وأوضح أن الهدنة في قطاع غزة ما زالت قائمة، لافتا إلى أنه ينبغي البناء الآن على تحويل الهدنة إلى فرصة للتقدم نحو المرحلة الثانية، وهذا ما تعمل عليه دولة قطر بالتعاون مع شركائها.
وتطرق مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية، إلى وضع الصحافة والصحفيين خلال الحرب في قطاع غزة، قائلا: “إن الصحافة كانت من أكثر الضحايا إيلاما خلال هذه الحرب، وأن مقتل الصحفيين دلالة على عدم رغبة الطرف الإسرائيلي في ظهور الحقيقة للعالم”، مضيفا أن “دولة قطر تنادي دائما مع شركائها في المجتمع الدولي، بضرورة حماية الصحفيين والإعلاميين ومنع استهدافهم المباشر”.
وحول القمة الخليجية الـ 46، التي ستنعقد في العاصمة البحرينية المنامة، أوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أنها ستتناول جميع القضايا الإقليمية، لافتا إلى أن دول مجلس التعاون قامت بأدوار كبيرة خلال الأشهر والسنوات الماضية في معالجة الأزمات داخل الإقليم وخارجه، ما يمنح هذه القمة الاعتيادية أهمية خاصة، لافتا إلى أن اجتماع مجلس الدفاع الخليجي المشترك الذي انعقد قبل أيام جاء في ظل التحديات والتهديدات الأمنية الكبيرة التي شهدتها المنطقة.
وفي سياق الجهود القطرية حول الأزمة الروسية – الأوكرانية، قال الأنصاري: إن دولة قطر انخرطت منذ اليوم الأول في محاولات استكشاف جهود وساطة ممكنة لهذه الأزمة، ودعمت كذلك جميع المبادرات الدولية الرامية لحل هذا النزاع.
وأشار إلى نجاح دولة قطر في لم شمل أكثر من 115 طفلا متأثرين بالحرب مع ذويهم من كلا الجانبين، مبينا أن الرسالة القطرية ثابتة لجميع الأطراف، ومفادها أن “النزاعات تحل بالوسائل السلمية في النهاية، وطاولة الحوار هي الطريق لحل الأزمات”، مؤكدا أن دولة قطر على تواصل مع مختلف الشركاء، سواء في روسيا أو أوكرانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى اطلاع بما يجري حاليا وتدعم كل الجهود الإيجابية في هذا الإطار.
كما استعرض أبرز نشاطات وزارة الخارجية خلال الأسبوع، حيث استقبل معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفدا من أصحاب السعادة أعضاء الكونغرس بالولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، كما استقبل معاليه الفريق أول بحري تشارلز برادفورد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية.
وبين أنه عقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الخميس الماضي، الجولة الرابعة للمشاورات السياسية بين وزارتي خارجية دولة قطر ومملكة بلجيكا، حيث ترأس الجانب القطري سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، فيما ترأس الجانب البلجيكي سعادة السيدة ثيودورا جنتسيز، رئيسة اللجنة الإدارية والأمين العام لوزراء الخارجية والتجارة الخارجية والتعاون الإنمائي.
ولفت إلى أن سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي قد اجتمعت الأحد الماضي، مع سعادة السيد خليل الرحمن مستشار الأمن القومي في جمهورية بنغلاديش، حيث استعرضت سعادتها علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها لا سيما في المجال الإنساني.
وأشار الأنصاري إلى أن سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي قد اجتمعت الإثنين الماضي، مع سعادة السيدة أوكييه دي فريز، وزيرة التجارة الخارجية والتنمية في مملكة هولندا، فيما افتتحت سعادتها اليوم الاجتماع الرفيع المستوى لأقل البلدان نموا، تحت عنوان: “إقامة شراكات عالمية طموحة من أجل تخرج مستدام ومرن من قائمة أقل البلدان نموا”، الذي تستضيفه الدوحة حتى الرابع من الشهر الجاري.
ولفت إلى أن سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، قد ترأس وفد دولة قطر في اجتماع المجلس الوزاري بدورته الـ 166 التحضيرية للدورة (46) للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد أمس الأول /الأحد/ في العاصمة البحرينية المنامة.
