نيويورك – قنا
أكدت دولة قطر على الدور المحوري الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” في تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وهو ما أكده إعلان نيويورك الصادر عن المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه الشيخ جاسم بن عبدالعزيز آل ثاني سكرتير ثاني بالوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الـ80 حول (البند 49) بشأن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأشار الشيخ جاسم بن عبدالعزيز آل ثاني إلى أن وكالة الأونروا، التي تأسست في عام 1949، ما زالت تقدم الخدمات الأساسية والاحتياجات الإنسانية الحيوية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في دولة فلسطين الشقيقة والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة والجمهورية اللبنانية الشقيقة والجمهورية العربية السورية الشقيقة، مشيرا إلى أن مسؤولياتها تضاعفت في ظل الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
وأضاف أن جهود دولة قطر بالتعاون مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والجمهورية التركية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية نجحت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بهدف إنهاء نزيف الدماء والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة في 13 أكتوبر الماضي بمدينة شرم الشيخ المصرية، مشددا على أهمية الدور الراسخ للأونروا في استدامة العمليات الإنسانية وتقديم الخدمات الأساسية أثناء وبعد الحرب في غزة.
كما أكد ضرورة تنفيذ الآراء الاستشارية وأوامر محكمة العدل الدولية ذات الصلة بالأونروا والتزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال، مبينا أنه في ظل التحديات السياسية والمالية والقانونية والعملياتية المتزايدة التي تواجه الأونروا، تدعو دولة قطر إلى تجديد ولاية الوكالة وفقا لقرار الجمعية العامة رقم 302 والقرارات اللاحقة.
وحث السكرتير الثاني بالوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أمام اللجنة جميع الدول الأعضاء على تقديم الدعم السياسي والمالي الكامل وغير المشروط لضمان استمرار عمل الوكالة، محذرا من أن أي حظر أو عرقلة لأنشطة الأونروا سيؤدي إلى نتائج إنسانية وسياسية وأمنية خطيرة، وحرمان ملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والدول المجاورة من الخدمات الضرورية التي تقدمها.
وأبرز أن مثل هذه الإجراءات قد تسهم في تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى وطنهم على عكس ما نص عليه القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لا سيما القرار رقم 194 وقرار مجلس الأمن رقم 237، مجددا تأكيد موقف دولة قطر الثابت في دعم الأونروا انطلاقا من التزاماتها الدولية وحرصها على العمل المتعدد الأطراف، والتزامها الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأعرب أيضا عن اعتزاز دولة قطر بكونها أول دولة عربية تُبرم اتفاقية متعددة السنوات مع الأونروا عام 2018، ومن أكبر الدول الداعمة لها، لافتا إلى أن مساهماتها بلغت أكثر من 49 مليون دولار أمريكي خلال عام 2024، وستواصل دعمها السياسي والدبلوماسي والمالي للأونروا.
ولفت إلى أن وجود الوكالة واستمرارها في أداء مهامها يرتبط بضمان إنهاء الاحتلال وتحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الشقيق، داعيا الجمعية العامة بصفتها الجهة المنوطة بولاية الأونروا، إلى الاضطلاع بمسؤولياتها لضمان استمرارية عمل الوكالة.
وجدد الشيخ جاسم بن عبدالعزيز آل ثاني موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي تضمن حقه في تقرير المصير والعودة، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

