ضرب الإسباني كارلوس ألكاراس، والصربي نوفاك ديوكوفيتش، موعداً نارياً في نهائي دورة «سينسيناتي» الأميركية في كرة المضرب للماسترز، فيما كان المشهد مختلفاً لدى السيدات في إحدى دورات الألف، مع انتهاء مشوار البولندية إيغا شفيونتيك والبيلاروسية أرينا سابالينكا المصنفتين أولى وثانية عالمياً السبت في نصف النهائي.
لدى الرجال، جاء تأهل الشاب ألكاراس، المصنف أول عالمياً، صعباً وأنقذ كرة حاسمة للمباراة أمام البولندي صاحب الإرسالات الساحقة هوبرت هوركاتش، قبل أن يفوز عليه 2-6 و7-6 (7-4) و6-3 في ساعتين و18 دقيقة.
وأكّد ابن مورسيا دفاعه عن لقبه في بطولة الولايات المتحدة الكبرى وهو في المركز الأول عالمياً، فيما سيحاول الأحد إحراز لقبه السابع هذه السنة.
وفوز ابن العشرين سنة وحامل لقب بطولة ويمبلدون الأخيرة على حساب ديوكوفيتش أيضاً، هو الـ53 له هذا الموسم مقابل 5 خسارات.
وعلّق على تأهله: «كانت الدورة صعبة جداً بالنسبة لي. كل مبارياتي انتهت بثلاث مجموعات. لكني سعيد بالفوز في هذا النوع من المباريات والبقاء قوياً من الناحية الذهنية».
وأضاف: «تطوّرت كثيراً بفضل هذه التجارب. من الرائع بلوغ النهائي».
وبعد خسارته المجموعة الأولى بنتيجة صريحة، كان ألكاراس على شفير الخسارة في الشوط العاشر من الثانية، لكن هوركاتش أهدر فرصة الفوز في المباراة، فلجأ اللاعبان بعدها إلى شوط كسر الإرسال الذي ابتسم للإسباني.
وفي المجموعة الثالثة، تقدّم ألكاراس 3-1، ثم ضمن بطاقة النهائي: «كانت معركة ذهنية، تعيّن عليّ البقاء متفائلاً طوال الوقت. عرفت أنه ستسنح لي الفرص وكان علي استغلالها».
ويحرص ألكاراس على إحراز لقبه الثالث هذا العام في بطولات الماسترز، بعد إنديان ويلز ومدريد.
وأصبح أصغر لاعب يبلغ النهائي في سينسيناتي، منذ الأميركي بيت سامبراس (19 عاماً) في عام 1991.
وستكون المباراة النهائية إعادة لنهائي ويمبلدون الشهر الماضي ومن العيار الثقيل، نظراً لتأهل المخضرم ديوكوفيتش حامل لقب 23 بطولة كبرى والفائز في مباراة لم تكن بالسهلة على الألماني ألكسندر زفيريف السابع عشر 7-6 (7-5) و7-5.
وتطلّع ديوكوفيتش إلى أول مواجهة مع ألكاراس على الأرض الصلبة: «هذا التحدي النهائي بالنسبة لي راهناً».
وفاز ألكاراس مرتين من أصل ثلاث مواجهات مع ديوكوفيتش المتوّج بلقب 39 دورة للمسترز.
وكان ديوكوفيتش فاز على تراب رولان غاروس بسهولة عندما عانى ألكاراس من تقلصات عضلية وضغوط نفسية، لكن الإسباني ردّ بخمس مجموعات في نهائي ويمبلدون.
تابع ديوكوفيتش، حامل لقب 2018 و2020 الذي أقر أنه خاض مباراة عادية أمام زفيريف: «الآن ستكون المواجهة على أرض صلبة. هذا اختبار جيد جداً قبل بطولة الولايات المتحدة المفتوحة».
وبحال تتويجه، سيصبح ديوكوفيتش (36 عاماً)، المتوّج في أستراليا ورولان غاروس هذا العام، أكبر فائز في سينسيناتي في عصر اللعب المفتوح، متخطياً الأسترالي كن روزوال (35 عاماً في 1970).
ولدى السيدات، خرجت شفيونتيك الأولى عالمياً في نصف النهائي أمام الأميركية كوري غوف 6-7 (2-7) و6-3 و4-6.
وللأسبوع الثاني توالياً، ينتهي مشوار البولندية عند دور الأربعة، بعدما مُنيت بالمصير عينه في دورة مونتريال الألف، بخسارتها أمام الأميركية الأخرى جيسيكا بيغولا التي توجت لاحقاً باللقب.
وبعدما أزاحت المصنفة أولى عن طريقها، تتواجه غوف في النهائي مع التشيكية كارولينا موشوفا التي جدّدت تفوقها على المصنفة ثانية البيلاروسية أرينا سابالينكا التي خرجت على يدها من نصف نهائي رولان غاروس هذا العام، بالفوز عليها 6-7 (4-7) و6-3 و6-2 في مباراة ماراثونية استغرقت ساعتين و37 دقيقة.
وبدت شفيونتيك مرشحة للخروج منتصرة من أول ظهور لها في نصف نهائي الدورة الأميركية، لا سيما أنها تغلبت على غوف في جميع المواجهات السبع التي جمعتهما سابقاً، بينها اثنتان هذا العام في نصف نهائي دورة دبي وربع نهائي رولان غاروس.
لكن الأميركية البالغة 19 عاماً والمصنفة سابعة عالمياً خالفت التوقعات وبلغت ثاني أهم نهائي في مسيرتها، بعد رولان غاروس 2022، حين خسرت أمام شفيونتيك بالذات بمجموعتين 1-6 و3-6.
وقالت غوف: «كنت أعلم بأن الأمر سيكون صعباً. لقد استفدت حقاً من الفرص التي أتيحت لي وقاتلت على كل نقطة»، مضيفة: «كنت سلبية بعض الشيء في المجموعة الثانية لكني استعدتها (الثقة) بالقول لنفسي أنتِ مقاتلة وبإمكانك فعل ذلك».
ولم يسبق لغوف أن انتزعت أي مجموعة في مواجهاتها السبع السابقة مع شفيونتيك، لكن الأميركية كانت عازمة السبت على أن تصبح أول مراهقة تصل النهائي في سينسيناتي منذ الروسية فيرا زفوناريفا عام 2004.
وكشفت: «حاولت أن أرسل بأقوى ما يمكنني في نقاط حسم المباراة. إنها الرقم واحد في العالم. يتوجب عليك التركيز في جزئك من الملعب (في رد ضربات البولندية)».
وبلغت الأميركية أول نهائي لها في دورات الألف من ثالث وصول لها إلى دور الأربعة، حارمة شفيونتيك من محاولة الفوز بلقبها الخامس لهذا العام (أبرزها رولان غاروس) والسادس في دورات الألف.
وتلتقي غوف بعد فوزها الحادي عشر في مسيرتها على لاعبات بين العشر الأوليات في العالم، مع موخوفا التي حرمت سابالينكا من بلوغ النهائي السابع لها في دورات الألف ومحاولة الفوز باللقب السادس فيها. وبلغت بدورها النهائي الأول لها في هذه الدورات من أول وصول لها إلى دور الأربعة.
وحققت التشيكية المصنفة 17 عالمياً فوزها الثاني على سابالينكا من أصل ثلاث مواجهات، وستلتقي الآن غوف للمرة الأولى في محاولتهما للفوز بأهم لقب في مسيرتيهما.