غزة – ريما محمد زنادة
لقد ضاقت الأرض في غزة فلم يعد هنالك مساحات واسعة تحتوي خيام النازحين في غزة بعد أن قصفت بيوتهم، وزاد أعداد شهدائهم عن ستين ألف، الأمر الذي جعل المقابر لاتتسع فالأعداد مهولة من الشهداء.
الأرض في غزة تزاحمت عليها المقابر والنازحين فكان قرار العيش بالتجاور فيما بينهما على نفس التراب ليس بالأمر السهل لكن ليس هنالك مجال لغير ذلك.
من يعتاش في تلك الخيام لابد له أن يسير بحذر في خطواته فقبور الشهداء تحيطه من كل جانب فلا يمكن له الركض أو السير بخطوات كبيرة خوفا من أن التعثر بجثمان لازالت تربته طينية لم تجف بعد.
وقالت إحدى النازحات بجوار القبور ابتسام إسماعيل لـ”الشرق”:” كان لدي بيت كبير وحديقة تجاوره لكن كل ذلك ذهب بعد أن قصفه الاحتلال وجرف أرضه”.
وأضافت:”نزحت كثير من منطقة لأخرى ومن مدرسة لأخرى ولم يعد أمامنا مكان غير الخيمة، ورغم هذا القرار الموجع والمتعب لكن لابديل له فلم نجد مكان ممكن أن نقيمها عليه إلا أرض كانت تحتوي على قبور”.
وبينت، أن الأمر لم يكن سهل عليها وعلى أطفالها خاصة أنها كثيرا ما تستيقظ على صوت بكاء في تشيع جنازة الشهداء.
بينما النازحة ليلى ممدوح فكان الوضع معها مختلف حيث قالت لـ”الشرق”:” بجوار الخيمة قبر ابني الشهيد فالأمر الذي يهون علي معاناة العيش في خيمة أنني قريبة من ابني وكل وقت استطيع الجلوس بجوار قبره.
وأوضحت، أنها كلما رأت والدة شهيد تشيع نجلها تذهب لها مسرعة تحاول أن تخفف عنها فهي تعلم حجم الوجع في قلبها فقد ذاقته من قبل.
وأشارت، إلى أنها قبل فترة بعد اشتداد القصف في منطقة نزوحها أرادت عائلتها النزوح لمنطقة أخرى تجد فيها أكثر أمانا حسب ظنهم، هذا الأمر كاد أن يقف نبض قلبها فأخذت بالبكاء بحرقة وهي تسأل كيف لي أن أترك ابني الشهيد باسل وحده؟!.
وذكرت، أنها نزحت لمنطقة أخرى رغما عنها لكن خطواتها كانت ثقيلة جدا على قلبها، وما إن هدأت المنطقة الأولى لنزوحها حتى عادت مرة أخرة حيث يتواجد قبر نجلها.