ودّع المنتخب البرازيلي نهائيات كأس العالم للسيدات لكرة القدم من دور المجموعات للمرة الأولى منذ عام 1995، بعد تعادله المخيّب دون أهداف أمام جامايكا، في ملبورن، فيما ضربت السويد موعداً مع الولايات المتحدة في ثمن النهائي. وكانت البرازيل، وصيفة 2007، مطالبة بتحقيق الفوز من أجل التأهل، بعد فوزها على بنما 4 – 0 وخسارتها من فرنسا في الثانية 1 – 2، أو التعادل وانتظار مفاجأة من بنما المتواضعة أمام فرنسا. وتأهلت جامايكا للمرة الأولى إلى الدور الثاني من وصافة المجموعة السادسة برصيد 5 نقاط، بفارق نقطتين عن فرنسا المتصدرة والفائزة على بنما 6 – 3.
فرضت جامايكا الشجاعة التعادل السلبي على البرازيل لتبلغ مرحلة خروج المغلوب للمرة الأولى في ثاني مشاركة لها فقط في كأس العالم للسيدات، بينما كان هذا أسرع خروج لعملاق أميركا الجنوبية من البطولة منذ 1995.
وكانت جامايكا تحتاج إلى نقطة وحيدة للتأهل ولم تهدد مرمى الفريق المنافس لكن دفاعها استبسل وكان محكما وتصدى لسلسلة من الهجمات البرازيلية في أجواء مثيرة في ملبورن.
وأشركت بيا سوندهاجة مدربة البرازيل اللاعبة المخضرمة مارتا (37 عاما) في التشكيلة الأساسية لأول مرة في ظهورها السادس بكأس العالم، لكن المهاجمة الأيقونة خرجت بخيبة أمل كبيرة في مشاركة تبدو الأخيرة لها بالمحفل العالمي.
وعبرت مارتا عن آلامها من خروج منتخب بلادها وقالت: «لم أكن أتوقع ذلك حتى في أسوأ كوابيسي». وأضافت المهاجمة التي يعدها كثيرون الأعظم في تاريخ كرة القدم النسائية «من الصعب التحدث في وقت مثل هذا. لم يكن مونديال كأس العالم الذي حلمت به»، كما أضافت «لكنها البداية فقط، الشعب البرازيلي يطالب بالتجديد، وهناك تجديد، العجوز الوحيد هو أنا، معظمهن فتيات صغيرات يتمتعن بموهبة هائلة، إنها مجرد البداية بالنسبة لهن». وواصلت: «أنا ممتنة لإتاحة الفرصة لي للمشاركة مرة أخرى في كأس العالم، لكن حزينة لهذا الخروج الصادم».
في المقابل قالت مدربة منتخب جامايكا لورني دونالدسون: «هذا واحد من أفضل الأيام التي مررت بها في حياتي. أن ترى دولة مثل جامايكا قادرة على القيام بذلك، فهذا أمر لا يصدق»، مضيفة «الفتيات يفعلن ذلك من أجل البلد، يجب أن تفخر جامايكا بهن. كانت لدينا مرونة ورغبة بالقتال. نحن كنا في طريقنا إلى حرب، وعلينا أن نكون مستعدين للمعركة». وأنهت جامايكا مغامرة نجمة منتخب البرازيل التاريخية، مارتا، من دون أن يُكتب لها الذهاب بعيداً في مشاركتها الأخيرة كما صرّحت عن عمر 37.
ومن المرجح أن تلتقي جامايكا مع كولومبيا في الدور المقبل، بانتظار الجولة الثالثة من المجموعة الثامنة التي تضمّ أيضاً كلاً من ألمانيا والمغرب وكوريا الجنوبية.
وفي المباراة الثانية بالمجموعة سحقت فرنسا نظيرتها بنما 6 – 3 لتحسم صدارة المجموعة برصيد سبع نقاط.
وكانت فرنسا، التي يقودها المخضرم هيرفي رينار، المدرب السابق لمنتخب السعودية للرجال، تعادلت أمام جامايكا في الافتتاح 0 – 0، قبل أن تهزم البرازيل 2 – 1.
وتألقت الفرنسية كاديدياتو دياني بإحراز ثلاثية «هاتريك» في الدقائق (28، 37 و52 من ركلة جزاء) فيما أضافت كل من ماييل لاكرار في الدقيقة (21) وليا لو غاريك (45 5) وفيكي بيكو (90 10) الأهداف الثلاثة الأخرى. فيما سجّلت لبنما التي خرجت خالية الوفاض من البطولة كل من مارتا كوكس في الدقيقة الثانية ويوميرا بينسون (64 من ركلة جزاء) ولينيث سيدينيو (87).
وضرب منتخب السويد موعداً مع نظيره الأميركي، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب في الدور ثمن النهائي، وذلك بعدما حقّق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة على حساب الأرجنتين 2 – 0 في هاميلتون.
وتزامناً، حقّقت جنوب أفريقيا مفاجأة من العيار الثقيل، بتأهلها للمرّة الأولى في تاريخها إلى الأدوار الإقصائية بفوزها القاتل على إيطاليا 3 – 2.
في المباراة الأولى، تابعت السويد، وصيفة نسخة 2003، تألقها بعد فوزها الثالث توالياً، بفضل هدفي ريبيكا بلومكفيست في الدقيقة (66) والبديلة إيلين روبنسون (90 من ركلة جزاء).
وتربّعت السويد على صدارة المجموعة السابعة برصيد تسع نقاط كاملة، بعدما سبق أن هزمت جنوب أفريقيا 2 – 1 بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة وإيطاليا 5 – 0.
وقال مدرب منتخب السويد بيتر غيرهاردسون عن المواجهة المنتظرة أمام المنتخب الأميركي: «تحتل الولايات المتحدة المركز الأول عالمياً. قد يكون من الأفضل اللعب أمامها الأحد على أن نواجهها في الدور نصف النهائي أو النهائي».
وتابع: «من منظور نفسي نعلم أنه يمكننا التغلب عليها. أعتقد أن اللاعبات مقتنعات بأنهن قادرات، وفقا لما حققناه في دور المجموعات، نعتقد أن بإمكاننا الفوز».
وفيما أقصت النتيجة المنتخب الأرجنتيني مباشرة بعدما تجمّد رصيده عند نقطة واحدة، أتاحت النتيجة للمنتخب الجنوب أفريقي فرصة اقتناص البطاقة الثانية بعد فوز قاتل على إيطاليا 3 – 2، ليحتل المركز الثاني برصيد أربع نقاط بفارق نقطة واحدة عن إيطاليا (3) التي ودّعت المسابقة بالدموع.
وقالت مدربة جنوب أفريقيا ديزيريه إليس: «لقد قاتلن مثل المحاربات. قاتلن مثل البطلات ونعرف أنهن كذلك. لقد صنعنا التاريخ، ليس فقط بتحقيق فوزنا الأول بل ببلوغ دور الـ16. وهذا أمر مذهل».
وافتتحت أريانا كاروزو التسجيل للإيطاليات في الدقيقة (11) من ركلة جزاء، قبل أن تُسجل بينيديتا أورسي هدفاً عن طريق الخطأ في مرمى فريقها بالدقيقة 32 منح جنوب أفريقيا التعادل. وما لبث أن خطفت جنوب أفريقيا الأسبقية عن طريق هيلدا ماغايا في الدقيقة (67)، لتعود كاروزو وتعادل النتيجة في الدقيقة (74) مسجلة هدفها الشخصي الثاني. ونجحت ثيمبي كغاتلانا (بيكينيني) في تسجيل هدف الفوز والتأهل في الدقيقة الثانية من الوقت البدل من الضائع، موجهة ضربة قاتلة للطليان.
وستواجه جنوب أفريقيا نظيرتها هولندا التي انتزعت صدارة المجموعة الخامسة بمفاجأة على حساب الأميركيات حاملات اللقب. على جانب آخر أعلن المنتخب الألماني تحديه لنظيره الكوري الجنوبي في اللقاء الحاسم اليوم الخميس بالجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثامنة التي تشهد مباراة مصيرية أخرى للمغرب ضد كولومبيا. وتتصدر كولومبيا المجموعة بست نقاط، وتأتي ألمانيا والمغرب خلفها بثلاث نقاط في المركزين الثاني والثالث وتتذيل كوريا دون نقاط. وارتفعت معنويات المنتخب الألماني مع العودة المتوقعة لنجمة الدفاع مارينا هيغرينغ. وقالت لينا أوبردورف، لاعبة خط وسط فولفسبورغ وصيف بطل دوري أبطال أوروبا للسيدات: «لا سبيل أمامنا إلا الفوز. أعتقد أن التعامل مع الضغوط هو جزء من القدرة على الأداء بشكل جيد». وأضافت «نحن في فولفسبورغ نعرف هذا الموقف. سنخوض المباراة برغبة الفوز وبالطبع التأهل إلى دور الستة عشر».
وواجه المنتخب الألماني، المتوج بلقب مونديال السيدات في نسختي 2003 و2007، وضعاً صعباً إثر هزيمته أمام نظيره الكولومبي 1 – 2 في الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات، رغم أنه استهل مشواره في البطولة بفوز كبير على نظيره المغربي 6 – صفر.